Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر January 21, 2018
A A A
النفايات الطبية تهدد الصحة… ما هي تقنيات معالجتها؟

ان الإدارة السيئة للنفايات الطبية يمكن أن تعرض العاملين في المجال الصحي وعمال النظافة والمرضى والمجتمع بشكل عام للعدوى والآثار السامة والإصابات، بالإضافة لخطر تلوث البيئة. لذا من الضروري أن يتم فصل جميع النفايات الطبية في لحظة إنتاجها ومعاملتها بالشكل المناسب والتخلص منها بشكل آمن.
ومن بعض حلول معالجة النفايات الطبية للتقليل من خطر العدوى ومنع إمكانية نبش النفايات، الامور التالية:

– الحرق:
حرق نفايات المستشفيات المعدية تسبب تلوث الهواء هذه الوسيلة كانت الأكثر شيوعاً للتخلص من معظم النفايات الطبية الخطرة. ومع أن هذه الوسيلة ما زالت شائعة، فإن طرق بديلة أخرى أصبحت تزداد رواجا. عند إختيار طريقة ما فإن عدة عوامل يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار، ومعظمها يعتمد على الشروط المحلية، كالصحة ومتطلبات السلامة، والخيارات المتوفرة للتخلص النهائي من الفضلات.
إن فعالية عملية حرق النفايات غير قابلة للشك، ولكنها قد تتضمن مشاكل خطيرة من ناحية الأثر على نوعية الهواء. وبإعتبار أن العنصر المتفاعل في عملية الإحتراق هو الأوكسيجين المحيط، فإن كميات هائلة من الهواء يجب أن تمرر عبر نظام الحرق. وإذا لم يتم تمرير الهواء النافذ عبر آلة ضابطة، فإن جميع العناصر المتطايرة عند درجة حرارة عمل النظام سوف تنبعث مع التيار الخارج.
اما خطورة عملية الحرق فتكمن في: تكلفة الإستثمار والتشغيل عالية. المواد المسممة للخلايا لا يمكن إبادتها بشكل كامل. إنبعاث المواد الملوثة للجو بدرجة معتبرة. وجوب الإزالة المنتظمة للركام والسناج. إتلاف المواد الكيماوية المقاومة للحرارة وبعض أنواع الأدوية المخدرة المسممة للخلايا لا يتم بشكل كامل. هذه الطريقة يمكنها أن تقضي على ٩٩% فقط من الميكروبات.العديد من المواد الكيماوية والدوائية لا يمكن إتلافها.إنبعاث كميات كبيرة من الدخان الأسود، والرماد المتصاعد، والغازات السامة والروائح.

– عملية التطهير الكيماوي البسيط
للتعقيم الكيماوي دور كبير في القطاع الصحي، حيث يستخدم لإزالة الميكروبات من المعدات الطبية، وتعقيم الجدران والأرضيات. في أيامنا هذه فإن التطهير الكيماوي يستخدم أيضاً لمعالجة النفايات الطبية. إن إضافة المواد الكيماوية للنفايات يقوم بإبادة وتعطيل مسببات الأمراض فيها، والنتيجة غالباً هي تطهير أكثر من كونها تعقيم. هذه الطريقة هي الأكثر ملائمة لمعالجة النفايات السائلة كالدم والسوائل المطروحة ومجاري الصرف الصحي في المستشفيات. وبالرغم من هذه الحقيقة، فإن النفايات الطبية الصلبة أيضاً (وحتى الخطيرة منها) كالمستنبتات الجرثومية والأدوات الحادة …إلخ، يمكن أن تعالج كيماويا أيضاً.
الطريقة المذكورة أعلاه لها ايضا خطورتها: فاعلية التطهير تتوقف على ظروف العمل، اذا كانت النفايات الصلبة كاملة، فإن التطهير يكون سطحياً فقط.لا يجب تطهير الأجزاء البشرية والجثث الحيوانية كيماوياً، إلا إذا لم تكن هناك أي خيارات أخرى. في حالة عدم وجود بديل آخر يمكن إستخدام التطهير الكيماوي لهذه المواد، ولكن بعد عملية تقطيعها. أثناء التخطيط لعملية التطهير الكيماوي يجب دراسة عملية التخلص النهائي من النفايات المعالجة دراسة جيدة، حيث أن أي تخلص غير ملائم من هذه النفايات قد يشكل عواقب وخيمة على البيئة..
التطهير الكيماوي يجري عادة في نفس الموقع، أي في المستشفى. ولكن هنالك توجه زائد نحو تطوير أنظمة تجارية ذاتية الإحتواء، موضوعة في مناطق صناعية، التي تعمل بشكل أوتوماتيكي كامل للتخلص من النفايات الطبية. يمكن بعد ذلك معاملة النفايات المعالجة بهذه الطريقة كنفايات طبية عديمة الخطورة، ولكن إن حدث تسرب في المواد المستعملة للتطهير، أو لم يتم التخلص منها بشكل جيد، فقد تكون هناك آثار ضارة على البيئة.
مساوئ التطهير الكيماوي هي التالية: استخدام مواد خطرة تتطلب إجراءات سلامة شاملة. هذه الطريقة غير كافية إذا كانت النفايات تحوي مواد دوائية أو كيماوية أو تلك التي تحوي مواد ناقلة للعدوى. في حال كانت المواد المطهرة غالية الثمن، فإن ذلك يزيد من كلفة العملية.غاز الأوزون هو معقم فعال للنفايات الطبية ولا يؤدي إلى إنتاج مواد ثانوية كتلك الناتجة عن إستخدام مركبات الكلور، ولكن بما أن غاز الأوزون مضر جداً للرئتين، يجب إتخاذ إجراءات للتأكد من أن العاملين بالقرب من نظام التعقيم هم غير معرضين للغاز.هنالك عوامل أخرى تستخدم للمعالجة الكيماوية للنفايات الطبية وهي القلويات، إما ذات الخاصية الآكلة لدرجة عالية (كهيدروكسيد الصوديوم أو الغسول القلوي)، أو تلك الأخف حدة (كأوكسيد الكالسيوم أو الكلس الحي). من ضمن الآثار الأخرى فإن القلويات لها قابلية للتسبب بانحلال البروتينات. لذا فبغض النظر عن الكلفة، فإن العيب الرئيسي للقلويات هو خطر التماس، حيث أنها مؤذية للجلد والرئتين.

– المعالجة البخارية الرطبة
في المعالجة الحرارية الرطبة فإن النفايات تقطع أولا، ثم يتم تعريضها لبخار بضغط عالِ وبدرجة حرارة عالية، هذه العملية مشابهة لعملية التعقيم بالأوتوكلاف. بإعطاء درجة حرارة ومدة تعريض مناسبتين فإنه يتم تعطيل مفعول معظم الميكروبات بالتطهير الحراري الرطب (فمثلاً البكتيريا المنتجة للأبواغ تحتاج لدرجة حرارة 121 مئوية) لزيادة فاعلية التطهير يجب أن يتم تكسير أو طحن المواد الحادة. هذا الحل غير مناسب لمعالجة النفايات التشريحية والجثث الحيوانية، وهو غير فعال عند معالجة النفايات الكيماوية والدوائية.
خطورة المعالجة الحرارية الرطبة: ظروف العمل لها تأثير كبير على فاعلية التطهير.إذا لم يكن جهاز التقطيع على المستوى المطلوب فإن ذلك يقلل من الفاعلية.هذه الطريقة غير مناسبة لمعالجة النفايات التشريحية والدوائية والكيماوية وتلك التي لا تسمح بنفوذ البخار.

– المعالجة الإشعاعية بالموجات الدقيقة
عند درجة تردد 2450 ميغاهرتز، وطول موجة 12,24 سم فإن الموجات الدقيقة تقوم بإبادة معظم الميكروبات. تستطيع الموجات الدقيقة رفع درجة حرارة الماء الموجود داخل النفايات بسرعة، بينما يقوم الوصل الحراري بإبادة المواد المسببة للعدوى. يتم تقطيع النفايات أولاً ثم يتم ترطيبها لاحقاً، وتنقل إلى حجرة المعالجة الإشعاعية المزودة بسلسلة من مولدات الموجات الدقيقة؛ يستغرق الإشعاع حوالي ال20 دقيقة. بعد ذلك تُضغط النفايات في حاوية، ومن ثم يتم تفريغها في مجاري الصرف المحلية.
تستخدم إشعاعات الموجات القصيرة في العديد من البلدان، وإن شعبيتها آخذة بالإزدياد. لكن برغم ذلك فهي تتضمن تكاليف عالية، لهذا وبسبب مخاطر التشغيل ومشاكل الصيانة، فإنه ما زال لا يوصى بإستخدامها في البلدان النامية. إن حلول أخرى مماثلة تعمل بطول موجات مختلفة، أو باستخدام شعاع الكتروني هي قيد التطوير.
– خطورة المعالجة بإشعاعات الموجات القصيرة: تكاليف إستثمار وتشغيل عالية نسبياً.هنالك مخاطر في التشغيل والصيانة.لا يمكن معالجة المعادن بها.قبولها العالمي يتضائل بسبب المخاطر الكامنة في الإشعاعات.

– ردم النفايات
المخاطر في إلقاء النفايات المعدية يعتبر ردم النفايات طريقة مقبولة عندما لا تكون هناك طريقة لمعالجة النفايات قبل التخلص منها. فمثلاً إذا تراكمت النفايات في المستشفيات تكون هنالك مخاطر أكبر لإنتشار العدوى مما قد يحصل في حالة ردم تلك النفايات بشكل حذر في مطامر النفايات. إن الإعتراضات على هذه الطريقة هي عادة دينية أو ثقافية، أو قد تكون مبنية على خطر متوقع بتسرب مسببات العدوى إلى الجو أو التربة أو الماء أو الأخطار التي قد تنجم عن وصول جرافات القمامة إلى هذه النفايات. نظراً لعدم إمكانية تنظيم النفايات الملقاة في مرامي النفايات المفتوحة وتبعثرها، قد تحدث مشاكل تلوث جدية وحرائق وإزدياد في خطر انتشار الأمراض، أو عبور للناس أو الحيوانات الباحثة في القمامة. يجب عدم إلقاء النفايات الطبية بتاتاً في مكبات القمامة المفتوحة أو بالقرب منها. إن المخاطر الناجمة عن وجود أناس أو حيوانات على تماس مع مسببات الأمراض الفعالة تتعزز بأخطار نقل العدوى لاحقاً بطرق مباشرة كالجروح والإستنشاق والأكل، أو غير مباشرة عبر الكائنات المضيفة أو السلسلة الغذائية.تعتبر مطامر النفايات الصحية أفضل من المكبات المفتوحة على الأقل من النواحي الأربعة التالية: تكون النفايات فيها معزولة جيولوجياً عن البيئة. الشروط الهندسية لقبول النفايات تكون مستوفاة. تدار العمليات من قبل موظفين متواجدين في الموقع. رمي النفايات يكون منظم، ويتم تغطيتها كل يوم. إن التخلص من بعض أنواع النفايات الطبية (كتلك الناقلة للعدوى، والنفايات الدوائية بكميات صغيرة) بهذه الطريقة يكون مقبولاً. مطامر النفايات الصحية تمنع تلوث التربة، والمياه السطحية، والمياه الجوفية، كما وإنها تحد من تلوث الهواء والروائح والتماس المباشر للإنسان مع الفضلات.

– التثبيت
عملية تثبيت النفايات هي عملية تقلل من خطر إنتشار المواد السامة إلى المياه السطحية أو الجوفية عن طريق خلط النفايات مع الإسمنت ومواد أخرى قبل التخلص منها. يعتبر هذا الحل مناسباً في حالات الأدوية ورماد الإحتراق الحاوي على نسبة معادن عالية (هذه العملية تعرف أيضاً بالإستقرار).بالنسبة للنفايات الدوائية يتم أولاً إزالة مواد التغليف، ومن ثم تطحن الأدوية. يتم بعدها إضافة خليط من الماء والكلس والإسمنت وبذلك تنتج كتلة متجانسة. تُصب هذه الكتلة على شكل مكعبات (بحجم متر مكعب مثلاً) أو أقراص، ومن ثم تنقل من منشأة المعالجة إلى موقع التخزين. يمكن أيضاً نقل الخليط الذي يحوي النفايات الخاملة إلى مكب نفايات وهناك يتم صبه في المجاري البلدية. إن عملية التثبيت غير مكلفة نسبياً ولا تحتاج إلى تقنية متطورة بالضرورة، فالآلات الأساسية هي عبارة عن طاحنة أو مدحلة طرقات لتفتيت المواد الدوائية، إسمنت وكلس وماء لعمل الخليط، وآلة خلط إسمنت لخلط النفايات مع خليط الإسمنت.