Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر April 30, 2024
A A A
عصير لا شيءَ يُضاهيه في تخفيف الاضطرابات الهضمية

لاحظ فريق من الباحثين الأميركيين تحسّناً ملحوظاً في أعراض مرض التهاب الأمعاء لدى الفئران التي استهلكت عصير نبات واحد، لا شيءَ يُضاهيه في تخفيف الاضطرابات الهضمية.

تتميز الأمراض الالتهابية المعوية المزمنة بالتهاب مزمن في الجهاز الهضميّ. وتشمل الأعراض الرئيسية آلام البطن الحادّة، فقدان الوزن وفقر الدم والإسهال. وفي حال أُهمل علاجها يمكن أن تزيد من خطر الوفاة.

في الإطار، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Molecular Sciences بقيادة الباحثة ساتيانارايانا راشاجاني قدرة عصير الملفوف الأحمر على تحسين صحّة الأمعاء وتخفيف أعراض مرض التهاب الأمعاء عند الفئران.

تُظر الدراسة أن هذا العصير يُغيّر تكوين الكائنات الحيّة الدقيقة في الأمعاء عن طريق زيادة وفرة البكتيريا الجيّدة، الأمر الذي يؤدّي إلى زيادة إنتاج الأحماض الدهنية القصيرة وغيرها من المركّبات الأيضيّة المستمدّة من البكتيريا التي تُحسّن الالتهاب.

هذه التغييرات في الكائنات الحيّة الدقيقة في الأمعاء مرتبطة بتحسّن وظيفة الحاجز المعوي والقولون… مما يخفف في النهاية من الضرر الناتج عن التهاب القولون، وفق ما نشر موقع Topsante.

تأثير مضادّ للالتهاب

تستخدم الفئران على نطاق واسع في دراسة مرض التهاب الأمعاء (IBD)، لأن التهاب القولون لديها يُشبه إلى حدّ كبير التهاب القولون التقرّحي لدى الإنسان. وبالتالي، توفّر هذه النتائج مؤشرات قيّمة حول فوائد عصير الكرنب الأحمر ( الملفوف الأحمر) لدى البشر الذين يعانون من التهاب القولون وأعراض أخرى من مرض التهاب الأمعاء.

يحفّز عصير الملفوف الأحمر الخلايا التائية الناظمة بما ينعكس إيجاباً على التوازن المناعيّ المضاد للالتهاب، الذي ساهم في تقليل الالتهاب في القولون بشكل أكبر. كما يحتوي الملفوف الأحمر على كمية ممتازة من الألياف الغذائية، التي تُعتبر حليفاً جيّداً لصحّة الأمعاء.

يعتمد النهج الدوائيّ الرئيسي لعلاج مرض التهاب الأمعاء على استخدام الأجسام المضادة التي تهاجم الالتهاب. ومع ذلك، يجد معظم المرضى أن هذا العلاج يفقد فاعليته مع مرور الوقت. ولهذا السبب، يبحث الباحثون بشكل متزايد عن حلول تعالج الآلية الجزيئيّة في الأمعاء التي تسبّب مرض التهاب الأمعاء.

“تقدم هذه النتائج آفاقاً جديدة حول الآليات الكامنة وراء فاعلية علاج عصير الملفوف الأحمر في تحسين مرض التهاب الأمعاء”، وفق ما تأمل ساتيانارايانا راشاجاني. وتقول إن قدرته على تعديل الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء، وتنشيط المسارات المضادة للالتهابات، وتحسين تنظيم المناعة، تؤكّد إمكانياته كعامل علاجي قيمّ لمرض التهاب الأمعاء والاضطرابات الالتهابية ذات الصلة.