Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 15, 2017
A A A
وفي مثل هذا اليوم من كل سنة يفيض النور
الكاتب: موقع المرده

يحتفل المسيحيون اليوم بسبت النور، ويعود سبب التسمية لقيامة المسيح، فبقيامته يفيض النور في القلوب بعد ظلمة موته، ومع فيضان النور تحدث اعجوبة سنوية في كنيسة القيامة المقدسة في مدينة القدس ، حيث ينبثق النور المقدس من قبر السيد المسيح.
و ينتظر المؤمنون انبثاقَ النور وتزدحم كنيسةُ القيامةُ يومَ سبت النور بالمؤمنين من كافة الجنسيات، بالإضافة إلى المسيحيين العرب القاطنين في الأراضي المقدسة. حيث يقوم بطريركُ الروم الأرثوذكس ومعه رئيسُ أساقفةِ الأرمن بمسيرة كبيرة ومعهم كثير من رجال الدين من كل أنحاء العالم بترديد الترانيم والأناشيد، ويطوفون ثلاث مراتٍ حول الكنيسة، ثم يأتي بطريرك أورشليم ورئيسُ أساقفةِ الأرثوذكس ليقومَ بقراءة صلاةٍ معينة، ويبدأ بعدها بخلع ملابسه، ويدخلُ القبرَ وحدَه، والذي يُعتقد بأنه قبرُ السيد المسيح. وكلُّ هذا بعد أن يتمَ فحصُ البطريرك جيدًا قبل الدخول من قبل السلطات الإسرائيلية للتأكد من انه لا يحمل مادةً أو وسيلةً لإشعال النار، كما يتم فحصُ القبرِ أيضًا.
يقوم البطريرك بالصلاة بحرارة حتى انبعاث النور من القبر، وبه يضيءُ شموعَ الكنيسةِ والمصلين. ثم تُنقلُ الشعلةُ المقدسة إلى عدة بلدان منها روسيا واليونان ولبنان.
وفي وصف دقيق للبطريرك الأرثوذكسي ذيذوروس عما يحصلُ داخل القبر يومَ سبتِ النور فيقول: “اركع امام الحجر الذي وُضع عليه جسدُ المسيح الطاهر وأواصل الصلاةَ بخوف وتقوى، وهي صلاة كانت وما تزال تتلى إلى الآن، وعندها تحدثُ اعجوبةُ انبثاقِ النورِ المقدس أو فيض النور كما يُسمّى من داخل الحجر المقدس. ويكون هذا النورُ المقدس باللون الازرق ومن ثَمّ يتغيرُ الى عدة الوان، وهذا ما لا يمكن تفسيرُه في حدود العلم البشري، لأنَّ انبثاقَه يكون مثلَ خروجِ الغيم من البحيرة، ويظهر وكأنه غيمةٌ رطبة ولكنه نور مقدس.
إن اولَ كتابةٍ عن انبثاق النور المقدس في كنيسة القيامة ظهرت في اوائل القرن الرابع، عندما ذكر القديسان يوحنا الدمشقي وغريغوريوس النيصي في كتاباتهما أن الرسولَ بطرس هو أولُ من رأى النورَ المقدس في السنة 34 ميلادية.