Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر May 22, 2022
A A A
عود على بدء.. بعد «سكرة» الانتخابات «فكرة» الأزمات
الكاتب: جويل رياشي - الأنباء الكويتية

طويت صفحة الانتخابات النيابية، وعادت اليوميات اللبنانية الى سابق عهدها، من تجدد أزمة المحروقات من بنزين وغاز وديزل، نقصد هنا أزمة تحديد الأسعار وليس فقدان المشتقات النفطية. الى تكرار مشاهد الطوابير أمام الأفران.

بادرت «أم فايز» التي تدير مع زوجها باخوس متجرا للخضار والفاكهة في جديدة المتن، الى منح أحد الزبائن اليوميين الثابتين ربطة خبز من دون أن يطلبها قائلة: «خذها بدو ينقطع الخبز، بحسب ما علمت من الموزع الذي يؤمن الخبز كل صباح للمتجر».

وكذلك، تتفاقم مشكلة تأمين الطاقة وخصوصا الكهرباء، مع ارتفاع فاتورة المولد الشهرية للمستهلكين، ولجوء غالبية أصحاب المولدات وحتى شركات انتاج الكهرباء أصحاب الامتيازات الخاصة كما في جبيل وزحلة، الى فرض تقنين قاس، تفاديا لتحميل المشتركين أكلافا مالية لا قدرة لهم على دفعها.

انتهت الرفاهية التي رافقت الأيام وحتى الأسابيع التي سبقت الانتخابات النيابية في 15 أيار/ مايو، وعادت الأزمات دفعة واحدة لتتصدر المشهد المحلي اللبناني، من عودة طوابير السيارات أمام محطات الوقود، وتهافت المواطنين على تعبئة قوارير الغاز الخاصة بالاستهلاك المنزلي، وارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي، من متوسط 20 ألف ليرة إلى 30 ألفا للدولار الواحد في غضون شهر ونصف الشهر.

«الآتي أعظم»، هكذا يقول السوري عبدو الذي يعمل قصابا في ملحمة بساحل المتن (المدخل الشمالي للعاصمة بيروت)، في إشارة الى ارتفاع أسعار اللحوم.

وكذلك يتوقع ان تتمدد الأزمة المعيشية الى قطاع الاتصالات برفع تعرفة فواتير الخليوي وخدمة الإنترنت من قبل الشركات الخاصة التي تؤمن هذه الخدمة في المناطق.

«نحن أمام أزمة أسعار وليس انقطاع سلع»، يكرر العبارة بسام صاحب محطتي وقود في قضائي كسروان وجبيل. والعبارة نفسها يرددها عدد من أصحاب السوبرماركت، مشيرين الى غياب أصناف عن رفوف العرض، تمهيدا لتبيان السعر الذي ستؤول إليه في ضوء «تحليق» سعر صرف الدولار.

وبذلك تكون قد انتهت رفاهية الانتخابات لجهة تقديم مرشحين مساعدات سخية لقسم لا بأس به من الناخبين، عبر تسديد المتأخرات من الأقساط المدرسية والفواتير الاستشفائية، ودفع اشتراكات المولدات، وتعبئة وقود تحت شعار تأمين النقل للعاملين في الماكينات الانتخابية للمرشحين وللناخبين أيضا.

ويعود الهم «الصيفي» الى أذهان غالبية المواطنين، في تأمين فواتير المولدات مع بدء العد التنازلي لموسم الصيف، وتوقع ارتفاع الأكلاف جراء تشغيل أجهزة التبريد إتقاء للحر. وقد عادت الى التداول عبارات: «البقاء (المقصود بها الصمود) لمن له سبيل الى تحصيل راتبه بالعملة الأجنبية، والله يعين من لا طريق له الى الدولار».

ويشير هشام الذي يعمل سائقا للأجرة الى تقديم أسعار خاصة للركاب أقل من تعرفة السرفيس الرسمية، «كي لا نهدر الوقود ونحن نبحث عن ركاب في الطريق». ويضيف: «مشهد الطوابير في اليوميات فاق مشاهد الوقوف طويلا من قبل الناخبين للإدلاء بأصواتهم». وتعلق ساميا المتقاعدة من التعليم الرسمي: «اللافت ان غالبية من يشكون الوقوف في الطوابير، قد انتظروا طويلا للإدلاء بأصواتهم في يوم الأحد الانتخابي، يبدو ان الناس قد اعتادوا الانتظام في الصفوف وإعادة إنتاج الأزمة».