Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 26, 2018
A A A
«البرتقالي» يتحسّس خطورة حسم المقعَدَين المارونيين في جزين
الكاتب: هيثم زعيتر - اللواء

«الوطني الحر» يستعين بميزان الجوهرجي لتوزيع «التفضيلي»
*

تبذل الماكينات الإنتخابية للوائح الأربع المتنافسة في دائرة صيدا – جزين جهودها من أجل حث الناخبين على الاقتراع في الإنتخابات المقرّر إجراؤها يوم الأحد في 6 أيار المقبل.
واستمرَّ في خوض الاستحقاق في هذه الدائرة 17 مرشّحاً: 7 في صيدا و10 في جزين، من بين 27 كانوا قد تقدّموا بطلبات ترشيحهم.
ويتوزّع المستمرّون في ترشّحهم على 4 لوائح: إثنتان مكتملتان من 5 مرشّحين، وإثنتان: واحدة من 4 وأخرى من 3.

مرشّحو صيدا
تركّز القوى الصيداوية على صب أصوات الناخبين لصالح مرشّحيها الرئيسيين، في كل لائحة، وهم:
– «لائحة التكامل والكرامة»: للنائب بهية الحريري، ورشّحت عن المقعد الثاني المحامي حسن شمس الدين (الذي كان ترشيحه لمتطلّبات المعركة الإنتخابية).
– «لائحة لكل الناس»: لأمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد، ورشّح عن المقعد الثاني الدكتور عبد القادر البساط (الذي كان ترشيحه لمتطلّبات الاستحقاق).
– «لائحة صيدا – جزين معاً»: الدكتور عبد الرحمن البزري ومرشّح «الجماعة الإسلامية» مسؤولها السياسي في الجنوب الدكتور بسام حمود.
– «لائحة قدرة التغيير»: مرشّح «تجمّع 11 آذار» سمير البزري (إبن شقيقة رئيس التجمّع مرعي أبو مرعي).

الحسابات الجزينية
أما في جزين فالحسابات مختلفة:
– «لائحة التكامل والكرامة»: مكتملة في قضاء جزين للمقاعد الثلاثة من مرشّحين مستقلين، لكل منهم حيثيته الخاصة، المحامي أمين إدمون رزق (نجل الوزير والنائب السابق إدمون رزق)، والذي يُعتبر في طليعة المستقلين، وآنجيل الخوند (الناشطة في المجال الاجتماعي): (عن المقعدين المارونيين) والدكتور روبير خوري (عن المقعد الكاثوليكي)، والذي له حضوره منذ استقالته من «القوّات اللبنانية» بعد الإنتخابات النيابية في العام 2009 حين ترشّح عن قضاء صيدا الزهراني.
– «لائحة لكل الناس»: مرشّحها الرئيسي إبراهيم سمير عازار (عن أحد المقعدين المارونيين)، مدعوم بأصوات من الناخبين المسيحيين والكتلة الشيعية المناصرة لحركة «أمل» و»حزب الله»، وهي وازنة في هذا القضاء، ولا تتمثّل بنائب.
أما ترشيح الدكتور يوسف حنا السكاف (عن المقعد كاثوليكي) فهو لزوم الاستحقاق الإنتخابي.
– «لائحة قدرة التغيير»: رشّحت «القوّات اللبنانية» المهندس عجاج جرجي حداد (عن المقعد الكاثوليكي)، وتتمتّع بقوّة انتخابية جيّدة، فيما «حزب الكتائب» رشّح جوزاف نهرا (عن أحد المقعدين المارونيين)، ولها حضور لا بأس به.
– «لائحة صيدا – جزين معاً»: هي الوحيدة من اللوائح التي أقفلت الترشيحات للمقاعد الثلاثة من حزبيين في «التيار الوطني الحر»، وهم: النائبان أمل أبو زيد وزياد أسود (عن المقعدين المارونيين)، والدكتور سليم أنطوان خوري (عن المقعد الكاثوليكي).
وإذا كانت كل القوى ستسعى إلى صب أصواتها لمرشّحها الوحيد في قضاء جزين، في كل من هذه اللوائح، فإنّ معضلة «الوطني الحر» كبيرة ومعقّدة، لأنّه سيكون مضطراً إلى توزيع أصوات الناخبين على مرشّحيه الثلاثة.
وهذا يعني أنّ الماكينة الإنتخابية لـ«التيار البرتقالي» تقوم بدراسة أصوات الناخبين بدقة، وهي ستكون بحاجة إلى ميزان الجوهرجي لتوزيع «الصوت التفضيلي».
واستناداً إلى الإنتخابات النيابية، التي جرت بتاريخ 7 حزيران 2009، فإنّ النائب أسود نال (15648 صوتاً)، فيما نال النائب ميشال الحلو (13285 صوتاً) وعصام صوايا (14914 صوتاً) بينها 52.2% نالها أسود من أصوات المقترعين الشيعة.
وهذا يعني أنّ الكتلة الشيعية المؤيّدة لـ«حزب الله» اقترعت لصالح النائب أسود.
وفي الإنتخابات الفرعية التي جرت في قضاء جزين، بتاريخ 22 أيار 2016، فإنّ النائب أبو زيد نال (14653 صوتاً) بينها (2700 صوت) من المقترعين الشيعة، وهم في غالبيتهم من مؤيّدي «حزب الله»، فضلاً عن بعض الناخبين من جبل الريحان الذي ينطلق منه، فهو من بلدة مليخ إحدى أبرز بلداته.
وفي ضوء الاستطلاعات التي قامت بها الماكينة الإنتخابية لـ»التيار البرتقالي» في قضاء جزين، فقد تصدّر مرشّحي التيار الكاثوليك، جاد صوايا، الذي يمكن أنْ يأخذ من أمام مرشّحي التيار للمقعدين المارونيين أبو زيد وأسود، وهو ما عبّر عنه بصراحة منسّق هيئة الإنتخابات في «الوطني الحر» نسيب حاتم حين قال بأنّ «جاد صوايا (الكاثوليكي) يأكل من صحن مرشّحي التيار المارونيين».

معضلة «الوطني الحر»
لكن المعضلة التي تواجه «التيار» هي كيف سيوزّع الأصوات بين المرشّحين الثلاثة، مع أنّ جل همّه هو إيصال المرشّحين المارونيين، وهو ما يركّز عليه وحاول تسويقه بعد تحسّسه خطورة ذلك، علماً بأنّ المعطيات تشير إلى صعوبة ذلك، لأنّ الأصوات ستتوزّع بين المرشّحين الثلاثة، وهذا يعني أنّ توزيعه يجب أنْ يكون دقيقاً، لأنّ الاستطلاعات تشير إلى أنّ المرشّح عازار سينال أصوات أكثر من مرشّحي «البرتقالي» ما يرجّح كفّة فوزه بمقعد ماروني، فتحصر المنافسة على المقعد الماروني الثاني بين أبو زيد وأسود، وهو ما يُشعِل التنافس بين مرشّحين من خلال «الصوت التفضيلي»، والذي بدأت تبرز تداعياته، حيث يُتوقّع أنْ ترتفع وتيرة ذلك مع اقتراب الاستحقاق الإنتخابي لمحاولة استمالة كل مرشّح لأصوات الناخبين.
وأمام هذا الواقع كان بارزاً ما قام به مرشّحو «الوطني الحر» الثلاثة النائبان أبو زيد وأسود وخوري، بزيارة المرشّح السابق جاد صوايا في دارته بكفرحونة، بعدما أعلن عزوفه عن الترشّح، مؤكدين أهمية التواصل والتنسيق، وهو ما اعتُبِرَ أنّه محاولة الظفر بالأصوات التي يمكن أنْ يجيّرها صوايا لمصلحتهم!
وبعد عزوف صوايا، أصبحت لديه مروحة أوسع من التحرّك مع كافة الأطراف، علماً بأنّ رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل عيّنه مستشاراً له لشؤون البناء والإسكان.
كيف سيحل «التيار» المعضلة التي تواجهه، خاصة في وقت يسعى فيه الحلفاء من الأطراف الصيداوية الدكتورين البزري وحمود للاستفادة من التحالف عبر السعي لتسجيل خرق لصالحهما، والفوز بأحد المقعدين السنيين في صيدا؟!.