Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر April 9, 2018
A A A
وائل ابو فاعور مقابل ادي ابي اللمع في المتن
الكاتب: ميشال نصر - الديار

مع ان الحماوة الانتخابية ترتفع تدريجاً مع كل ورقة تسقط من روزنامة الايام الفاصلة عن استحقاق السادس من ايار، ومع ترقب الساحة اللبنانية للمليارات التهدوية الموعودة من العاصمة الفرنسية، انفجرت انتخابيا بين عين التينة وبنشعي من جهة والرابية من جهة ثانية، ليشكّل مرة جديدة مؤتمر للطاقة الاغترابية حلبة صراع وانعكاس للتسوية الداخلية الهشة.

وفيما اشتعلت انتخابياً في الخارج ومن باريس تحديداً ،مع انعقاد مؤتمر الطاقة الاغترابية، مع توجيه وزيري الوفد الى «سيدر1» الاتهامات لوزير الخارجية باستخدام الوزارة خدمة لاجندته الانتخابية، بعد اتهام باسيل بتسريب «داتا» المغتربين المسجلين في الخارج من ارقام هواتف وعناوين سكن، لمرشحي التيار، رأت مصادر برتقالية ان الزوبعة المثارة لن تقدم ولن تؤخر في ظل خوف من يقف وراءها من قوة التيار الوطني الحر في الخارج ونسبة التأييد المرتفعة له في اوساط المغتربين والتي ستقلب النتائج في دوائر معينة، مشيرة الى انه في الاصل وكما اعترف المعدون للمؤتمر ان الدعوات لم توجه لمن قاطع ،وبالتالي لم يكن من مبرر لما حصل، خصوصا ان مشاركة رئيس الحكومة اعطت اهمية رمزية للمؤتمر بعد الانجاز والانتصار الكبيرين الذين تحققا في باريس .

في غضون ذلك تستمر النار مشتعلة تحت جمرة «الاختلاف» العوني – القواتي، رغم كل محاولات التهدئة الجارية على خطوط الطرفين، وليس آخرها الرسالة التي حملها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لوزير الاعلام ملحم رياشي لنقلها لرئيس حزب القوات اللبنانية ومفادها ان ما يجري حاليا لا يجب ان يؤثر على المصالحة المسيحية – المسيحية بين الطرفين وان ايا من الطرفين لا يرغب بعودة عقارب الساعة الى الوراء بعد طي صفحة الماضي.

وتشير مصادر في التيار الوطني الحر الى ان مواقف القوات اللبنانية مفهومة اليوم فهي تندرج في اطار الحملة الانتخابية ورفع السقف للحشد في الشارع ،معتبرة ان بعض الاصوات التي ترتفع من هنا وهناك على وسائل التواصل الاجتماعي لمناصرين وحزبيين من الطرفين لا تعدو كونها اعمال فردية ناتجة عن الحماسة الانتخابية وليست مبرمجة او مدبرة عند الطرفين، رغم ان بعض المواقف القواتية ليست واضحة تماما في خلفياتها،وان التصويب ضد وزراء التيار هو في غير محله،رغم ان احدا لا ينكر الاداء الجيد لبعض وزراء القوات ووقوفهم على مسافة واحدة من جميع الاطراف.

من جهتها رأت اوساط سياسية مسيحية ان مسالة الانتخابات النيابية ستشكل الشعرة التي ستقسم ظهر البعير، بعد سلسلة الانتكاسات التي طالت مصالحة معراب، معبرة ان ما يجري حاليا يؤكد صعوبة تنظيم الخلاف بين الطرفين ذلك ان الخيارات باتت بعيدة ليس فقط في الامور الاستراتيجية ،انما ايضا على صعيد الملفات الداخلية ،وما الجدال وتراشق الاتهامات في ما خص وزارة الطاقة الا دليل على معركة فتحت باكرا.

واعتبرت الاوساط ان مسألة وزارة الطاقة التي تحولت الى قضية،تشكل مؤشرا واضحا الى ما ستكون عليه المواجهة بعد الانتخابات النيابية وصعوبة تشكيل الحكومة في ظل التوازنات والاحجام التي ستفرزها،معتبرة ان المعركة ستكون حامية على الجبهة المسيحية – المسيحية، والتي ستبقى كلمة الفصل فيها لرئيس الحكومة العتيد سعد الحريري، خصوصا بعدما نجحت معراب في تحرير نفسها من الاتهامات لها بانها وقفت وراء التحريض ضد رئيس الحكومـة في السعودية.

غير ان الاوساط التي رأت ان القوات اللبنانية تخوض معركة تحديد حجمها الذي على اساسها سيتحدد دورها المستقبلي، في ظل محاولات عزلها كما حصل ونجح في بعض الدوائر، تسعى جاهدة لكسر ذلك عبر نسج علاقات «غريبة» في بعض الدوائر كما في بعلبك الهرمل، وتبادل اصوات في مناطق اخرى حيث يجري الكلام عن اتفاق ابرم مع التقدمي الاشتراكي يقضي بتصويت قاعدة القوات للوزير وائل ابو فاعور في البقاع الغربي مقابل اعطاء الاصوات الاشتراكية في المتن الشمالي لمرشح القوات اللبنانية ادي ابي اللمع ،هذا من جهة، و الابقاء على الشراكة مع افرقاء العهد اي الرئيسين العون والحريري، في نفس الوقت الذي تسعى فيه الى تعزيز موقعها بعدما فقدت دعم الحليف السني، من هنا سعي معراب الدؤوب لضبط النفس وعدم انفلات الامور مع التيار الوطني الحر لما سيكون لذلك من تداعيات على جبهة العلاقة مع بعبدا،من جهة اخرى.

وتكشف الاوساط على هذا الصعيد الى ان استراتيجية القوات اللبنانية تقوم على تحقيق كتلة مسيحية حزبية وازنة في المجلس النيابي، املاً في تأليف تجمع نيابي لاحقا يضم الكتائب اللبنانية وبعض المستقلين يكون له صوته المرجح تحت قبة البرلمان، ويلعب دور بيضة القبان،رغم استدراك الاوساط وتاكيدها ان تلك الخطوة ستكون صعبة اذ ان تجربة تكتل لبنان اولا في الفترة السابقة كانت استثناء.