Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 31, 2020
A A A
هل يستطيع الصينيون إغراق حاملات الطائرات الأميركية العملاقة؟ سلاح مرعب قد يدفعها للهرب من آسيا
الكاتب: عربي بوست

أجرت الصين مؤخراً تجارب على نوعين من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن: وهي صواريخ DF-21D وDF-26، وهي على ما يعتقد، صواريخ صينية مخصصة لإغراق حاملات الطائرات الأميركية.
وعندما كشفت الصين عن صاروخ DF-26 لأول مرة في استعراض يوم النصر العسكري عام 2015، قالت وسائل الإعلام الحكومية إنه سيتوفر من هذا الصاروخ أنواع تقليدية ونووية ومضادة للسفن. وهذا ما أكدته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لاحقاً، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأميركية.
قادرة على ضرب القواعد الأميركية في غوام واليابان
وأثناء الاستعراض، وصف التعليق الرسمي الذي كان يُبث باللغة الصينية على القناة التلفزيونية الحكومية CCTV-1 هذا الصاروخ بأنه “سلاح قاتل” له القدرة على ضرب “الأهداف في المياه”.
ووصف المجموعة المكونة من ستة عشر صاروخاً من طراز DF-21D أيضاً بأنها “التشكيل الثاني للصواريخ التقليدية. وصواريخ DF-21D عبارة عن صواريخ باليستية مضادة للسفن تطلق من البر، وسلاح قاتل في الحرب البحرية غير المتكافئة”.
وأوضح التعليق الرسمي أن صواريخ DF-26 “قادرة على استهداف أهداف كبيرة ومتوسطة الحجم في المياه”. ويتراوح مدى هذه الصواريخ بين 3000 و4000 كيلومتر، وهو ما يكفي لضرب القواعد الأميركية في غوام. ووصف المجموعة المكونة من ستة عشر صاروخاً من طراز DF-26 أيضاً بأنها “قادرة على أداء المهمات التقليدية أو النووية”. وبإمكان صواريخ DF-26 تنفيذ هجوم دقيق من متوسط إلى طويل المدى على كل من الأهداف البرية والبحرية من الكبيرة إلى المتوسطة الحجم. وهي سلاح جديد للردع الاستراتيجي”.

كان للاستعراض العسكري الصيني في يوم النصر جمهوران رئيسيان: محلي وأجنبي. أما عن الجمهور الأجنبي، فيتمثل جزء مهم من هدفه في كشف ما يكفي عن القدرات الصينية لتعزيز الردع وإقناع الخصوم المحتملين -على الأقل- بالتعامل مع مخاوف بكين بأقصى قدر من الحذر. ولتحقيق هذه الغاية، استعرضت بكين منظومات أسلحة جديدة لم تُعرض علناً من قبل.
وتعزز صواريخ DF-26 التقليدية قدرة الصين على تدمير القواعد الأميركية في المنطقة، وهو تهديد لا يحظى بالتقدير الكافي. إذ جاء في تقرير صدر في حزيران عام 2017 عن مركز الأمن الأميركي الجديد: “قد يكون التهديد العسكري الأكبر للمصالح الحيوية للولايات المتحدة في آسيا هو الذي لم يلقَ اهتماماً كبيراً: قدرة الصواريخ الصينية المتنامية على تهديد القواعد الأميركية في المنطقة”.
وفي هذا التقرير، استعرض المؤلفان، توماس شوغارت وخافيير جونزاليس، ما يمكن أن يحدث لو شنت الصين هجوماً استباقياً على القواعد الأميركية في اليابان. ووجدا أن التبعات ستكون مدمرة، مثل “تعرض كل المقار الرئيسية الثابتة والمنشآت اللوجستية للقصف” و”ضرب كل السفن الأميركية تقريباً في اليابان بصواريخ باليستية”. وتوصل شوغارت وغونزاليس أيضاً إلى أن معظم المدارج العسكرية ستنهار في الهجوم، مما سيؤدي فعلياً إلى شل القوات الجوية الأمريكية في اليابان.
ومن شأن صواريخ DF-26 أن تعزز قدرة الصين على تنفيذ هجوم مماثل على الجيش الأميركي في غوام، حيث يتمركز ما يقرب من أربعة آلاف جندي أميركي. والقوات الجوية الأميركية تنشر قاذفات في قاعدة أندرسون الجوية في المنطقة.
وبالتالي، ستعتبر بكين تدمير هذه المنشآت العسكرية الأميركية حاسماً لمنع الولايات المتحدة من التدخل في صراع بين الصين وأحد جيرانها، تايوان على الأغلب. غير أن قدرة بكين على مهاجمة الأماكن القريبة من الأراضي الصينية أكبر بكثير مقارنة بتلك التي يمكن أن تهدد غوام.
نعم إنها صواريخ صينية مخصصة لإغراق حاملات الطائرات الأميركية، ولكن هل تستطيع أن تفعل ذلك حقاً؟
ومن المرجح أن تحظى هذه الصواريخ المضادة للسفن من طراز DF-26 باهتمام كبير في الصحافة الغربية. إذ احتلت صواريخ DF-21D- النوع المضاد للسفن- العديد من العناوين الرئيسية التي تشير إلى قدرتها المزعومة على إغراق حاملات الطائرات الأميركية. ومن الناحية النظرية، بإمكان المدى الكبير لصواريخ DF-26 دفع حاملات الطائرات الأميركية إلى العمل بعيداً عن سلسلة الجزر الصينية الثانية، في حين أن صواريخ DF-21D قد تقتصر على سلسلة الجزر الأولى.
غير أن قدرة كلا الصاروخين على أداء هذه المهمة ليست أكيدة في الوقت الحالي. إذ أشار أندرو إريكسون إلى أن “قصور القدرات الاستطلاعية في الصين، جنباً إلى جنب مع تطور الإجراءات المضادة لأميركا وحلفائها، لا يجعل الفعالية التشغيلية لصواريخ DF-21D وDF-26 أمراً أكيداً”.
ولا شك أن الصين تعمل جاهدة لاكتساب هذه القدرة. وحتى إذا كانت الولايات المتحدة غير واثقة من قدرة بكين على إغراق حاملات طائراتها، فقد تقرر عدم تعريضها للخطر نظراً للخسائر المادية والبشرية المترتبة على ذلك. وقد يكون هذا ما تعول عليه بكين.