Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر October 15, 2020
A A A
جنون الدولار بين الاقتصاد والسياسة.. من يتحكم بسعره؟
الكاتب: أحمد الحسن - سفير الشمال

لم يعد خافيا على احد حجم الازمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، حيث الكل يعاني ويتخوف من الانحدار المستمر نحو الاسوأ وصولا الى المجاعة التي بدأت تطل برأسها من خلال فقدان الكثير من احتياجات المواطنين، انطلاقا من المحروقات مرورا بالادوية شبه المفقودة من الصيدليات وصولا الى المواد والسلع الغذائية والاساسية التي تشهد ارتفاعا غير مسبوق بأسعارها التي تحرق جيوب المواطنين.

يعلم القاصي والداني اليوم، ان السبب الرئيسي للازمات التي يعيشها المواطن اللبناني هو “شح الدولار” من الاسواق اللبنانية، الامر الذي ساهم بشكل كبير بـ”جنونه” كاسرا السعر الرسمي المحدد من قبل مصرف لبنان “1517 ل.ل.” الى مستويات قياسية وصلت الى حدود العشرة آلاف ليرة كحد اقصى، ما اثار ذعرا كبيرا لدى المواطنين الذين باتوا أسرى هاجس العملة الخضراء وتقلبات أسعارها وإنعكاسها على أسعار حاجاتهم الأساسية اليومية.

في خضم الاجواء الاقتصادية السلبية والسوداوية الصعبة التي تضرب كل القطاعات، يستغرب الكثير من المواطنين ما يحصل، حيث انخفض دولار السوق السوداء في اليومين الماضين بعد مبادرة الرئيس سعد الحريري حوالي الألف ليرة ليسجل 7800 ل.ل. بعد ان وصل الى الـ 9000 ل.ل. للدولار الواحد عقب اعتذار السفير مصطفى أديب، وكان من المفترض أن يستمر في الانخفاض لو إستمرت الاستشارات النيابية الملزمة اليوم وأفضت الى تسمية الحريري. الامر الذي يظهر مدى تأثير السياسة على الاقتصاد.

وبما أن الأولوية في الاقتصاد للسياسة، فإن بورصة الدولار ستكون على تماس مع الاستشارات النيابية التي قد ينعكس تأجيلها غير المبرر بشكل مباشر على الدولار الذي قد يتفلت من عقاله، ويتفلت معه الشارع في موجات غضب شعبية إحتجاجا على الأوضاع التي لم تعد تطاق.

تقول مصادر مطلعة: ان “الاقتصاد مرآة تعكس السياسة” وهذا ما يظهر جليا في لبنان، فهشاشة الاقتصاد تعود الى الممارسات السياسية السيئة من فساد وتجاذبات وصراعات ومصالح اتتحكم بسلوك المسؤولين في لبنان على مدار سنوات عدة.

وتسأل هذه المصادر: من الذي يتسبب بارتفاع الدولار بهذا الشكل؟، هل هي السياسة؟، أو أن ما يحصل هو لعبة من قبل الصرافين؟، أم أن مافيات مالية تتحكم بالأسواق اللبنانية ولا تستطيع أجهزة الدولة مواجهتها؟.

وتؤكد هذه المصادر أن أكثرية اللبنانيين لم يعودوا مهتمين بالسياسة بقدر ما يهتمون بأوضاعهم المعيشية وهم باتوا يتطلعون الى أي حل يساهم في إنخفاض سعر الدولار بما يمكنهم من العيش بكرامة!..