Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر November 23, 2020
A A A
مقدمات نشرات الأخبار المسائية

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

حتى الساعة، لا خرق في جدار الازمة السياسية الداخلية، ولم يسجل أي تطور على خط حلحلة تعقيدات مسار تأليف الحكومة في انتظار ما ستحمله الأيام القليلة المقبلة،عله تبذل محاولات جديدة لكسر جمود عملية التاليف، خصوصا بعدما عبرت كلمة الرئيس عون عشية ذكرى الاستقلال عن حجم التباعد والاختلاف في وجهات النظر، بينه وبين الرئيس سعد الحريري حول تركيبة الحكومة الجديدة.

في ظل هذا الواقع، البلاد غارقة في أزماتها المتراكمة، والدولار يحلق صعودا، ورفع الدعم عن السلع الإستهلاكية على الأبواب، وقد تجاوز لبنان دولة “زيمبابوي” ليصبح بالمرتبة الثانية من حيث التضخم العالمي.

وسجلت نسبة التضخم في لبنان حوالي 365% لتسبقه دولة فنزويلا، التي تحتل المرتبة الأولى عالميا بنسبة 2133%، وفق الخبير الإقتصادي الأميركي البروفيسور ستيف هانك، الذي اختصر المشهد بالقول: “من المثير للصدمة مشاهدة السياسيين اللبنانيين لا يكترثون للوضع، بينما بيروت تحترق”.

وفي موازاة التخبط المحلي، دعوة دولية أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقادة لبنان، إلى الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني”.

في المقابل،اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن “أهم ما يمكن للبنان أن يقوم به هو مساعدة نفسه، فالوضعان السياسي والاقتصادي في لبنان هما ثمرة طبقته السياسية، التي لا تقوم بالتركيز على تحقيق الرخاء لشعب لبنان”. ورأى أنه “على الحكومة اللبنانية التركيز على القيام بإصلاحات حقيقية، وتقديم الخدمات من أجل البلاد وبدء العمل على إمكانياته”.

وفي المشهد الاقليمي، برز ما كشفته القناة 12 الاسرائيلية، عن زيارة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى السعودية سرا الأحد، ورصد طائرة قامت برحلة خاصة بين تل أبيب ومدينة نيوم السعودية على ساحل البحر الأحمر، ومع أن وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود نفى الخبر، مؤكدا أن أي لقاء لم ينعقد بين ولي العهد ومسؤولين اسرائيليين، “فالموجودون كانوا مسؤولين أميركيين وسعوديين فقط”، إلا أن الإعلام الإسرائيلي أكد الزيارة، ساردا تفاصيلها، فيما اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أن تسريب الخبر عن لقاء سري بين نتنياهو وولي العهد السعودي، “أمر غير مسؤول ومثير للقلق”.

البداية من ملف الطحين العراقي الذي عاد الى الواجهة من جديد، هبة الطحين العراقية تباع في الافران، وفيديو يتداول على السوشيل ميديا عن هذا الموضوع.. لتوضيح هذا الموضوع، معنا على الهاتف وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال راوول نعمة.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

في الوقت الذي إدعى فيه البعض، ومن دون بينة، روايات (دون كيشوتية) تشكك بموقف “حركة أمل” والرئيس نبيه بري من التدقيق الجنائي، بات هذا البعض وما ينسجه من أكاذيب هو من يحتاج إلى تدقيق في مصداقيته.

وكما كان موقفها سباقا وحاسما منذ اليوم الأول لطرح التدقيق، أسقطت حركة “أمل” مرة جديدة كل محاولات بث الإشاعات عبر بيان واضح وصريح عن مكتبها السياسي، أعلنت فيه إلتزامها وإصرارها القديم – المتجدد في السير بالتدقيق، ليس في مصرف لبنان فحسب، بل في كل الوزارات والمؤسسات والإدارات، ولا سيما تلك التي حملت موازناتها الخزينة العبء المالي الأكبر … والكهرباء نموذجا.

وفي مواجهة وباء الخطاب الشعبوي المضلل للرأي العام، وحسما لأي تعارض، كان لقاح حركة “أمل” لناشري هذا الوباء، تقديم إقتراح قانون من كتلة “التنمية والتحرير” للتدقيق الجنائي.

على أي حال، فإنه من المفيد إنعاش ذاكرة الشعبويين بأن حركة “أمل” قادت خلال تولي وزارة المالية إنجاز الحسابات وقطوعات الحساب منذ العام 1992 … يعني باللبناني … هي (أم الصبي) في التدقيق، ونقطة على السطر.

وإلى التحضير لصفحة جديدة من النقاش في قانون الإنتخاب، تبدأ الأربعاء المقبل جلسة اللجان النيابية المشتركة بدعوة من الرئيس بري، والتي سيمثل فيها إقتراح كتلة “التنمية والتحرير” فرصة لحوار مسؤول، يفتح الباب أمام تفاهمات تكرس الإستقرار الداخلي.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

غاصب أولى القبلتين، ضيف بلاد الحرمين الشريفين، فأين الشرفاء من أهل القبلتين وأهل الحرمين؟..

سقطت آخر أوراق التوت، ولم يفلح بيان سعودي خجول بنفي الشرح الاسرائيلي المسهب عن لقاء جمع بنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان ومايك بومبيو في نيوم السعودية – مدينة الاحلام، التي يريد أن يبنيها بن سلمان، ومعها حلمه بالملك..

وصل سائق قطار التطبيع الى آخر محطاته، وبات لزاما أن ينكشف، فأوراق الاعتماد الأميركية بدأت بالنفاد، وبات على حاكم المملكة أن يغذيها بأثمن الاوراق، فكان لقاء قرر الاسرائيلي الكشف عنه لحاجة في نفس نتنياهو قضاها، وتركزت المباحثات حول التطبيع وإيران، كما قالت مصادر إسرائيلية وسعودية للاعلام العبري، فيما أحجم بعض الاعلام العربي عن ذكر سوأة حاكمه، الذي لن يستطيع دوام الإنكار.

لقاء في نيوم على أنغام – بل أوهام القوة، بين الثلاثي الخائب من صناديق الاقتراع الأميركية، الى مأرب اليمنية وغزة الابية. وقبل أن يتسرب بيان اللقاء، كان المجتمعون قد سمعوا صدى القدس التي باعها بن سلمان وأدواته، سمعوه من صاروخ القدس اثنان 2 المجنح الذي أطلقه “أنصار الله” وفلسطين على أعدائهم، كقصاص عادل ورسالة عالية اللهجة ستطال شظاياها جميع أهل العدوان، الذين باتوا متجمعين في أحضان الصهيوني – من السعودي الى الاماراتي والبحريني والسوداني – كما قال الناطق باسم حركة “أنصار الله” في اليمن محمد عبد السلام .. هؤلاء هم متحكمو هذه الامة، وإن طال صمتها، فعلى هذه الامة السلام.

في لبنان تسليم بالأمر الواقع عند حدود العناد والجمود المفروض بعصى أميركية غليظة، فيما قدم الفرنسيون للمعنيين بالتشكيل اقتراحا لحل عقدة الاسماء. تشكيل حكومة الإنقاذ والإصلاح وتنفيذ القوانين، لم يعد خيارا بحسب المكتب السياسي لحركة أمل، الذي أكد ان الحركة كانت سباقة في الموافقة على القيام بالتدقيق الجنائي، وتؤكد اليوم إصرارها والتزامها السير به في المصرف المركزي، والوزارات والادارات والمؤسسات كافة..

تدقيق قالت مصادر مطلعة “للمنار” إن رئيس الجمهورية بصدد القيام بخطوة ستضع الجميع بمواجهة حقيقة موقفهم منه، أمام الرأي العام.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

بين غبي وجاهل وحاقد، صنف ضرب التدقيق الجنائي ردود فعل بعض اللبنانيين، في مقابل الموقف الوطني الإصلاحي للبنانيين آخرين، اختصر موقفهم رئيس الجمهورية في رسالة الاستقلال بالإشارة إلى أن “التدقيق الجنائي هو مدخل كل إصلاح”.

الغبي، هو الذي اعتبر أن ما تعرض له التدقيق عائد إلى كونه ينطلق من مصرف لبنان ولا يشمل الوزارات والإدارات، والجاهل، هو الذي لم يفهم أن الإصلاح لا بد أن يبدأ من مكان ما، لأن التعميم يعني الإسقاط. أما الحاقد، فهو الذي اعتبر أن ضرب التدقيق هو ضرب لرئيس الجمهورية ومن يمثل، وصفعة “للتيار الوطني الحر”، لا صدمة لجميع القوى الإصلاحية في البلاد، ولكل المواطنين المؤمنين بأن لبنان يستحق يوما ما أن يصبح وطنا، بكل ما لكلمة وطن من معنى.

لكن، في مقابل هذا الثلاثي، فكرة واحدة، شدد عليها رئيس البلاد: “التدقيق الجنائي قادر على كشف مكامن الفساد والهدر وتبيان أسباب الإنهيار الحالي والمسؤولين عنه، حيث كان مقررا له أن ينسحب على كل الوزارات والإدارات والمؤسسات بعد المصرف المركزي”، وتابع رئيس الجمهورية: “أن عبثا نحارب الفساد بمعزل عن التدقيق المذكور، أضف الى أنه وارد في جميع الأوراق الإصلاحية، ولا سيما في المبادرة الفرنسية، وهو أيضا شرط من شروط الاستحصال على برامج المساعدات من صندوق النقد الدولي والدول والصناديق المانحة.

وإذ تحدث رئيس الجمهورية عن العراقيل والمطبات الكثيرة التي وضعت أمام التدقيق، لفت إلى أن مع “تذليل كل عقبة كانت تنبري أخرى أشد وأصعب، بحيث بقيت المتاريس المصلحية مرفوعة بوجهه، بتمويه متقن، حتى تمكنت أخيرا من توجيه الضربة الأخيرة له”، قبل أن يردف قائلا: “لن اتراجع في موضوع التدقيق المالي الجنائي مهما كانت المعوقات، وسوف أتخذ ما يلزم من إجراءات لإعادة إطلاق مساره المالي، وأدعو نواب الأمة الى القيام بواجبهم التشريعي الذي على أساسه أولاهم الناس ثقتهم، وأدعو الإعلام الى خوض هذه المعركة بكل صدق وشفافية، فهنا الساحة الحقيقية لمحاربة الفساد. أما أنتم أيها اللبنانيون، ختم رئيس الجمهورية، ف- “أدعوكم الى الوقوف وقفة واحدة حقا، فتضغطون حيث يجب، وترفعون الصوت في المكان الصحيح لكسب هذه المعركة، لأنها المعركة الأساس في إنقاذ لبنان”.

هذا في موضوع التدقيق، أما في الموضوع الحكومي، فنترك الكلام لنائب رئيس مجلس النواب، في سياق النشرة.

******************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

العالم العربي يغلي من حولنا في جغرافيته السياسية وتبدلاته الاستراتيجية، فبعدما انتهى مفهوم دول الطوق التي كانت تخنق إسرائيل كلاميا، في معظم الحقبات الزمنية التي تلت نكبة فلسطين، ومرة واحدة عسكرية سرعان ما أجهضت بعد حرب تشرين 1973، بعد انفراط عقد هذه الدول، باتت إسرائيل اليوم تطوق الطوق بسلسلة عمليات تطبيع، آخرها ما نشهده اليوم بين تل ابيب ودول الخليج العربي وصولا الى السودان، وشهية نتنياهو مفتوحة الآن لاستقطاب السعودية الى المنظومة، ساعيا الى استغلال آخر أيام الرئيس ترامب في الادارة الأميريكية.

ما يعني لبنان في هذا الشأن، أن يسارع الى تشكيل حكومة المهمة وبالمواصفات التي يطالب بها الفرنسيون والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، لأن ما سيواجهه بعد عاصفة السلام في محيطه، هو عزلة خانقة قاتلة بدأت طلائعها بالظهور، وهي ستضاف الى العزلة الدولية التي نعيش في ظلها والمرشح منسوبها للارتفاع، كلما أحجمنا عن الانصياع للتوصيات الدولية، إن لجهة تخفيف مساحة سيطرة “حزب الله” على الدولة وفي الحكومة، أو لجهة غياب البرنامج الإصلاحي.

ولم يكن ينقص لبنان سوى إعلان الجامعة الثقافية في العالم في اجتماعها القاري في المكسيك، “لبنان وطنها الأم دولة محتلة دعت الى تحريره، والمقلق أن المنظومة عندنا تسوق لبنان في الاتجاه المعاكس، وهذا ما بدا في كلمة رئيس الجمهورية التي اقتصرت على التوصيف وتوزيع الاتهامات وخلت من أي خريطة طريق خلاصية، كما بدا في السجالات الدائرة بين عين التينة وبعبدا، والتي يقابلها الرئيس الحريري بالصمت وبعدم الإقدام على عرض التشكيلة التي يقتنع هو بها، كأمر واقع تحريكي وليس كقنبلة تعطيل.

وفي ما يشبه الإمعان في زعزعة الهيكل، تندرج دعوة الرئيس نبيه بري الى جلسة اللجان النيابية المشتركة الأربعاء خصصها لدرس قانون انتخاب جديد، في خطوة من خارج السياق سيواجهها الثنائي المسيحي الظرفي، “القوات – التيار”، سيواجهانها لتوقيتها الملتبس و غياب مبرراتها، فالقانون النسبي جديد وجيد وأمن صحة التمثيل للجميع، وتطلب سنوات طوال من أجل إقراره، والبحث عن البديل منه الآن ليس سوى دعوة الى خلاف عميق لا تحتمله البلاد، ووصفة مجانية لتعطيل الانتخابات النيابية المقبلة، ونسف نهائي لاحتمال تأليف حكومة، وهذا في مضامينه ليس تعطيلا بل انقلاب.

في المقابل، ما أحجمت عنه المنظومة، متسلحة بجشعها ورهانها على عطب الثورة وغياب القيادات، قامت به القوى المجتمعية الحية المكونة من نقابات المهن الحرة والمرجعيات الأكاديمية والروحية، إذ اجتمعت هذه القوى في قصر العدل يتقدمها نقيبا المحامين في بيروت وطرابلس، وأطلقت مبادرة وطنية وضعتها تحت عنوان: “معا نسترد الدولة”.

أهم ما في المبادرة أنها مفتوحة للنقاش وتزخر بنفس إصلاحي واضح وتستلهم اتفاق الطائف، بما يحمل لبنان الى رحاب الدولة التي يتوق اليها كل اللبنانيين على اختلافهم ، ويحشر في الزاوية من تغريهم الاتجاهات الأكسترا دولتية والأكسترا حدودية، التي تضع لبنان رهينة على قارعة المصالح الإقليمية.

شعلة الأمل التي أضاءتها المبادرة تنبع من أنها شكلت العنصر المفقود في الثورة، أي النواة القائدة، من دون أن تدعي تمثيلها، كما أنها حشرت أهل السلطة الذين ما عاد بإمكانهم الإدعاء، بأن لا برنامج ولا محاور في الجهة المقابلة.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

قصة موثقة: قائد الجيش الراحل العماد إبراهيم طنوس، أصدر قرارا طلب بموجبه من جميع كبار الضباط تسليم السيارات المدنية الفخمة التي كانت في حوزتهم، والإستعاضة عنها بالتنقل بالجيبات العسكرية، مثلما كان يفعل هو.

قصة ثانية موثقة: أثناء إحدى جولاته، لحظ سيارة يقف أمامها عسكري، ترجل من الجيب وسأل العسكري: شو عم تعمل يا إبني هون؟ أجابه العسكري: أنتظر زوجة الضابط لتخرج من الصالون لأوصلها إلى البيت، أمره بالصعود إلى السيارة والمغادرة إلى قطعته.

أين البلد اليوم من هاتين الروايتين؟.

في الجيش “جيش مرافقين” كما في سائر المؤسسات الأمنية والعسكرية، يقودون السيارات الفارهة المدنية المخصصة للضباط في الأسلاك: هذا ليوصل الست إلى الصالون أو المتجر، وذاك ليوصل الإبن إلى النادي أو المدرسة، ذهابا وإيابا…

“مفصول” هل سمعتم بهذا المصطلح؟ يعني أن عسكريا مفصولا لخدمة ضابط أو رئيس حزب أو قاض أو رجل دين…إذا أحصينا المفصولين فإننا أمام عديد جيش… وإذا استرجعت الدولة السيارات المدنية الفارهة الموضوعة في تصرف الضباط، فإننا أمام آلاف السيارات التي تحتاج إلى محروقات وصيانة وتأمين، وكل ذلك من خزينة الدولة…

قد يكون ما نقوله صرخة في واد، ولكن “إلا ما يسمع حدا”.

هذا الهدر واستغلال السلطة لا ينطبق فقط على المؤسسات العسكرية والأمنية، بل يتعداه إلى وزارات اصطلح على تسميتها “وزارات الخدمات”: التربية، الأشغال، الشؤون الإجتماعية وغيرها وغيرها الكثير، ولكن على من نقرأ مزامير الهدر والفساد واستغلال النفوذ. هناك مظاهر في البلد لا تحتاج لا إلى تدقيق، جنائي او غير جنائي، ولا إلى تحقيق… تحتاج إلى قرار يتخذه قاض شجاع لا يهاب نقله من موقع إلى موقع هامشي. يحتاج قرارا يتخذه وزير شجاع لا يهاب خسارة أصوات في صناديق الإقتراع في الإنتخابات النيابية.

وإلى أن يظهر هذا القاضي أو هذا الوزير، سنبقى صوتا صارخا، عسى ألا يكون “صرخة في واد”.

هل نكون نحلم إذا استفقنا غدا على قرار بالتحاق جميع المرافقين بقطعهم، وليتدبر الزعماء ورؤساء الأحزاب والضباط أمورهم؟، يجب أن يحصل هذا الأمر… هل نحلم إذا قلنا إن التطهير يجب أن يبدأ من مكان ما؟ من قطاع ما؟.

اليوم أيضا البداية من “مجلد ” الفساد والهدر واستغلال النفوذ، وإن كانت هناك ملفات، محلية وخارجية، تستحوذ على الإهتمام، ومن بينها، جائحة كورونا: اليوم بلغ عدد الإصابات 1041 إصابة، وهذا الأسبوع سيشكل الإختبار قبل اتخاذ القرار بالنسبة إلى الاسبوع المقبل والشهر المقبل.

أما خارجيا، فالحدث اليوم هو التأكيد الإسرائيلي لزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للسعودية، ونفي وزير الخارجية السعودي لهذا الخبر.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

ما كان في السر ظل سرا.. وتمكنت السعودية بتغريدة واحدة لوزير خارجيتها من أن تسقط كل الأنباء الواردة على شكل تسريبات مسيرة من مطار بن غوريون الى نيوم، فبالنسبة إلى المملكة صاحبة مباردة السلام العربية عام ألفين واثنين، لقاء بنيامين نتنياهو وولي العهد محمد بن سلمان هو اجتماع مزعوم، ولم يحدث.

وقال وزير الخارجية فيصل بن فرحان: “إن المسؤولين الذين حضروا كانوا أمريكيين وسعوديين وحسب”. تغريدة فرحان نغصت على الإسرائيلي فرحته التي عبر عنها بدفق من التسريب والتأكيد والتبني وتوزيع المصادر إعلاميا وسياسيا وعسكريا، ولم تعدم المؤسسات الاسرائيلية وسيلة لتأكيد حصول اللقاء من المدة التي استغرقها الى الحضور والإقلاع والطائرة السرية التي أقلت الوفد، وصولا إلى السماح بنشر الخبر من قبل الرقابة العسكرية.

امتنع نتنياهو عن التعليق، لكن الإذاعة الإسرائيلية نقلت النبأ عن مسؤول كبير في الحكومة لم تذكر اسمه، وفي مثل هذه الحالة غالبا ما يكون المسرب هو نتنياهو نفسه، فيما امتعض وزير حربه باني غنتس، معتبرا أن التسريب “أمر غير مسؤول ومثير للقلق” وسوف تكتفي إسرائيل بهذا القدر من المعطيات، بعدما حققت أهدافها بكسر المحرمات وبطرح خبر للتداول، وإن نفاه صاحب الشأن، وإلى أن تقدم تل أبيب أدلتها وتقيم حجتها فإن السعودية هي اليوم في موقع تكذيب إسرائيل، ولو عبر تغريدة غير قابلة للحذف.

وسواء لناحية استكمال مراحل التطبيع المؤجل، أو فيما يتعلق بقرع طبول الحرب في المنطقة، فإن العالم كله لن يتحرك قبل حفل تنصيب الرئيس الأميركي جو بايدن في العشرين من كانون الثاني المقبل، وإلى ما بعد هذا التاريخ فإن التهويل يضرب في كل اتجاه وسط مرحلة عض الأصابع التي تشهد على عدد من المراهنات، لكن لبنان هو أول من يؤلمه الانتظار، إذ إن الوقت يمر من محفظته المالية والاقتصادية ومن أرواح بنيه، التي أصبحت على نفس أخير، ومع ذلك فإن سلطته منها من يراهن على إيراني ينتظر ضربة عسكرية.. ومنها من يترقب نهاية الأميركي وجنوح ترامب نحو الهلاك، وهذه الرهانات تجري من دون تيقن ما إذا كان جو بايدن مهتما ببلاد إسمها لبنان، أم سيلزم المهمة للفرنسي إيمانويل ماكرون المتعهد أيضا لدور على الخطوة السعودية الأميركية.

وفي فراغ لبناني قاتل وفاصل عن التأليف، يمسي رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ويصبح على معادلة: إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا.. فيما تعمل البقية لآخرتنا كأنا سنموت غدا، وهي على هذه الحال باتت حكومة تصريف أعمار على حد وصف الشاعر شوقي بزيع، ووسط أزمة أطبقت على اللبنانيين، لا أحد يفكر في الحل إلا من زاويته إذ بات مصطلح وحدة المعايير عصيا على التعريف، كحال تعريف الإرهاب في العالم.

أما رئيس الجمهورية ميشال عون فهو قرر بعد دخوله السنة الخامسة من الحكم، أن يقلب هذه المعايير ويعلن المواجهة ويطلق حروب التحرير، وهي حروب يخوضها ميشال عون ضد الجنرال ميشال عون وفي وجه فاسدين تعايش وأقام المساكنة السياسية معهم، والرد على عون كان اليوم من قاذفات كل من أمل والقوات، لا سيما لناحية اتهام مجلس النواب بالتقاعس عن إقرار القوانين الإصلاحية، وحقيقة الأمر أن طرفي مجلس النواب ورئاسة الجمهورية يتشاركان في هذا التقاعس بالمقدار نفسه.

فرئيس المجلس يتولى إفراغ القوانين الإصلاحية من مضامينها، ورئيس الجمهورية لا يوقع على المراسيم التطبيقية، والجبتهان هما في حرب على الشعب اللبناني وكلاهما لا يريد قوانين إصلاحية أو تدقيقا جنائيا، لأن هذا التدقيق ستتضرر منه الطبقة السياسية، على حد وصف النائب جميل السيد للجديد اليوم.

وعلى الرغم من كل هذا الانهيار، فإن الرئيس عون سيبدأ المواجهة الكبرى ولم يعرف ما اذا كانت ستنطلق عبر منصة قاذفات ال “بي ففتي تو” من قصر بعبدا، فالرئيس يعلنها حربا بعد أن انهكت قواه.. يريد ثلثا معطلا.. بعدما تعطل ثلثه الذي كان يوما .. ضامنا.