Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر January 4, 2018
A A A
باولينيو مكسب لبرشلونة
الكاتب: حسن زين الدين - الأخبار

رغم أنه وصل إلى برشلونة وسط الانتقادات، وبدأ على مقعد البدلاء، إلا أن البرازيلي باولينيو استطاع أن يُثبت وجوده لاحقاً ويصبح من اللاعبين المؤثّرين في تشكيلة إرنستو فالفيردي. أدوار عدة يقوم بها البرازيلي ويؤدّيها بكفاءة.

صحيح أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بأهدافه الـ 15 التي يتصدر بها ترتيب الهدافين في “الليغا” ومن بعده الحارس الألماني مارك – أندريه تير شتيغن أخذا الكمّ الأوفر من الإطراءات لدورهما الأساسي في تصدر برشلونة لترتيب الدوري الإسباني، إلا أن هذا لا يمنع من أن لاعباً آخر يستحق التوقف عنده وقد أدّى دوراً مؤثراً مع “البرسا”، رغم أنه لم يمض سوى أشهر قليلة على قدومه إلى ملعب “كامب نو” ألا وهو البرازيلي باولينيو، لا بل يمكن القول إن ما قدّمه باولينيو في خلال هذه الفترة فاق كل التوقعات.

إذ كما هو معلوم، فإن وصول باولينيو إلى برشلونة ترافق مع انتقادات حتى من الكاتالونيين إزاء التعاقد بمبلغ 40 مليون يورو مع لاعب يبلغ 29 عاماً وقد ترك الملاعب الأوروبية قبل عامين إلى الصين في وقت رأى فيه البعض أن أسلوبه لا يتناسب مع طريقة لعب “البرسا” الذي يحتاج إلى لاعب مهاري في وسط الملعب أكثر من لاعب يعتمد بالدرجة الأولى على قوته البدنية، وخصوصاً أن الجماهير الكاتالونية كانت لا تزال تحت وقع خيبة رحيل البرازيلي الآخر النجم نيمار إلى باريس سان جيرمان الفرنسي وكانت تتطلع إلى تعاقد مع لاعب على شاكلته. وحده النجم السابق لبرشلونة شافي هرنانديز كان له رأي مختلف في اللاعب البرازيلي عندما قال: “لقد لعبت ضده (باولينيو) في كأس القارات وقد لفت انتباهي أنا وإينييستا. إنه قوي. لو أن ريال مدريد ضمه لما كانت كل تلك الانتقادات”.

لم يكتف باولينيو بدوره الدفاعي، بل قدّم الإضافة هجومياً

وفعلاً، فإن باولينيو واجه صعوبات منذ انطلاق مشواره مع “البلاوغرانا”، إذ إن مدربه إرنستو فالفيردي أجلسه على مقعد البدلاء، غير أن كل شيء تبدّل بمجرّد أن عاد ومنحه الفرصة ليبرهن البرازيلي عن جدارته باللعب لبرشلونة، حيث راح مستواه يتطور مباراة تلو أخرى مثبتاً أنه من أفضل التعاقدات التي شهدها “الليغا” في الصيف الماضي.

الإضافة التي قدّمها باولينيو لبرشلونة كانت كبيرة، إذ إنه أوجد التوازن في خط وسط الفريق بحيث لم يكتف بأداء مهمة التغطية الدفاعية وقطع الكرات إلى جانب سيرجيو بوسكيتس، بل إن تأثيره كان واضحاً في الجانب الهجومي للكاتالوني حيث أوجد البرازيلي حلولاً إضافية كان يحتاج إليها الفريق وتنطلق من وسط الملعب، وخصوصاً في ظل الإصابة المبكرة للقادم الجديد الآخر الفرنسي عثمان ديمبيلي الذي كان يعوّل عليه “البرسا” كثيراً لتعويض نيمار، بالإضافة إلى أن جيرار ديوليفيو لم ينجح في المهمة. يكفي القول إن باولينيو سجل 6 أهداف حتى الآن في “الليغا” للتأكد من ذلك، وهو رغم مركزه في وسط الملعب يُعدّ حالياً الهداف الثالث في “البرسا” وراء ميسي والأوروغوياني لويس سواريز (10 أهداف)، وللمفارقة فإنه سجل وحده ما سجله كل من نجمي الغريم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو (4 أهداف) والفرنسي كريم بنزيما (هدفان)، فضلاً عن أنه يجيد التسجيل عبر التسديد والمتابعة للكرات الرئيسية، أضف إلى أنه أظهر براعة في صناعة اللعب.

الأهم من ذلك هو التناغم الذي أوجده باولينيو مع خط هجوم الفريق، وتحديداً ميسي الذي بات يستند إليه في كثير من الهجمات كما في هدفه في مرمى إيبار على سبيل المثال عندما انطلق البرازيلي مع الأرجنتيني وتبادلا الكرة ليسددها ميسي في الشباك.

على أن المباراة التي أثبتت مدى الأهمية التي بات يحظى بها باولينيو في تشكيلة “البرسا” كانت في “الكلاسيكو” أمام ريال مدريد، حيث قدّم عطاء كبيراً في منتصف الملعب وكاد أن يسجل في مناسبتين من تسديدة وكرة رأسية، كما تسبب بركلة الجزاء التي سجلها ميسي.

باولينيو في “البرسا” هو استمرار لقصص النجاح التي سبق أن حققها نجوم كبار برازيليون في “كامب نو” أمثال روماريو ورونالدو وريفالدو ورونالدينيو ونيمار. صحيح أن باولينيو لا يوازي هؤلاء بالنجومية والشهرة، لكن يكفيه أنه يحمل اسم البرازيل الآن بأفضل ما يمكن في برشلونة.
*

باولينيو هو الهدّاف الثالث في برشلونة حالياً