Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر January 13, 2025
A A A
طبخة خارجيّة تنهي اليوم المعضلة الحكوميّة بعد وصول إسم قاطن السراي ليلاً !
الكاتب: صونيا رزق

كتبت صونيا رزق في “الديار”

كثرت الاجتماعات والاتصالات المكثفة خلال “الويك أند” على خطي فريقي النزاع، لإختيار المرشحين الى الرئاسة الثالثة، والتوافق على الإسم المناسب لكل فريق، فكانت تلك اللقاءات إختباراً لحل المعضلة الحكومية، وعدم تفاقم الخلافات على غرار ما كان يحدث في العهود السابقة، خلال مهمتيّ التكليف والتأليف الحكومي.

 

 

انطلاقاً من هنا، تبرز المخاوف من عودة التناحرات وإستمرار الانقسامات والفراغ في المركز الثالث، لكن ومع وجود الموفدين والسفراء خصوصاً السفير السعودي، الذي يحمل إسم رئيس الحكومة المرتقبة، فكل شيء يوحي ببروز الاسم بصورة رسمية في نهاية هذا اليوم بعد وصوله ليل امس الى المعنيين، على ان تبدأ مشاورات الكتل النيابية غداً وتستمر ليومين، لكن تبقى الهواجس من الخلاف على الحقائب الدسمة وتمسّك البعض بها، لانها تعتبر من ضمن الحصص، فيما يبقى الحل بالمداورة منعاً لعودة الاشتباك السياسي كما تجري العادة مع كل تشكيلة حكومية.

مصادر سياسية متابعة للاستشارات التي يقوم بها اليوم الرئيس جوزف عون، تعتبر انها ستمرّ بهدوء، لانّ الطبخة السعودية جاهزة وكلمة السر النهائية وُزعت يوم أمس، وسوف تسير وفق مقولة ” لا غالب ولا مغلوب”، إنطلاقاً من انّ المعارضة ربحت الرئاسة وقوى الممانعة ستربح رئاسة الحكومة، لانّ الاتجاه سائر نحو نجيب ميقاتي، الذي يحظى برضى الثنائي الشيعي وكتلة “الاعتدال الوطني” وبعض المستقلين، وقد تطرأ مفاجآت من بعض النواب المؤيدين له ضد منافسه فؤاد مخزومي، الذي إختارته المعارضة كمرشح غير إستفزازي وفق توصية عربية، منعاً لعودة الاشتباكات السياسية خلال كل إستحقاق بين الفريقين، مما يعني انّ حظوظ الاسماء التي توضع ضمن خانة الصقور غير محظية ومرفوضة في الداخل، لانّ الثنائي الشيعي لن يوافق عليها، وبالتالي فمنعاً لعودة المشاهد القاتمة، فالافضل مراعاة الاوضاع والتوافق على إسم مقبول من اغلبية الاطراف.

ولا شك في انّ هذا الاستحقاق يشكل المهمة الاولى والاصعب للعهد الجديد، تقول المصادر، لذا سيمرّ من دون معارك سياسية وردود فعل وفق المصادر المذكورة، لانّ العودة الى أجواء العهود السابقة التي كانت تشهد خلافات لا تنتهي، تستمر شهوراً عدة وأحياناً سنوات قد ولّت، والمطلوب ان تنسجم الاجواء اليوم مع خطاب القسم الذي أطلقه رئيس الجمهورية، والذي ينادي بضرورة الحوار والتوافق من اجل خلق وطن جديد، بهدف إستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي، وعودة اهتمامهما بلبنان وإعادة إعماره، والى ما هنالك من تقديم مساعدات تصبّ في خانة الاصلاحات.

الى ذلك ووفق المعطيات السياسية النهائية التي ظهرت مساء امس، فالاتجاه يسير نحو إعادة تكليف ميقاتي بتشكيل حكومة انتقالية، نظراً لعدم بُعد موعد الانتخابات النيابية في ايار 2026، لذا فقد اُعطي الضوء الاخضر الخارجي بعد التفاهم المسبق مع الثنائي الشيعي، على إبقاء ميقاتي في السراي الحكومي، كشرط لإنتخاب الرئيس عون، وهو قرار متخذ مسبقاً ، من دون ان تنفي المصادر التوافق على المضمون الوزاري، لان المرحلة دقيقة جداً وتستدعي عدم الوقوع في المحظور، وكل هذا إتخذ بعين الاعتبار من قبل الخارج ، الذي يعرف طبيعة لبنان السياسية التي تقع سريعاً في المطبّات تحت عناوين طائفية.

في غضون ذلك سيشكل “اللقاء الديموقراطي” بيضة القبّان كما في أكثرية مواقفه، لكن لم يقرّر تسمية أحد لرئاسة الحكومة حتى ساعات المساء، بإنتظار اجتماعه اليوم الاثنين برئاسة الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، على الرغم من انّ أوساطه كانت قد اعلنت نهار أمس انه يميل الى دعم ميقاتي، اما “التيار الوطني الحر” فيدرس موقفه بتأن وهدوء كي لا يقع في الاخطاء كما تقول مصادره، مع إمكانية ان تتجه اصواته نحو ميقاتي لتسجّل مفاجأة مدوية، بعد سنوات من العلاقات السلبية التي سادت خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون.

في السياق ووفق المصادر، فوصول ميقاتي الى السراي من جديد سيترافق مع قرابة الثمانين صوتاً، في حال صوّت له نواب “اللقاء الديموقراطي” و” التيار العوني” ، مع الامل بأن يمرّ التشكيل الوزاري لاحقاً من دون اي تناحر، وألا يترافق مع عاصفة من الخلافات على الحقائب الوزارية.