Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر October 9, 2016
A A A
موقع لبنان و”موقع” الرئاسة!
الكاتب: الياس الديري - النهار

يبدو أن التنبيهات والترجيحات الرئاسيَّة كانت في محلّها. الاحتمالات كلَّها تستبعد انتخاب رئيس جمهوريّة في المدى القريب. ولا حتى خلال أسبوعين ثلاثة.

فالمسألة الرئاسيَّة في لبنان لا تزال “وفيَّة” لارتباطاتها المعقَّدة، وللأسباب ذاتها التي ألزمتها انتظاراً طويلاً ريثما تنجلي أمور وعلامات حسَّاسة في المنطقة، وربما إنطلاقاً من سوريا.

مع التذكير دائماً بوجوب أن يُحسب حساب أميركا ودورها الفعَّال جداً في عملية اختيار الرئيس اللبناني. لهذا السبب “الجوهري” على اللبنانيّين” المستعجلين أن ينتظروا أيضاً انتهاء الدولة العظمى من ورشة انتخاب رئيسها الجديد.

إنّما ذلك لا يعني أن من الضروري أن يكون انتظار الرئيس اللبناني شبيهاً بـ”انتظار غودو”. على هذا الأساس انتقل الرهان من “تسوية” الوضع الكثير التعقيد في سوريا، إلى المرابطة للانتخابات الرئاسيَّة في أميركا ونتائجها.

من جهة أخرى يميل بعض المخضرمين إلى الاعتقاد أن الرئيس اللبناني الجديد قد يشارك اللبنانيّين في عيدي الميلاد ورأس السنة. وفي رأي هذا البعض أن مَنْ يجتاز “عقاب” سنتين وأربعة خمسة أشهر “نفياً”، يحقُّ له أن يحتفل بمناسبة إطلاق سراحه، وسراح “وطن النجوم”، وسراح الشعب اللبناني بصورة خاصة وعامة.

لكن حكاية الاستحقاق الرئاسي ليست كلّها أميركيَّة، أو إيرانيّة، أو سوريّة على جاري العادة، بل هي نتيجة هذه “العوامل” مجتمعةً… فضلاً عن أدوار الزلازل المتفجِّرة بجنون من حول لبنان وحواليه.

وهنا لا بدَّ من التذكير بموقع لبنان الجغرافي، والذي يجعله طرفاً غير مباشر بالنسبة إلى النتائج والذيول. وهل تخفى على العالم العربي، والعالم الغربي، والعالم بأسره المسؤولية المزدوجة الخطورة التي يتحمّلها لبنان جرّاء “استضافته” ما يُقارب المليوني نازح، من هنا وهناك وهنالك؟

من دون التطرُّق إلى الموضوع الفلسطيني القديم الوجود والانتشار لبنانيّاً، والمتاعب الدائمة التفاعل والتنقُّل من هذا المخيّم إلى ذاك…
خانتني الذاكرة فجأة، وغاب عن متناولي أيُّ دليل في مذكّرات أو كتيّب، أو أي صديق مشترك يوقظ اسم الشخص القائل “إذا أصيبت يد مصر بجرحٍ سالت الدماء من كفِّ لبنان”. قد يكون الرئيس تقي الدين الصلح مرجعيَّة لبنان والعرب في حالات الزمان عليهم.

لا يستطيع لبنان أن يكون هو نفسه ما لم يبقَ لبنان العرب والقضايا العربيّة. وهذا الموقع، أو هذا الدور مُكلف للغاية، إلّا أنّه هو الذي أعطى لبنان كل هذا “الحجم” المشرقي والدولي…

الرئيس آتٍ، ولا ريب في موعد اللبنانيّين معه.