Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر November 19, 2023
A A A
وديعة الاميوني لموقع المرده: الديكتاتورية الرقمية تحد في عصر الثورة التكنولوجية ولها التأثير الاكبر في الحروب والصراعات
الكاتب: موقع المرده

في زمن الثورة التكنولوجية وعصر الانترنت وتأثير ذلك على الانسان والدول في ظل الصراعات المتكاثرة وفي ظل الحروب بين اكثر من دولة وازاء ما يحصل في فلسطين كان لموقع المرده حديث مع الاستاذة الجامعية والباحثة الاجتماعية البروفيسورة وديعة الاميوني

*ماذا عن الديكتاتوريّة الرقميّة في زمن فلسطين؟
– نعيش اليوم في عصر الثورة الصناعية الرابعة هذا ما اشارت اليه الاستاذة الجامعية والباحثة الاجتماعية البروفسورة وديعة الاميوني في حديث لموقع المرده، لافتة الى ان تكنولوجيا شبكات الاتصال تلعب دورًا جذريًّا في مفاصل الحياة تصل الى حد التلاعب بالمعايير والحقوق والاخلاقيّات الانسانيّة على المستوى العام او الخاص، وقد تكون الديكتاتوريّة الرقميّة في زمن الحروب والنزاعات الحاصلة اليوم في غزّة الفلسطينيّة أفضل مثال، خاصة في ما يطال قمع الحريات والمراقبة والتجسّس والخرق والسيطرة وتكميم الأفواه والتعتيم على الجرائم والتضليل والتلاعب بالمعلومات وفلترة الخوارزميات على المنصّات الرقميّة بهدف تعزيز السلطات القمعيّة أنظمتها الاستبداديّة المتسترة وراء الديموقراطيّة ومبادئ حقوق الانسان. فانحياز الاعلام الرقمي للدول المعادية للقضيّة الفلسطينيّة في ظل ما تشهده مدينة غزّة من ابادة ووحشيّة بدا واضحًا لمن يريد مقاربته، وليس ذلك سوى دليل صارخ على سيطرة السلطة القمعيّة للتكنولوجيا التي تروّج المحتوى الرقمي الذي يتناسب مع سياسات الدول التي تسيطر تقنيًّا على العالم وتستفيد من الحرب، ويستعطف الرأي العام العالمي تجاه الكيان الاسرائيلي المعتدي رغم ظلمه وخرقه للقوانين والميثاقيات الدوليّة، الى ان باتت السرديّة الصهيونيّة تعمل على كي الوعي الجماهيري وتحريف الحقائق ونشر الأخبار المزيّفة بهدف تضليل المجتمع الدولي عن حقيقة الانتهاكات وتبرير الأفعال الجرميّة بحق الشعب الفلسطيني. بل وصل الامر الى منع مستخدمي صفحات التواصل من النفاذ رقميًّا الى السرديّة الحقيقيّة للوقائع المؤلمة في قطاع غزّة، وعرقلة متابعة المواقع الالكترونيّة التي تنقل الاحداث الدمويّة وتبيّن قتل النساء والاطفال والمدنيين العزّل وتكشف عمليات الابادة والتدمير الشامل. ناهيك عن تتبّع الكيان الصهيوني للفلسطينيين من خلال برنامج تحديد الموقع الجغرافي GPS على الهواتف المحمولة لأجل قتلهم، وقطع خدمات الانترنت عمدًا بهدف عزل مناطق النزاع بشكل تام على مستوى التواصل الداخلي والخارجي، الى ان بدأت تعلو الاصوات المفخخة لاستخدام برنامج ستارلينك Star Link التابع لشركة SpaceX الذي يوفّر الانترنت والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، ويجمع وينقل المعلومات الاستخباراتيّة، في ظل تداعيات خطيرة لنظامه اهمها اختراق المعلومات والتجسّس.
هذا وطالبت اصوات اخرى باستخدام مشروع Phoenix الذي يُعنى بتشغيل وتجديد الأقمار الاصطناعيّة العسكريّة الخارجة عن الخدمة وزيادة قدرتها على تقديم الخدمات الاتصاليّة والاستخباراتيّة.

 

 

*هل هناك اختلاف بين مشروعي فونيكس وستارلينك؟
– الجدير ذكره انّ مشروع فونيكس يختلف عن نظيره ستارلينك الذي يأخذ بُعدًا تجاريًّا ويعمل على توفير خدمة الإنترنت، غير انّ كلاهما يلعبان دورًا في تعزيز قدرات الاتصال والمراقبة في سياق العمليات العسكريّة والنزاعات، مع امكانيّة التتبع والخرق.
وفي جميع الأحوال، تشكّل الديكتاتوريّة الرقميّة تحدّيًا كبيرًا في عصر الثورة التكنولوجيّة، وتؤثّر بشكل كبير على الحروب والصراعات، وقد تلعب دورًا في زيادة التوترات وتوجيه الرأي العام بشكل غير موضوعي من خلال السيطرة على المعلومات ونشر الأخبار الكاذبة، او التعتيم والتستّر على الدول التي تخترق القوانين والميثاقيّات والاتفاقات والمعاهدات، او تبرئة المجرم وتخوين البريء على المستوى السياسي العام.

 

 

*هل من وسيلة للتصدي لذلك؟
– بالفعل يُظهر هذا الواقع الحاجة الملحّة الى التصدّي للديكتاتوريّة الرقميّة وضمان حماية حقوق الإنسان وحرّيات التعبير واتخاذ الحكومات والمنظمات الدوليّة إجراءات فعّالة لمكافحة هذه الظاهرة وتعزيز الشفافيّة والعدالة والموضوعيّة في نقل الوقائع الميدانيّة والاخبار والسماح للكلمة الحرّة والحقّة ان توصل صوتها. واذا ما عدنا الى حرب غزة الفلسطينيّة، نقول بكلمة مختصرة أنّ التأثيرات السلبيّة للديكتاتوريّة الرقميّة أصبحت أكثر بروزًا في ظل استخدام نُظم حكم التكنولوجيا ووسائل الإعلام والتواصل للسيطرة على المعلومات والمجتمعات بطرق استبداديّة ومنحازة ومجحفة. وفي هذا السياق، يمكننا النظر بتمعّن في دور هذه الديكتاتوريّات الرقميّة في إشعال الحروب وتصاعد التوترات الدوليّة وعدم تحقيق العدالة بين الشعوب الظالمة والمظلومة.

 

 

*هل نفهم مما تتقدم ان كل من يستخدم الشبكة العنكبوتية عرضة للتجسّس سواء الدول والافراد؟
– نعم، الأفراد والدول على حد سواء قد يكونون عرضة للتجسس عبر الإنترنت، خاصةً في زمن الصراعات والحروب حيث يزداد التركيز على جمع المعلومات والمراقبة، وتستخدم الدول والجهات الفاعلة تقنيات التجسس الالكتروني لجمع المعلومات بهدف الحصول على مزايا استخباراتيّة واستراتيجيّة عسكريّة. ونقول في هذا الصدد انّ الاحتياطات الأمنيّة وتوفير بنك معلومات جانبي لتخزين وحفظ الداتا واستخدام أدوات الحماية الرقميّة، هو ضرورة لاجل الحد من خطر التعرض للتجسس والخرق والسرقة على المستوى الفردي او العام.