Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر September 18, 2016
A A A
عباءات سياسية تغطي الارهابيين
الكاتب: إسكندر شاهين - الديار

استغربت بعض الاوساط مسارعة قيادة «حركة أمل» في البقاع على نفي ان تكون العبوة التي دسّت قرب مستديرة كسارة والتي ادى انفجارها الى سقوط قتيلة سورية وجرح اكثرمن 10 اشخاص لاستهداف مواكب الحركة التي انطلقت من البقاع للمشاركة في احياء ذكرى تغييب الامام موسى الصدر في مهرجان حاشد، الا ان هذا الاستغراب سرعان ما توضحت اسبابه للمراقبين من خلال كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري والذي «بقّ البحصة» فيه بالقول «رضي القتيل ولم يرضَ القاتل» اثر الافراج عن الشيخ بسام الطراس الذي اوقف على يد الامن العام بعد ورود اسمه في افادة احد المنفذين لتفجير كسارة. فموقف قيادة «أمل» جاء على خلفية عدم توتير الاوضاع في ظل الاحتقان المذهبي السني – الشيعي الذي بلغ درجة الغليان من جهة ولوأد الفتنة قبل وقوعها من جهة أخرى، الا ان توقيف الطراس والافراج عنه في نفس اليوم كان نتيجة ضغوط سياسية ولدرء الفتنة وفق وزير الداخلية نهاد المشنوق، بعد دخول «هيئة العلماء المسلمين» على الخط، ما يطرح الكثير من الاسئلة حول المواقف الحقيقية للهيئة المذكورة وهيكليتها واهدافها وهويتها، لا سيما انها كانت سباقة في مراحل ملتهبة للدخول على خط الوساطة بهدف انقاذ عائلات الارهابيين كما حصل يوم معركة مخيم نهر البارد الذي شكل «امارة اسلامية» بقيادة شاكر العبسي اقتلعها الجيش اللبناني قبل ان يتمدد سرطانها الارهابي في الشمال.

واشارت الاوساط الى ان اخطر ما في الامر دخول بعض السياسيين على خط الامن ناشرين الغطاء فوق المشبوهين قبل جلاء صورة التحقيق معهم، والادهى من ذلك اطلاق بعضهم مواقف تدين مديرية الامن العام، علماً انها ليست المرة الاولى التي يلجأ فيها بعض السياسيين الى تدخلات لحماية عناصر ارهابية. فرجل «القاعدة» شادي المولوي قامت قيامة النائب محمد الصفدي لدى توقيفه من قبل الامن العام ومورست ضغوط شتى ادت الى اطلاقه لينقل بسيارة نيابية وبموكب حافل الى طرابلس، حيث استقبله رئيس الحكومة آنذاك نجيب ميقاتي. فاين هو المولوي الان وماذا اعد ويعد في مخيم «عين الحلوة» بمشاركة عماد ياسين امير «داعش» في المخيم؟ واذا حصل الافراج عن الطراس على طريقة المولوي الا ان جواز سفره محجوز والتحقيق معه لم يختم بعد، خصوصاً انه اعترف بعلاقته مع ابو البراء كاشفاً اسمه وهو المدعو محمد قاسم الاحمد الذي فرّ الى سوريا بعد كشف الامن العام لسيارة فخخت بـ200 كلغ من المواد المتفجرة في منطقة الناعمة على يديه.

وتشير الاوساط الى ان قضية الطراس تعيد الى الاذهان توقيف المدعو سراج الدين زريقات ايام المفتي السابق الشيخ محمد رشيد قباني الذي اقام الدنيا ولم يقعدها وقطع زيارته الى تركيا لاخراج زريقات من زنزانة التحقيق لتكشف الاحداث خطورة زريقات الذي يدير تنظيم كتائب عبدالله عزام والمسؤول عن اكثر من عملية ارهابية طاولت الضاحية كما ان بصماته ليست خافية على احد في العملية الارهابية التي استهدفت السفارة الايرانية.

وبالعودة الى «هيئة العلماء المسلمين» فهناك الكثير من الاسئلة حولها ومنها لماذا قامت بحل نفسها ثم عادت لتجتمع مجدداً. وهل صحيح ان احد ابرز اركانها ورد اسمه في اكثر من افادة موقوف لدى القضاء المختص تشير الى ان الركن المذكور نصحهم بالانتماء الى «جبهة النصرة» و«الجهاد» في صفوفها. وما هو موقف الهيئة من بربرية «داعش» في الذبح والحرق والسحل ولماذا لا تدين ممارسته الوحشية بحق الانسانية جمعاء ومن هي مرجعية الهيئة على الصعيد الاقليمي وما علاقتها بالطراس؟ اسئلة تبقى بحاجة الى اجوبة وتسارع المجريات في المنطقة كفيل بكشف المستور خصوصاً ان معظم اللاعبين على الحلبة المحلية وعلى المسرح السوري لا يتعدى دورهم البيادق في لعبة الشطرنج الدولية، ومن المولوي وقبله زريقات وصولا الى الطراس لعن الله السياسة اذا دخلت الجنة افسدتها.