Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر March 16, 2018
A A A
ساعات حاسمة لتظهير اللوائح في دائرة صيدا – جزين
الكاتب: هيثم زعيتر - اللواء

التيار الوطني الحر الحائر يتّجه نحو «الجماعة الإسلامية» والبزري
*

تضيق المهل أمام المرشّحين للانخراط ضمن لوائح لخوض الانتخابات النيابية، المقرّر إجراؤها يوم الأحد (6 أيار 2018)، مع اقتراب موعد إقفال باب تسجيل اللوائح (26 الجاري)، وقبل ساعات من انتهاء موعد العودة «الطوعية» أمام المرشّحين لسحب ترشيحاتهم رسمياً، لأنّهم إذا لم ينخرطوا في لوائح مقفلة، يصبحون خارج السباق الإنتخابي، وفق القانون النسبي الجديد.

وترتفع وتيرة الاتصالات السياسية لبلورة تحالفات بالنسبة للقوى والشخصيات التي لم تحسم أمرها بعد، فيما هناك من أنجز ذلك باتفاقات مسبقة.
وفي غضون ذلك، تواصل الماكينات الانتخابية للقوى كافة عملها الدؤوب لإنجاز تنقيح لوائح الشطب للناخبين، والتحضير للمندوبين بهدف حشد أكبر عدد ممكن من الأصوات لمرشحيهم، والذي حُسِمَ بأنْ يكون فردياً وفق آلية انتخاب «الصوت التفضيلي»، الذي يفرز الأحجام الحقيقية لكل من المرشّحين والقوى الداعمة.

في دائرة صيدا – جزين التي تتمثّل بـ5 نوّاب (في صيدا: سنيان وفي جزين: مارونيان وكاثوليكي: واحد)، تقدّم للتنافس عليها (27 مرشّحاً)، يُنتظر أنْ يتم تشكيل (4 لوائح) في ضوء إنجاز صيغة التحالفات المتوقّع أنْ يُعلن عنها خلال الأيام المقبلة.

في هذه الدائرة، حسمت القوى الرئيسية قرارها بخوض الاستحقاق الانتخابي، والبعض حسم تحالفاته، والآخر ما زال يترقّب تذليل بعض العقبات لعقد أفضل التحالفات لضمان الفوز بأكبر عدد ممكن من النوّاب في هذه الدائرة.

ورشّحت جميع القوى من يضمن لها تشكيل لوائح، وفقاً لمقتضيات القانون، الذي ألزم بتشكيل اللوائح في هذه الدائرة بما لا يقل عن (3 مرشّحين) من أصل (5 مقاعد) ومن الدائرتين الصغرى في مدينة صيدا وقضاء جزين، وإنْ كان الخطأ الذي يمكن أنْ يواجه اللوائح، هو عدم إلزامها بأنْ تكون ممثلة للمذاهب المتواجدة في الدائرة، في ظل الصراع على المقعدين السنيين في صيدا، اللذين ترشّح للتنافس عليهما (10)، وللمقعدين المارونيين في جزين، اللذين ترشّح للتنافس عليهما (8)، فيما كان البارز هو كثافة المرشّحين عن (المقعد الكاثوليكي) الذي تقدّم له (9 مرشّحين).

التيار الوطني الحر وصيغ التحالف
وبالنسبة إلى تيار المستقبل فإنّه لا يزال يضع اللمسات الأخيرة على لائحته التي تضم النائب بهية الحريري والمحامي حسن شمس الدين (عن المقعدين السنيين في صيدا)، بانتظار حسم تسمية المرشّح الكاثوليكي في جزين بين الدكتور روبير خوري أو وليد مزهر، والمرشّح الماروني رئيس «جمعية المعارض» إيلي رزق، إذا ما استمر «التيار الأزرق» بخوض الانتخابات بلائحة مستقلة.

أما إذا ذُلِّلَتْ العقبات مع التيار الوطني الحر، فيمكن تشكيل لائحة يسمّي فيها «التيار البرتقالي» المرشّحين المارونيين، كونه يُصرُّ على تسمية النائبين أمل أبو زيد وزياد أسود، فيما حسم «التيار الأزرق» إسمَيْ المرشّحين السنيين الحريري وشمس الدين، ويطالب أيضاً بتسمية المرشّح الكاثوليكي، وهو ما لا يوافق عليه حتى الآن التيار الوطني الحر، لأنّه لا يريد أنْ تضم اللائحة مرشّحاً كاثوليكياً، على اعتبار أنّ ترشيحه يؤدي إلى فوزه بمقعد ويهدّد مصير الماروني الثاني.

وأمام هذا الواقع، توجّه «الوطني الحر» نحو رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري لبحث إمكانية التحالف، وأيضاً نحو «الجماعة الإسلامية» حيث عُقِدَ مساء (الإثنين) الماضي لقاء مركزي بين وفدين من «الوطني الحر» ضمَّ وزير وزير البيئة طارق الخطيب والنائب آلان عون و»الجماعة الإسلامية» برئاسة أمينها العام عزّام الأيوبي في مقر الجماعة ببيروت، وطُرِحَتْ كافة الأفكار مع تمسّك «الوطني الحر» بتسمية المارونيين، وبحث إمكانية التحالف مع حليفين في صيدا «الجماعة» والدكتور البزري.

وهنا تتباين وجهات النظر بشأن المقعد الكاثوليكي الذي لا يريد «التيار البرتقالي» تسمية أحد له، وهو ما عبّر عنه رئيس الماكينة الانتخابية نسيب حاتم حين أشار إلى «أنّ ترشيح جاد صوايا عن المقعد الكاثوليكي يأخذ من أصوات التيار الوطني الحر، ويهدّد مصير أحد المرشّحين المارونيين»، علماً بأنّ المرشّح الكاثوليكي القوي يرفد اللائحة بالأصوات.

وتبرز أمام «وهم الأرقام» والمبالغة بها لدى أكثر من طرف، العراقيل، حيث يسعى «البرتقالي» إلى تأمين أصوات انتخابية في صيدا تسهم بفوزه بمقعدين مارونيين، فيما الطرفان الصيداويان يريان أنّ تأمين الفوز بمقعدين قد يسهم بفوز أحد مرشحيهما الصيداويين.

ويُتوقّع أنْ يُعقد لقاء حاسم بين قيادتَيْ التيار الوطني الحر والجماعة الإسلامية لاتخاذ قرار نهائي بشأن التحالف من عدمه، في هذه الدائرة وغيرها، خاصة أنّ المشكلة التي تواجه التيار الوطني الحر هي أنّ المرشّحيَنْ هما من يتفاوض، وهذا بحذ ذاته يشكّل مأزقاً بالتصلّب بالموقف دون مرونة، وبحث خيارات متعدّدة، خاصة أنّ الأرقام التي يتحدّث عنها «التيار العوني» مبالغ فيها بإمكانية نيله حوالى (20000 صوت) من أصوات المقترعين، التي لا يُتوقع أنْ تتجاوز الـ(33000) في قضاء جزين من بين (59222 ناخباً، علماً بأنّ هناك أيضاً قوّتين رئيسيتين هما الثنائي الشيعي حركة أمل وحزب الله، حيث يبلغ عدد الناخبين الشيعية (12413)، من المتوقّع أنْ يقترع منهم (7000) وأيضاً هناك الناخبون السنة والقوّات اللبنانية وعدد من الفاعليات الجزينية.

وفي الانتخابات السابقة في العامين 2009 والفرعية 2016 لم يتجاوز أي من مرشّحي «الوطني الحر» عتبة (15648 صوتاً)، علماً بأنّه كان آنذاك مدعوماً من حزب الله الذي اتخذ قراره بالاقتراع لصالح لائحة تحالف أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد وإبراهيم عازار.

تحالف سعد – عازار
والثابت الوحيد بصيغته النهائية اليوم، هو تحالف سعد – عازار، مع ترشيح الدكتور عبد القادر البساط (عن المقعد السني الثاني في صيدا)، بانتظار تسمية كاثوليكي يتداول بين إسمي يوسف حنا بشارة السكاف وجوزيف متري، حيث يتوقّع أنْ يتم الإعلان عن اللائحة قريباً.

في المقابل، هناك مرشّح القوّات اللبنانية عجاج جرجي حداد، المتحالف مع سمير البزري (عن أحد المقعدين السنيين في صيدا)، وقائد الدرك السابق صلاح جبران (المرشّح عن أحد المقعدين المارونيين).

والتريّث بالإعلان عن هذه اللائحة ينتظر صيغة التحالفات للوائح أخرى، بينها مع من ستتحالف القوّات اللبنانية في دوائر أخرى، وما هو مدى إمكانية انعكاس ذلك على هذه الدائرة!

كذلك هناك حزب الكتائب الذي رشّح جوزاف نهرا (عن أحد المقعدين المارونيين في جزين) وريمون نمور (عن المقعد الكاثوليكي في جزّين)، دون معرفة كيفية التحالف في صيدا حتى الآن.

وأيضاً هناك عدد من المرشّحين المنفردين بينهم في جزين: أمين إدمون رزق (للمقعد الماروني) والدكتور إميل إسكندر (للمقعد الكاثوليكي)، وفي صيدا رئيس «المنظّمة اللبنانية للعدالة» الدكتور علي الشيخ عمار وماهر الرشيدي (للمقعدين السنيين).

ساعات قليلة قد تحسم الكثير من صيغ التحالفات قبل تظهير اللوائح في صورتها النهائية!