Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر February 28, 2021
A A A
لقاح بجرعة واحدة يعزز الآمال في تسريع حملات التطعيم
الكاتب: شوقي الريس - الشرق الأوسط

قالت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، في بيان، إنها ستعمل سريعاً على إصدار ترخيص للاستخدام الطارئ للقاح «جونسون آند جونسون»، ذي الجرعة الواحدة المضاد لـ«كوفيد – 19»، وذلك بعد اجتماع للجنة الاستشارية أجازت فيه اللقاح. وقالت الشركة المنتجة للقاح إن اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية صوتت بالإجماع لصالح التوصية بترخيص استخدام لقاح «كوفيد – 19» الذي طورته شركات الأدوية «يانسن» التابعة لـ«جونسون آند جونسون»، للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فأكثر.

ومن المفترض بعد مرور أكثر من عام على ظهور جائحة «كورونا»، والموافقة على استخدام ما لا يقل عن 7 لقاحات حتى الآن، تصل فاعلية البعض منها إلى 94 في المائة، ألا يكون نزول لقاح جديد إلى الأسواق خبراً بارزاً يستدعي كل الاهتمام الذي أبدته السلطات الصحية الأميركية والأوروبية لنتائج التجارب النهائية التي أجريت على اللقاح الذي من المتوقع أن توافق أيضاً الوكالة الأوروبية على استخدامه في 11 مارس (آذار) بعد الموافقة عليه في الولايات المتحدة.

وأعرب المسؤولون عن إدارة الأزمة الصحية في المفوضية الأوروبية عن ارتياحهم الكبير لهذا الخبر، خصوصاً أن المزية الرئيسية لهذا اللقاح أن تناوله يحتاج لجرعة واحدة فقط، ما يمهد الطريق أخيراً لتسريع حملات التلقيح التي لم تتجاوز حتى الآن 2.3 في المائة من مجموع سكان الاتحاد الأوروبي، علماً بأن الخطة التي وضعتها المفوضية تهدف إلى تلقيح 70 في المائة من السكان البالغين قبل نهاية الصيف المقبل.

ويعتمد هذا اللقاح الجديد تقنية اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد وتنتجه شركة «أسترازينيكا»، أي أنه يستخدم خزعة من الحمض النووي تدخل إلى الخلايا لإنتاج المواد البروتينية التي تنذر جهاز المناعة لمواجهة الفيروس.

وتفيد بيانات الشركة التي وافقت عليها يوم الخميس الفائت مجموعة من الخبراء الأميركيين المستقلين قبل إحالتها للهيئة الناظمة للأدوية واللقاحات، أن التجارب السريرية التي أجريت على هذا اللقاح شملت 40 ألف متطوع في عدة بلدان، وأن فاعليته الإجمالية بلغت 66.9 في المائة، وأنه يحول دون حدوث إصابات حادة أو خطرة بنسبة 85 في المائة. وأفادت بأنه بعد 28 يوماً على تناول اللقاح لم يخضع أي من المتطوعين لعلاج في المستشفى، ما يعني أن فاعليته في منع الوفيات تبلغ 100 في المائة.

ويقول الخبير في العلوم المناعية ماركو بوفيه، الذي شارك في التجارب الأولية، إن ما يميز هذا اللقاح أيضاً هو أنه قد جُرب على عدد كبير من المسنين، وأظهر فاعلية عالية ومن غير آثار جانبية تذكر، ويضيف: «تولد الحقنة بهذا اللقاح استجابة سريعة لجهاز المناعة بشحنة كبيرة من خلايا (Th1) وهي الأقدر على مكافحة الفيروسات، لكنه لا يولد الخلايا من نوع (Th2) التي غالباً ما تسبب مضاعفات تنفسية حادة».

ومن نقاط الضعف في هذا اللقاح أن فاعليته ليست عالية في مواجهة السلالة الفيروسية التي ظهرت في جنوب أفريقيا، حيث أفادت الشركة بأن التجارب السريرية التي أجريت في هذا البلد أظهرت فاعلية بنسبة ٥٧ في المائة. لكنها أضافت أن الذين تناولوا هذا اللقاح في جنوب أفريقيا، كما في البرازيل حيث ظهرت سلالة أخرى خطرة أيضاً، لم يحتاجوا للعلاج في المستشفى بنسبة 85 في المائة.

ويقول خبير الفيروسات هانز جوهانسن، الذي أشرف على تنسيق المرحلة الثانية من التجارب لتطوير هذا اللقاح، إن استخدام لقاح لا يحتاج سوى لجرعة واحدة يكتسي أهمية حاسمة في هذا الظرف، وأضاف أن النتائج الأولية أظهرت أنه يحد من الإصابات الجديدة التي تظهر عليها عوارض، لكن هذا النوع من النتائج ما زال يحتاج لمزيد من الوقت والدراسات بالنسبة لجميع اللقاحات المستخدمة حتى الآن.

وتفيد بيانات الشركة بأن 34 في المائة من المتطوعين الذين جربوا هذا اللقاح يتجاوزون الستين من العمر، ما يعني أنه يمكن استخدامه لجميع الفئات العمرية، فضلاً عن أنه يمكن تخزينه في الثلاجات العادية، مثل لقاح «أسترازينيكا»، لكن بعكس لقاحي «فايزر» و«مودرنا» اللذين يحتاجان لدرجة حرارة منخفضة جداً. أما عن الكميات التي ستكون متوفرة من هذا اللقاح فقد أعلن نائب رئيس الشركة ريتشارد نيتلز في إحاطة أمام الكونغريس الأميركي أن 20 مليون جرعة من اللقاح ستكون جاهزة للولايات المتحدة أواخر الشهر المقبل، ومائة مليون أخرى بحلول الصيف، ليصل مجموع الإنتاج في نهاية العام الحالي إلى مليار جرعة. وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت أمس أن العقد الموقع مع هذه الشركة ينص على شراء 400 مليون جرعة من اللقاح.

وكان نيتلز قد أوضح أن إنتاج هذا اللقاح عملية معقدة تحتاج لأكثر من ثلاثة أشهر كونها تعتمد على خلايا حية تخضع للتعقيم خلال فترة لا تقل عن شهرين، ثم تُنقل في ظروف دقيقة جداً من المختبرات إلى المصانع الموزعة في 15 بلداً. وكشف نيتلز أيضاً أن الشركة تنوي تحديد سعر موحد لهذا اللقاح في جميع أنحاء العالم ومن غير تحقيق أرباح.