Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر February 4, 2024
A A A
افتتاحية “الديار”: اللجنة الخماسية غير متفقة على خريطة طريق موحدة… والاستحقاق الرئاسي بالانتظار
الكاتب: الديار

رفع العدوان الاميركي على سوريا والعراق وتيرة التوتر في المنطقة، وطرح اسئلة عديدة حول صدقية الادارة الاميركية وموقفها المعلن بشأن رغبتها في عدم التصعيد وتوسيع الحرب في الشرق الاوسط.

واستدعى هذا العدوان ردود فعل فورية من قبل العراق وسوريا وايران التي اعتبرته خطأ استراتيجيا ومغامرة تهدد السلام والامن الاقليميين، فيما عبرت كل من بغداد ودمشق عن ادانتهما لانتهاك سيادة البلدين، وحذرتا من تاجيج الصراع في المنطقة.

ودانت الخارجية الروسية الضربات الاميركية، داعية مجلس الامن الدولي الى اجتماع عاجل، معتبرة ان واشنطن تؤجج الصراع في المنطقة.

وفي غمرة هذا التصعيد بقيت المفاوضات والجهود المبذولة لوقف النار وتبادل الاسرى بين حماس والمقاومة في غزة والعدو الاسرائيلي تتارجح بين التفاؤل والتشاؤم، لا سيما في ظل الخلافات والارباك الحاصل في الكيان الاسرائيلي وتاكيد حماس على ضمانات لوقف نار ثابت وعدم استئناف العدو حربه بعد تبادل الاسرى.

ولم تخف الاوساط المراقبة خشيتها من تاثير العدوان الاميركي على الاجواء المتصلة بمفاوضات غزة، مشيرة الى ان وزير الخارجية الاميركي بلينكن الذي سيبدأ اليوم جولة جديدة في المنطقة لم يفصح عن هدف الجولة وموقف واشنطن من الضمانات المطلوبة لتثبيت وقف النار.

وفي قلب هذا المشهد تنشط حركة الموفدين باتجاه لبنان تحت عنوانين : تجنب التصعيد او الحرب الواسعة على الحدود الجنوبية مع العدو الاسرائيلي، ومساعدة اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية حيث تتولى اللجنة الخماسية بشكل مباشر هذه المهمة.

وزير الخارجية الفرنسي ورسالة ضبط النفس
وبعد زيارة وزيري خارجية بريطانيا والمجر، يزور بيروت بعد غد الثلثاء وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورييه في ختام جولة له تبدأ بمصر ثم الاردن والكيان الاسرائيلي والضفة الغربية.

وتتلخص زيارته للبنان برسالة تدعو الى «ضبط النفس»، معربا عن مخاوف المجتمع الدولي الكبيرة من اندلاع حرب بين حزب الله واسرائيل.

وسبق زيارته ان اعربت الخارجية الفرنسية عن قلقها البالغ من الوضع على الحدود الحنوبية اللبنانية، وتاكيد تصميم فرنسا على المضي في نشاطها لمنع تفاقم الموقف.

ومن المقرر ان يلتقي سيجورييه الرئيسين بري وميقاتي ،ولم يعرف ما اذا كان سيجري لقاءات اخرى.

مصدر لـ«الديار»: المفتاح وقف الحرب على غزة
وقال مصدر لبناني بارز لـ«الديار» عن حركة الموفدين «انها تأتي في السياق الذي سجل منذ بدء حرب غزة والمواجهة على الحدود الجنوبية مع العدو الاسرائيلي، ويؤمل ان تثمر هذه الحركة على ضوء نجاح الجهود لوقف النار في غزة».

وردا على سؤال قال « يردد الموفدون على تنوعهم ان همهم هو ان لا ينجر لبنان الى حرب مع اسرائيل، مع العلم ان مفتاح اعادة الهدوء الى جبهة لبنان يكون بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة».

ويلفت المصدر الى ان الامر المميز او اللافت مؤخرا هو ما قاله وزير الخارجية البريطاني ودعوته الى «الافادة من فترة الهدوء المرتقبة من اتفاق غزة والانتقال الى اجواء افضل على الحدود بين لبنان وإسرائيل».

وفي شأن الدعوة الى تنفيذ القرار 1701 قال المصدر لـ «لديار» موقف لبنان معروف، فهو طالب بتنفيذ القرار المذكور منذ الحظة الاولى، والمطلوب طرح هذا السؤال على العدو الاسرائيلي الذي خرقه منذ البداية، وتجاوز عدد خروقاته البرية والجوية والبحرية الـ35 الفا».

مهمة هوكشتاين
وفي سياق حركة الموفدين قال مصدر مطلع للديار ان الموفد الاميركي اموس هوكشتاين الذي سيزور الكيان الاسرائيلي مطلع الاسبوع، لم يحدد مواعيد لزيارة بيروت، لكن من غير المستبعد ان يقوم بمثل هذه الزيارة اذا ما احرز نتيجة ملموسة مع المسؤولين الاسرائيليين.

ولفت المصدر الى ان هوكشتاين يركز على منع التصعيد بين اسرائيل وحزب الله كخطوة مهمة وضرورية لتفادي توسع الحرب على جبهة لبنان، وتمهيدا للدخول في مرحلة ثانية لموضوع تنفيذ القرار 1701، لانه يدرك ان هذا اعادة بحث هذا الموضوع يفترض وقف الحرب في غزة.

لا خريطة طريق للجنة الخماسية
وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي، قال مصدر بارز لـ «الديار» امس ان اجواء بعض عواصم دول اللجنة الخماسية لا تؤشر الى بروز معطيات جديدة تدل على تحقيق تقدم جدي باتجاه فتح ثغرة باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية قريبا.

واضاف ان موعد ومكان اجتماع اللجنة الخماسية لم يحددان بصورة نهائية بعد.وان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لم يبلور موعد وبرنامج زيارته المرتقبة الى بيروت بانتظار ما سيتبلور لدى اللجنة.

وكشف المصدر ان اللجنة لم تتفق بعد ولا تملك خريطة طريق موحدة وواضحة يمكن البناء عليها لاحداث خرق جدي في جدار ازمة رئاسة الجمهورية، كم انها لم تتوصل الى طرح اسم مرشح للرئاسة او التداول باسمين او اكثر».

مصدر مقرب من بري
وفي المقابل رأى مصدر مقرب من الرئيس بري لـ «الديار» انه لمس من السفراء الخمسة «ان هناك سعيا جادا من قبل اللجنة على مساعدة اللبنانيين للتفاهم وانتخاب رئيس الجمهوربة، وان اللقاء كان جيدا وايجابيا، وانهم ابدوا استعدادا للتعاون مع رئيس المجلس لاحداث خرق جدي باتجاه انتخاب الرئيس «.

وكشف المصدر ان الرئيس بري قال للسفراء ان لديكم علاقات مع الاطراف اللبنانية وانكم تستيطيعون التكلم معها في هذا الشأن ايضا «.

وتحدث بري عن «خصوصية لبنان واهمية وضرورة التفاهم والتشاور والحوار بين الجميع في مثل هذا الاستحقاق «.

وردا على سؤال حول المحتمل لتحقيق اللجنة تقدما ملموسا قال المصدر «ان الامر يعتمد اولا على اللبنانيين، وان ابداء اللجنة الاهتمام بالاسراع في انتخاب الرئيس هو مؤشر ايجابي ومهم يشجع على القول ان الوقت والانتظار لن يكون طويلا».

ولم يعلق عما نشرته احدى الصحف عن ان الرئيس بري اجهض حركة الخماسية لكنه اشار الى الكلام الايجابي السفراء عن اللقاء مع الرئيس بري، وقال «نحن نعلق على الايجابيات وليس على السلبيات، ودولته منفتح على اي جهد ايجابي لانتخاب الرئيس، ثم هل الكلام عن التفاهم والحوار اصبح جريمة»؟

الحريري والاستفتاء الشعبي للعودة الدائمة
على صعيد اخر، يتفاعل الحديث عن طبيعة عودة الرئيس سعد الحريري هذا العام الى بيروت في ذكرى استشهاد والده رفيق الحريري في 14 شباط الجاري، لا سيما في ظل الدعوات التي برزت على غير صعيد لا سيما على الصعيد الشعبي في الشارع السني لكي تكون عودته دائمة تحت شعار «ممنوع تفل».

ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ «الديار» فان المؤكد حتى الان ان الحريري سيبقى في بيروت ليومين او ثلاثة لاحياء ذكرى استشهاد والده، وسيزور الرئيسين بري وميقاتي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ويستقبل قيادات وشخصيات ووفودا سياسية وشعبية في بيت الوسط.

وسيقرأ الفاتحة مع العائلة وقيادات في تيار المستقبل وشخصيات مقربة على ضريح والده ورفاقه في ساحة الشهداء صباح 14 شباط.

وتضيف المعلومات ان هناك تحضيرات كبيرة وضاغطة لثني الحريري عن موقفه ولدعوته الى البقاء في لبنان واستئناف العمل السياسي، وان الحشود التي ستتجمع في ساحة الشهداء ووسط المدينة في 14 شباط ستكون هذا العام كبيرة ومن مختلف المناطق، وسيتجاوز عددها بكثير ما حصل العام الماضي، كما عبرت مصادر المتابعين لهذا الحدث.

وقال مصدر مقرب من الحريري لـ «الديار» انه لا يستطيع التكهن في ما سيقرره رئيس تيار المستقبل بشأن فترة بقائه في لبنان وما اذا سيقرر البقاء الدائم في لبنان.لكنه لفت الى ان هناك ضغوطا شعبية غير عادية من جمهور المستقبل والحريري والشارع السني ودعوات سياسية متزايدة لكي يبقى في لبنان.

واضاف «اننا نلمس يوميا منذ فترة غير قصيرة هذه الرغبة الشعبية الكبيرة في بيروت والمناطق، وهذا الضغط المتنامي لحث الرئيس الحريري».

تعميم المركزي بسحب 150 دولارا شهريا
من جهة اخرى اصدر مصرف لبنان امس تعميمين جديدين 166و167، يقضي احدهما بالسماح لاصحاب الودائع بالدولار قبل وبعد تشرين الاول 2019 بسحب 150 دولارا شهريا، مؤكدا في المادة الاولى من التعميم على عدم المس بحق المودعين باستعادة ودائعهم، ولا يستفيد من هذا التعميم المستفيدون من التعميم رقم 158 الذين يحق لهم بموجبه سحب 300 و 400 دولار شهريا.

وجاء هذا التعميم بعد ثلاثة ايام من الاجتماعات المكثفة للمجلس المركزي للمصرف وبين مصرف لبنان والمصارف.

اما بالنسبة لتوحيد سعر الصرف على اساس سعر صيرفة المركزي اي 89500 ليرة، فسيسري بعد صدور الموازنة في الايام المقبلة.

وتبلغ قيمة هذا التعميم سنويا بين 200 و 230 مليون دولار سنويا، اتفق المركزي والمصارف على تحملها مناصفة.

وعلمت الديار من جهة اخرى ان الحكومة بعد جلسة رفع الرواتب في القطاع العام وللمتقاعدين المقبلة، تتحضر لاقرار مشاريع قوانين اصلاحية ابرزها اعادة هيكلة المصارف قبل نهاية هذا الشهر.

قاسم : سنرد على العدو بالشكل المناسب
وعلى الصعيد الميداني، استمرت المواجهات امس على الحدود الجنوبية بين حزب الله والعدو الاسرائيلي الذي قصف عددا من المناطق والبلدات في القطاعات الثلاثة، واستخدم القنابل الفوسفورية.

وشن مقاتلو حزب الله عددا من الهجمات على بعض مواقع وتجمعات جنود العدو، وحققوا اصابات مباشرة.

وقال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم امس انه في حال استمر عدوان العدو الاسرائيلي فسنرد بما يناسب.

واكد ان الحزب جاهز اذا ما وسع الاسرائيلي عدوانه ان يواجه هذه التوسعة باكبر منها.

وقال «نسمع بعض المسؤولين الاسرائيليين يقولون انهم لن يتوقفوا عن الحرب مع لبنان حتى لو توقفت الحرب في غزة.نقول لهم نحن في الميدان، ان اعتديتم علينا سنرد عليكم، وان وقفتم جانبا ندرس كيف نتصرف مع هذا بالطريقة المناسبة».