Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر June 28, 2019
A A A
داوود من طرابلس: نحضر خطة ستعنى بالإرث الثقافي للفيحاء

تابع وزير الثقافة الدكتور محمد داوود داوود جولته في مدينة طرابلس، وتفقد الأماكن التراثية والأثرية، والتقى في مقر الرابطة الثقافية حشدا من الهيئات الثقافية في طرابلس والشمال، في حضور المدير العام للوزارة الدكتور علي الصمد،
وفي كلمة القاها، شكر الوزير داوود للحفاوة التي استقبل بها في طرابلس، مؤكدا أنها “دليل حسي واضح على انفتاح مدينة طرابلس الثقافي والإجتماعي”، وأضاف: “تغمرنا اليوم طرابلس، بدفء إحتضانها الإنساني، تجوالا في ساحاتها والخانات، والمساجد والكنائس والأزقة المسقوفة والحمامات، والقلاع الدهرية، وآثار تمتد من العصر البرونزي إلى الحديدي، ومن زمن الرومان إلى البيزنطيين والمماليك، وصولا إلى زمن السلطنة، ولا ننسى تسمية اليونانيين لها “بالمدينة المثلثة TRIPOLIS” في القرن الرابع”.
وأضاف: “طرابلس العراقة، التاريخ والتراث، عرفت بالماضي واليوم، محطات مشرقة في عالم الآداب والفنون، تعرفون جميعا أحوالها، في القرن التاسع عشر على سبيل المثال- كان كل مسجد يحتضن مكتبة، ونخص بالذكر مكتبة الجامع المنصوري ومكتبة أبرشية الروم. وهل ننسى مطبعة البلاغة التي تأسست عام 1893، وجريدة “طرابلس الشام” التي أنشأها البحيري عام 1892.طرابلس اليوم، بفضل إرادتكم، هي مساحة تفاعل ثقافي – إنساني خلاق، عبر منتدياتها وتجمعاتكم الثقافية الأهلية، وأقلام كتابها ومبدعيها أدبا وفكرا وفنونا على تنوعها”.
وتابع: “نلتقي اليوم، فاعليات طرابلس الفكرية في رحاب الرابطة الثقافية، الحاضرة – الفاعلة منذ ولادتها مع الإستقلال في العام 1943 – في الحياة الثقافية، لبنانيا وعربيا، وهي الدائبة على تنظيم معرضها السنوي للكتاب منذ العام 1974.أهل الفكر والثقافة، لم تحجم مدينتكم يوما عن القيام بدورها الثقافي الريادي من خلال الأفراد والجماعات والروابط، وعلى سبيل المثال فقط، المجلس الثقافي اللبناني الشمالي وجمعية الحفاظ على التراث ومركز العزم الثقافي ومركز الصفدي الثقافي وأصدقاء البيئة ونادي الجامعيين، إلى حراك التجمعات الثقافية العديدة الناشطة.
وقال: تعود بنا الذاكرة إلى رائعة المطران خضر “لو حكيت مسرى الطفولة” شهادة إنسانية – أدبية شاعرية عن طرابلس، مدينة السلام والتسامح. أهل الفيحاء، مدينة الإبداع والوحدة الوطنية ونحن في وزارة الثقافة نعمل مع مؤسسات المجتمع الأهلي المدني على التنمية الثقافية، سواء في طرابلس، وفي كل المناطق، إيمانا باللامركزية الثقافية. وعلى جدول إهتماماتنا تأهيل المعالم الأثرية، وفي هذا المجال، نذكر خان العسكر، ونحن في صدد إفتتاحه رسميا هذا الخريف، بعدما استكملت عملية التأهيل، وحصل التأخير بسبب تأخر صدور الموازنة. وسنولي معرض رشيد كرامي العناية اللازمة، ونضيفه على لائحة التراث العالمي، هذا المعلم الحضاري والتحفة المعمارية، التي أنجزها المهندس البرازيلي العالمي ” OSCAR NIEMEYER “. كما ان الخطة الثلاثية التي تحضرها الوزارة، ستعنى بالإرث الثقافي في منطقة طرابلس الأثرية وفي سائر مناطق لبنان”.
وختم: “إنني أحيي تضامنكم وتوجهاتكم الثقافية، جمعيات ومؤسسات وروابط ومراكز فكرية، وأحيي أهل الإبداع أدبا وفنونا على أنواعها. وإننا جميعا، بإيمان نعمل، لبناء وطن الثقافة والإنسان والأمل بإضاءات ثقافية دائمة”.
بعد ذلك، استمع وزير الثقافة إلى اقتراحات الهيئات الثقافية ومطالبها، وتحدث عدد من ممثلي الجمعيات فركزوا على الخطط الحالية والمستقبلية التي سيشملها الإرث الثقافي في طرابلس.