Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر December 27, 2021
A A A
زحمة لوائح ومرشحين في «بيروت الثانية» والحريري قد يعلن قرار عدم الترشح
الكاتب: بولا أسطيح - الشرق الأوسط

لم يتضح المشهد الانتخابي بعد في دائرة بيروت الثانية، بعدما تم في انتخابات 2018 تقسيم العاصمة إلى دائرتين، أولى ذات أكثرية مسيحية وثانية ذات أكثرية مسلمة. ويترقب المعنيون بالانتخابات في هذه الدائرة ما سيكون عليه القرار النهائي لتيار «المستقبل» ورئيسه سعد الحريري الذي يخوض عادة الانتخابات على أحد المقاعد السنية في هذه الدائرة، وما إذا كان سيترشح أو يشكل لائحة أو يكتفي بدعم إحدى اللوائح، لأن لأي قرار تبعاته سواء لجهة التحالفات أو لجهة عدد اللوائح.
وسادت في بيروت توقعات بأن الحريري، الموجود منذ أشهر خارج لبنان، يتجه لإعلان قرار عدم ترشحه للانتخابات قريباً، وهو قرار أبلغه لمقربين منه كما يكشف أحدهم لـ«الشرق الأوسط»، حتى أن خياره سيكون دعم لوائح انتخابية في الكثير من المناطق وعدم خوض الاستحقاق المرجح أن يحصل في مايو (أيار) المقبل بلوائح لـ«المستقبل». إلا أن مصادر في «التيار» ترفض إعطاء أي تفاصيل، قائلة إن «موقفنا الحالي هو أنه لا كلام عن موضوع الانتخابات قبل دعوة الهيئات الناخبة وعودة الرئيس الحريري»، مضيفة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هذا إذا سمح الرئيس عون وحلفاؤه بحصول الانتخابات في موعدها».
ويبلغ عدد الناخبين في «بيروت الثانية» 365147 اقترع منهم 147801. وفي الانتخابات الماضية عام 2018 تنافست 9 لوائح انتخابية على 11 مقعداً نيابياً، 6 للسنة، 2 للشيعة، مقعد للروم الأرثوذكس، مقعد للإنجيليين ومقعد للدروز.
ونجحت حينها 3 لوائح بتأمين الحاصل الانتخابي، هي لائحة «المستقبل لبيروت» التي شكلها تيار «المستقبل» وحصدت 5 مقاعد، لائحة «وحدة بيروت» التي شكلها «حزب الله» وحلفاؤه وحصدت 4 مقاعد ولائحة «لبنان حرزان» التي ترأسها رئيس حزب «الحوار الوطني» النائب فؤاد مخزومي وحصلت على مقعد واحد لمخزومي نفسه. وحصل أمين شري، مرشح «حزب الله» على أعلى عدد من الأصوات التفضيلية بحيث حصد 22961 فيما حل سعد الحريري ثانياً بـ20751.
وتختلف الأرضية التي ينطلق منها المعنيون بالانتخابات المقبلة تماماً عما كانت عليه قبل 4 أعوام خاصة مع اندلاع «الانتفاضة الشعبية» في عام 2019 وما ترافق مع انهيار مالي واقتصادي حاد ومتواصل. ويعتبر الخبير الانتخابي أنطوان مخيبر أنه «رغم التراجع الكبير لـ(المستقبل) في هذه الدائرة، فإنه لا يزال الأقوى سنياً»، لافتاً إلى أنه «من غير الواضح حتى الساعة من سيملأ الفراغ الذي سيتركه الحريري و(المستقبل) في حال تقرر عدم خوض الانتخابات بلوائح لـ(التيار)». ويشير مخيبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يُحسم بعد ما إذا كان سيتم تشكيل لائحة تضم النائب مخزومي ومجموعات (الثورة) أم أن كلاً منهما سيخوض الاستحقاق بلوائح مختلفة»، مضيفاً: «في حال نجحوا بتشكيل لائحة واحدة فسيحصلون على الأرجح على 3 حواصل انتخابية 2 للسنة وواحد أرثوذكسي».
ويشرح مخيبر أنه «حتى الساعة لم يتضح ما إذا كان الحريري سيترشح أو سيدعم إحدى اللوائح كاللائحة التي ينوي رئيس نادي (الأنصار) نبيل بدر تشكيلها، تماماً كما أنه لم يُحسم ما إذا كان بهاء الحريري سيشكل لائحة أو يدعم إحدى اللوائح».
ويشير رئيس حزب «الحوار الوطني» النائب فؤاد مخزومي إلى أن تحالفاته الطبيعية في الانتخابات وغيرها من الاستحقاقات «منذ أن بدأنا تعاطي الشأن العام هي مع قوى التغيير وكل من يعتنق مبدأ تحرير البلاد من المنظومة الفاسدة التي تحكمها وتهيمن على قراراتها ومقدراتها بتغطية من حزب الله».
وعما إذا كان سيستفيد من قرار الحريري عدم خوض الانتخابات والتململ الحاصل في الشارع السني في لبنان، يقول مخزومي لـ«الشرق الأوسط»: «مستقبل بيروت لا يتوقف على مصير أشخاص أو ترددهم. نعم هناك تململ في البلاد ليس عند الطائفة السنية وحدها وإنما عند جميع اللبنانيين الذين هم في حالة إحباط بسبب السياسات القائمة والإهمال في مواجهة الانهيار نتيجة هيمنة (حزب الله) الذي يشكل جيشاً إقليمياً أساء إلى علاقات لبنان بالدول العربية، ولا سيما منها دول الخليج العربي، وتحكمه بمفاصل البلد وحمايته للفاسدين، فضلاً عن محاولات السيطرة على القضاء، ناهيك بشل الحكومة وانصياع رئيسها لإملاءات الحزب، شأنه كرؤساء الحكومات المتعاقبين الذين فرضتهم الإرادة السورية سابقاً ويفرضهم (حزب الله) الآن وهؤلاء هم من أوجدوا حالة التململ في صفوف السنة عموماً، وفي بيروت المجروحة بالتفجير الإجرامي خصوصاً».
إلى ذلك، أوضحت حركة «سوا للبنان» أنه لا علاقة سياسية ولا تحالف انتخابي بين الحركة والقوات اللبنانية على الإطلاق. وقالت الحركة في بيان موجه لـ«الشرق الأوسط» إنها «حركة وطنية عابرة للطوائف وليست محصورة بتمثيل طائفة معينة كما هي حال أحزاب السلطة التي تسعى إلى تحريف الوجهة الوطنية لحركة (سوا للبنان) وضمها إلى أحزاب الطوائف».
وأكدت أن حركة «سوا للبنان» ستخوض كلّ الاستحقاقات والمعارك السياسية بمعزل عن كل أحزاب المنظومة التي شاركت بالمحاصصة، لذلك اقتضى التوضيح.