Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر October 20, 2023
A A A
حكومة ميقاتي في مواجهة المتغيّرات والتحدّيات
الكاتب: ابتسام شديد - الديار

 

 

لا احد قادر بعد على استشراف ومعرفة اتجاهات الحرب المقبلة على غزة، او المسار الذي ستسلكه المواجهة العسكرية القائمة في غزة او الجبهة اللبنانية، حتى مَن هم في قلب المعركة والمعنيين مباشرة بالأحداث، تخلّوا عن التوقعات وسلّموا الدفة لما سيحصل في الميدان، إلا ان احتمال وقوع حرب كبرى او توسع دائرة الإشتباك قائم بقوة، ودفع كل القوى السياسية والأطراف للتحضر لوجستيا للأسوأ، ويشمل ذلك حكومة تصريف الأعمال المرتبكة ازاء ما يحصل، بعد ان فاجأتها الحرب التي اقتربت كثيرا من الساحة اللبنانية.

وما يربك نجيب ميقاتي ان حكومته بالأساس متهاوية، يقاطعها فريق وزاري يجعل اجتماعاتها متعثرة لاتخاذ اي موقف ازاء اي ملف، فيما إمكاناتها المالية سيئة ولا تخولها دفع رواتب قطاع عام، الى جانب ذلك فان الوضع السياسي والاقتصادي المأزوم والتهديد بالحرب يترافقان مع انحلال الدولة، فيما رئاسة الجمهورية معطلة والانقسامات اللبنانية كبيرة.

 

 

 

ومع تسليم الجميع ان حكومة تصريف الأعمال لا تمر بأفضل ظروفها، وان طبيعة تكوينها الضعيفة تجعلها غير قادرة على التأثير في مجرى الأحداث، إلا ان ذلك لم يوقف حركة ميقاتي لمواجهة التحديات، ومن اجل تثبيت الوجود وتأكيد الدور الحكومي في التعاطي مع الحرب ان حصلت.

وعليه تقول مصادر وزارية ان تحرك ميقاتي يتوزع في عدة اتجاهات: اولا من الناحية الديبلوماسية يحاول من خلال الاتصالات واللقاءات مع السفراء وممثلي الدول، الحصول على تطمينات خارجية لتحييد لبنان عن حرب حماس و”إسرائيل” من خلال تفعيل ديبلوماسية الكواليس على اكثر من محور، لتفادي الانزلاق أكثر الى الحرب الكبرى. ثانيا ميدانيا، تحاول حكومة تصريف الاعمال وضع خطة طوارىء بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ولجنة إدارة الكوارث.

ومع ذلك، تضيف المصادر كانت لافتا دعوة ميقاتي لانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جديدة جامعة، بموازاة تشكيل حكومة” حرب” في “إسرائيل” الذي يعتبر عاملا ضروريا وملحا، خصوصا ان الحكومة الحالية ليست قادرة على مواكبة التطورات وتداعيات دخول لبنان في اي حرب. واشارت المصادر الى انه في غياب رئيس للجمهورية تبدو “الأحمال” والأوزان ثقيلة على حكومة تصريف أعمال مشلولة القوى، وغير متجانسة من اساس تأليفها، وتعصف بها الخلافات والانقسامات.

واكدت المصادر نفسها ان جزءا اساسيا من إتصالات ميقاتي تقوم على تأمين التضامن الداخلي ووحدة الساحات داخل حكومته لمواجهة الآتي من الأيام، وفي هذا الاطار تأتي لقاءاته لتوفير الوحدة والتضامن اللبناني وانفتاحه على كل الأطراف. ويرى ميقاتي ان الظروف اليوم مختلفة تماما عن العام ٢٠٠٦ في ظل الانهيار الداخلي وتدهور الأوضاع لبنانيا، فلبنان يمر بأصعب المراحل المالية والاقتصادية، في ظل معاناة واضحة لتأمين صرف رواتب القطاع العام ووسط الانهيار في قطاعات الدولة.