Beirut weather 19.65 ° C
تاريخ النشر November 21, 2023
A A A
عن أي استقلال؟…
الكاتب: أوديت همدر - موقع المرده

يصادف يوم غد عيد استقلال لبنان الا ان العيد سيمر من دون احتفال رسمي للسنة الثانية على التوالي بفعل عدم انتخاب رئيس للجمهورية الذي يرأس الاحتفال.
اولاً لنبدأ من كل فرد فينا ونسأل انفسنا.. هل نحن مستقلون فعلا؟
ان استقلالية كل فرد تعتمد على طباعه وشخصيته التي ترفض ان تكون تابعة بشكل كلي لأي شخص آخر ، من هنا نرى اختلافا كبيرا بين الاشخاص من هذه الناحية، ولكن مهما بدت الآراء او الممارسات مختلفة لا بد من التأكيد ان الاستقلالية وتنفس الحرية يجعلاننا نشعر بالارتياح والقوة وعدم التبعية مهما كلف الامر.
ثانيا لنوسع الدائرة قليلا ونجمع بعضنا البعض كأفراد تحت سماء وطن نال استقلاله في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني سنة ١٩٤٣ ، هذا الاستقلال الذي لم يبدو ولو ليوم واحد استقلالا فعليا في بلد اعتاد على التوترات والتجاذبات والمناكفات من اصغر الامور الى اكبرها وما التحديات والصعوبات التي نواجهها سوى دليل على اننا في وطن لم يشعر مواطنوه يوما باستقلاله فعليا.
عن اي استقلال نتكلم اليوم والوطن يتكل على الهبات والمساعدات الخارجية ليتمكن من الاستمرار ولوقف الانحدار او الوصول إلى الانهيار التام؟.
عن اي استقلال نتكلم ونحن بلا رئيس للجمهورية، الرئيس الذي لا ينتخب الا بتوافق دولي فيما يجب ان يكون انتخابه داخلي بامتياز كما حصل في عام ١٩٧٠ حيث فاز الرئيس سليمان فرنجيه بفارق صوت واحد سمي صوت الشعب.
عن اي استقلال نتحدث وكل الاستحقاقات التي تحتاج الى توافق داخلي ولكن لا نراها تنتج الا نتيجة التوافق الخارجي.
عن اي استقلال نتكلم والبلد يعج بالاستخبارات الدولية وتدخل السفراء في كل مفاصل استحقاقاته؟.
عن اي استقلال نتحدث بظل الانتهاكات الدائمة للعدو للسيادة اللبنانية والعدوان الذي يشنه الاحتلال على الجنوب اللبناني والذي يعتبر انتهاكا وتصعيدا خطيرا مع استمرار الاستفزازات واستهداف المدنيين والصحافيين.
ما هذا الاستقلال لوطن يزوره رؤساء دول ومسؤولون ودبلوماسيون لحل مشاكله والبحث عن حلول لمواضيع استحال ان يتفق عليها اللبنانيون، حيث باتت هذه الزيارات وكأنها زيارات لمريض يحتاج دعما معنويا وماديا ولكنه لا يريد التعافي.
ما هذا الاستقلال والهجرة تأكل شبابنا وشاباتنا الذين يسعون لنيل جنسيات اجنبية ضمانا لمستقبل خارج اراضي وطنهم!.
هل هذا هو الاستقلال الذي رغبنا فيه ونحتفل اليوم بذكراه الـ٨٠؟.
بالطبع كلا ورغم ان وطننا هو اغلى ما نملك ولكن عذرا منكم استقلالنا اليوم هو استقلال وهمي على الورق فقط في ظل ازمة لم نشهد مثيلاً لها منذ نيلنا الاستقلال، فالقرار اللبناني اليوم للأسف ليس لبنانيا، إنما يخضع للضغوط الإقليمية والدولية ولا سبيل لاستعادته إلا بوحدة ابناء الوطن والابتعاد عن الانقسامات عند كل استحقاق.