Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر May 22, 2017
A A A
العقوبات تفرض مواكبة لبنانية دائمة في واشنطن
الكاتب: هيام عيد - الديار

في الوقت الذي يستعد فيه الوفد النيابي اللبناني لاطلاق تحركاته مع المسؤولين في الادارة الاميركية في واشنطن من خلال لقاءات مقررة اليوم وبعد تأجيل ليومين، كشفت مصادر ديبلوماسية ان لبنان يقف على عتبة مرحلة دقيقة من حيث وضعه المالي والاقتصادي ومن دون اغفال الوضع السياسي المأزوم أصلا بفعل الاستحقاق النيابي. وقالت ان مواعيد قد حددت للوفد اللبناني مع اعضاء في الكونغرس كما مع مسؤولين في وزارة الخزانة الاميركية، وذلك من اجل عرض وجهة النظر اللبنانية الرسمية من امكان توسع مروحة الشخصيات اللبنانية المشمولة بقرار العقوبات الصادر منذ ثلاث سنوات، والتأكيد بالتالي على انعكاسات مثل هذه الخطوة على مجمل المشهد السياسي والاقتصادي العام.

واوضحت هذه المصادرالديبلوماسية ان الوصول الى استنتاجات في الوقت الراهن قد يكون سابقا لاوانه وان كان التحرك النيابي ضروري وملح ، وعزت ذلك الى آليات العمل الاميركية والتي لا تأخذ بالاعتبار ردود الفعل اللبنانية على قرار العقوبات. وقالت  ان مواجهة التشدد المالي الاميركي تجاه الشخصيات اللبنانية الموضوعة في دائرة الاستهداف، يجب ان تتم من خلال متابعة ومواكبة ميدانيتين في العاصمة الاميركية عبر فريق عمل ديبلوماسي متخصص وتقتصر مهامه فقط على متابعة هذا الملف لدى كل الدوائر المعنية السياسية والمالية الاميركية.

وبحسب المصادر نفسها فانه من المبكر الحديث عن شمول العقوبات الاميركية، مقربين من حزب الله في الوقت الراهن موضحة ان التوسع في العقوبات يتم بشكل متدرج وذلك لتحقيق المزيد من الضغط على ايران بالدرجة الاولى عبر استهداف حزب الله في لبنان. واضافت ان هذا لا يعني ان التشدد الاميركي الى تراجع في المرحلة المقبلة بل على العكس فان الادارة الاميركية الجديدة تتبع نهجا جديدا مختلفا عن الادارة السابقة وتقارب الملف الايراني من زوايا مختلفة ومرتبطة بالاجندة الخارجية التي بدأت ترتسم معالمه الاولية في القمة الاميركية الاسلامية في الرياض.

في المقابل، اكدت المصادر ان الاساس في مواجهة هذا التشدد ينطلق من الموقف الرسمي اللبناني والذي يختلف ايضا اليوم عن كل المواقف السابقة حيث كان انقسام واضح تجاه اي عقوبات او ضغوطات تطال الحزب او حلفاء سياسيين له. كذلك فان التنسيق مشترك ما بين كل مكونات السلطة بالنسبة الى مقاربة العقوبات الاميركية وهو ما ادى الى مناخ جديد يسمح باطلاق اجراءات ديبلوماسية واسعة لبنانية لمواجهة قرار العقوبات في الكونغرس الاميركي، علما ان الهدف يجب ان يتركز على الحد من استمرار وتوسع قرار العقوبات الى اكثر من نحو مئة شخصية. واعتبرت ان الوصول الى هذا الهدف يتطلب استنفارا لبنانيا ديبلوماسيا مستمرا وليس ظرفيا كون المفاوضات الضاغطة ستؤدي حكما الى تعديل الموقف، خصوصا اذا ما عرض الديبلوماسيون اللبنانيون التحديات المرتقبة لمثل هذا التشدد الاميركي على الدولة اللبنانية وليس فقط على حزب الله. وخلصت المصادر الى انه من المبكر الدخول في اية توقعات حول شمول العقوبات الاميركية ضد حزب الله شخصيات سياسية واقتصادية ومالية على تماس مع الحزب من حيث العلاقات السياسية او التعاطف والتضامن وذلك بانتظار اتضاح صورة ونتائج الحدث الاميركي في السعودية.