Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر December 22, 2023
A A A
تصعيد إسرائيلي في الجنوب لا يُخيف حزب الله: احتمال الحرب لا يزال ضعيفاً
الكاتب: محمد علوش - الديار

 

 

منذ أيام قرر العدو الإسرائيلي التصعيد في ضرباته جنوباً، فبدأ باستهداف بعض المواقع ضمن بنك أهداف محدد مسبقاً، في قرى جنوب نهر الليطاني، ويُرسل رسائل من نار باتجاه المشيعين للشهداء في الجنوب، حيث تكرر أمس استهداف طائرة مسيرة اسرائيلية لمكان قريب من المشيعين، وكل ذلك على وقع استمرار الزيارات الرسمية للموفدين الدوليين الى لبنان، والحديث الاسرائيلي عن إعطاء الحكومة الاسرائيلية مهلة لواشنطن تمتد لأسابيع من أجل الوصول الى حل دبلوماسي للحرب مع لبنان.

حتى الساعة، يمكن الجزم بأن إحتمال الذهاب إلى حرب شاملة على الجبهة اللبنانية ضعيف جداً، نظراً إلى مجموعة من الأسباب التي تدفع القيادتين السياسية والعسكرية في الكيان الاسرائيلي إلى تجنب ذلك، منها الضغوط الأميركية والغربية بالإضافة إلى موازين القوى العسكرية مع “حزب الله”، من دون تجاهل أن الهدف الأساسي، بالنسبة إلى تل أبيب، هو معالجة الأزمة التي فرضتها عملية “طوفان الأقصى”، وبالتالي التركيز سيبقى على جبهة قطاع غزة، بالتزامن مع السعي إلى معالجة الواقع الجديد على حدودها الشمالية.

 

 

هذا الواقع، يدفع إلى السؤال عما إذا كان ذلك سيقود إلى مفاوضات غير مباشرة مع لبنان، خصوصاً أن إسرائيل تتحدث عن أنها راغبة في معالجة تهديد “حزب الله” عبر مسارين، الأول هو المسار الدبلوماسي أم الثاني فهو المسار العسكري، وهنا من الممكن القول إن التصعيد العسكري الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي، في المرحلة الحالية في الجنوب اللبناني، هدفه الأساسي الضغط على الحزب من أجل دفعه إلى التراجع، أو الرضوخ للتهديدات التي يطلقها بشكل يومي مسؤولون اسرائيليون، ويحملها الى لبنان موفدون دوليون، لكن في المقابل لا يزال حزب الله، حتى الآن، يصر على معادلة واضحة لا تقبل اللبس، وهي أن لا مفاوضات قبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة. واكثر من ذلك، فإن التصعيد العسكري الاسرائيلي يقابله تصعيد من حزب الله لناحية حجم الاهداف أو مكانها أو الاسلحة المستخدمة في الحرب.

منذ ساعات افادت القناة 12 الإسرائيلية، عن ان “إسرائيل تدرس وقفا طويلا لإطلاق النار من أجل إتاحة المجال أمام حركة حماس لجمع الاسرى”، وهذا الكلام بات يتكرر في أكثر من مكان عن أن التفاوض قائم لوقف طويل لإطلاق النار يكون مقدمة لإنهاء الحرب، ولكن السؤال هنا هل يكون وقف الحرب في غزة، بداية لحرب في لبنان، الجواب البديهي يكون بأن وقف الحرب على غزة سيعني وقف حزب الله لعملياته في لبنان، وهنا يجب مراقبة ما ستقوم به اسرائيل، فهل ستوقف ضرباتها على الجنوب اللبناني أم لا؟

بحال توقفت اسرائيل وهذا الخيار الأقرب للواقع كما حصل في الهدنة سابقاً، سيكون التفاوض بعيداً عن “الرسائل النارية”، وعندها يبدأ دور واشنطن ومساعيها لترسيم الحدود البرية، وبحال لم تتوقف العمليات الاسرائيلية فسنكون دون أدنى شكّ امام واقع جديد سيتعاطى معه حزب الله بطريقة مغايرة، وبالتالي فإن الأساس لقراءة المرحلة المقبلة هو وقف الحرب على غزة.