Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر January 22, 2024
A A A
بايدن لن يترك نتنياهو في حال نفّذ حرباً في الجنوب؟
الكاتب: رضوان عقيل - النهار

تتصاعد التهديدات المتتالية للبنان من اعضاء الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما من رئيسها بنيامين نتنياهو، الذي يبدو انه لن يتوقف عند حدود المجازر التي ينفّذها جيشه في قطاع غزة حيث لم يفلح حتى الآن بحسب اقتناعاته ومَن يسانده في تحقيق المطلوب امام مجتمعه بعد الاخفاقات التي وقع فيها. واذا كانت الادارة الاميركية لا تريد توسيع الحرب الى الجنوب وكل لبنان، إلا انها في المقابل لن تترك نتنياهو أو تتخلى عنه في حال قرر الهجوم او تنفيذ ضربات عسكرية اكبر في الجنوب.

مصدر هذه المعلومات شخصية لبنانية ناشطة على تماس وتواصل مع جهات امنية وسياسية عربية وغربية عدة. وهي تؤكد ان واشنطن، وتحديدا الرئيس جو بايدن وادارته، سيستمران في دعم اسرائيل بغضّ النظر عن الاسم الذي يقود حكومتها او مؤسستها العسكرية. وسيركز الحزب الديموقراطي في حملته الرئاسية على أحداث غزة التي تحولت مادة رئيسية في الاستحقاق الرئاسي في ملعب الاميركيين.

وفي لحظة توجه كل الانظار الى ما سيقدِم عليه الجانب الاسرائيلي، تخلص جهات سياسية بناءً على اتصالات مفتوحة مع اكثر من عاصمة مؤثّرة الى النقاط الآتية التي جسّدتها وقائع الاحداث الاخيرة، من غزة الى ما يفعله الحوثيون في البحر الاحمر، مع التركيز على جنوب لبنان في ظل تكرار عمليات الاغتيال لكوادر في “حزب الله” وإقدام تل ابيب على اتباع “حرب امنية” وادخالها ضمن مواجهاتها العسكرية.

– ثبت لاسرائيل ولكل من يدعمها من الغربيين، ان الاولى غير قادرة على القضاء على حركة “حماس” التي رغم كل الخسائر المادية والبشرية التي تكبّدها ابناء غزة نجحت في تمتين جذورها في صفوف الفلسطينيين، علما ان اكثر من جهة غربية وعربية ترغب في إزاحتها من الوجود. وتبين ان الجيش الاسرائيلي ما كان ليتمكن مما قام به لولا الدعم الغربي المتواصل الذي يتلقاه وحضور بوارج حربية في البحر المتوسط بغية خلق حالة من الاطمئنان للمجتمع الاسرائيلي اولا وتوجيه رسالة تهديد وتحذير لكل المناوئين لها.

– استمرار اميركا في تأمين المساعدات العسكرية للجيش الاسرائيلي، فضلا عن دول غربية في مقدمها المانيا التي كانت العنصر الخارجي الاول في مدّ تل ابيب بأحدث طراز من المسيّرات والتكنولوجيا العسكرية التي تلعب دورا كبيرا في الميدان، وتستغله ضد مناوئيها في استهداف مجموعة لا بأس بها من كوادر كبيرة في محور الممانعة في الضاحية الجنوبية واغتيال القيادي في “حماس” صالح العاروري. وآخر هذه الضربات الموجهة الى طهران تمثلت في دمشق باغتيال عدد من كبار المستشارين في “الحرس الثوري الايراني”. والى التطور التكنولوجي العسكري لدى اسرائيل لا يخفى عامل تغلغل مجموعات من العملاء الناشطين على خط التعاون مع مخابرات اسرائيل ومدها بالمعلومات عن الارض في مختلف البلدات والمناطق التي ينتشر فيها جمهور “حزب الله” والجهات التي تلتقي معه.

– وامام ضغوط اسرائيل وتهديداتها للبنان على ضوء الكابوس الذي فرضه نزوح المستوطنين من مستوطناتهم في الشمال وانعكاس هذا الامر على الجنوب ومستقبل القرار 1701، ورداً على ضرورة اعلان لبنان تمسكه بهذا القرار، تقول شخصية واكبت تفاصيل ولادة هذا القرار في آب 2006 وشاركت في جلسة جمعتها مع شخصيات في عاصمة اوروبية في الايام الاخيرة، انه “اذا خرجت الحكومة الاسرائيلية واعلنت امام العالم انها تريد تطبيق الـ 1701 بكل مندرجاته، فسيلتزم لبنان عدم تخطي القرار والالتزام به”.

– بعد انشغال اللبنانيين بالزيارتين الاخيرتين لكبير المستشارين في البيت الابيض آموس هوكشتاين الى بيروت وبكل ما تردد عن مسألة تثبيت النقاط الحدودية المتنازع عليها في الجنوب مع اسرائيل، يظهر حتى الآن ان لا صحة لكل الحديث عن ان تل أبيب ستقدِم على الانسحاب أقله من مزارع شبعا اللبنانية المحتلة .

– تتوقف الدول الغربية المناوئة لـ “حزب الله” عند الدور الذي يلعبه الحزب الله في الجنوب من حيث المرونة التي يتمتع بها في جبه مخططات نتنياهو الحربية وعدم مجاراته في المقاربة التي يسلكها، وان من الاسلم عدم تقديم أي حجج له ليستند اليها ويهاجم جنوب لبنان تحت ذريعة اعادة المستوطنين الى الشمال وإبعاد وحدات الحزب المقاوِمة عن الحدود.

وثمة مسألة لم تهضمها ولم تتقبلها الدوائر الديبلوماسية والغربية، وهي مشاركة مجموعات من “حماس” وفصائل فلسطينية اخرى في اطلاق صواريخ في اتجاه اسرائيل، الامر الذي يستغله الجيش الاسرائيلي في عمليته العسكرية المفتوحة قبل ان ينتهي المطاف على طاولة المفاوضات حيث لا مواجهات عسكرية تستمر الى الابد.

وفي انتظار اليوم الحقيقي لوقف اطلاق النار، ومع انهماك اللبنانيين بتطورات غزة والجنوب، فهم لايزالون ينتظرون حدوث خرق في جدار انتخابات رئاسة الجمهورية التي لا يبدو، بحسب اكثر من معطى ديبلوماسي، ورغم كل ما يحكى عن اتصالات وتمكن “المجموعة الخماسية” من بلورة مخرج، انه سيؤدي الى انتخاب رئيس على وقْع الصدامات والمواجهات العسكرية والسياسية في لبنان والمنطقة.