Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر October 14, 2023
A A A
هل ستكون “جيرالد فورد” بأمان؟…
الكاتب: مرسال الترس - الجريدة

على مقولة “أن التاريخ يعيد نفسه”، عادت الذاكرة باللبنانيين سنوات وعقوداً إلى الوراء، عندما سمعوا بنبأ من واشنطن يقول بأن الولايات المتحدة الأميركية أرسلت حاملة الطائرات الأحدث لديها “جيرالد فورد” إلى قبالة شواطئ الكيان “الإسرائيلي” لدعمه، إزاء ما أحدثته عملية “طوفان الأقصى” من صدمة في منظومة الحكم لدى العدو، حتى أن بعض المعلومات ذهبت إلى حد القول إن الجيش الأميركي تسلّم قيادة أركان جيوش العدو التي أصابها التضعضع، لمواجهة الموقف المستجد. فيما استهزأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحريك هذا القطع البحرية إلى المتوسط وقال: هل الهدف من ذلك ضرب لبنان (أي حزب الله) أم تخويف أحد؟
في التاريخ اللبناني، العديد من الشواهد المماثلة التي لم تستطع التغيير في مجرى الأحداث حين كان الضعف صفة الجميع، فكيف بنا اليوم إزاء المقدرات التي يملكها “حزب الله” وتجعل من يده طولى في مجالها؟
في ما يخص الأميركيين بالتحديد، وبعدما أزاحوا الاستعمارين الفرنسي والبريطاني عن المنطقة، بادروا في العام 1958 إلى الحضور بسفنهم الحربية إلى الشواطئ اللبنانية لدعم “حلف بغداد”، ولكنهم لم ينجحوا بالتجديد أو التمديد للرئيس كميل شمعون.
وفي منتصف الثمانينات، شاركت مدمرتهم “نيوجرسي” في قصف بعض مناطق الجبل، من دون أن تُحدث التغيير المرتجى، بعد أن كانوا يجمعون أشلاء 230 من جنودهم إثر تفجير مقر “المارينز” في بيروت.
اليوم تتكرر المحاولة لعلها تنجح في “أخذ الثأر”. ولكن، إن الحزب الذي وصلت مسيّراته الى قرب منصات التنقيب عن النفط في حقل كاريش، والذي “يخيف” الوسط الاسرائيلي بـ “قناديل طيور البجع”، ويهدد باجتياح مستوطنات الجليل، قبل أن يخترق “مجاهدو القسّام” غلاف غزة، ربما هو قادر على توجيه الرسائل المباشرة إلى حاملة الطائرات الأميركية، أو ما يرافقها من سفن، إذا ما جنّت أميركا وسعت إلى تدفيع ثمن ما لضاحية بيروت الجنوبية، التي ذاقت ذلك الكأس في حرب العام 2006 وقامت من بين الركام.
هل يستطيع الرئيس جو بايدن تحمّل سقوط جنود له على الأرض اللبنانية، وهو على أبواب انتخابات رئاسية العام المقبل؟ الحرب اليوم باتت بين الكيان الصهيوني وحركة “حماس”، فيما “حزب الله” يقف مساعداً على أهبة الاستعداد الكامل، والثمن سيكون باهظاً جداً على تل أبيب وليس على بيروت أو غزة فقط، كما تهدّد المقاومة.
وإذا كانت البحرية الاسرائيلية قد أغرقت سفينة التجسس الأميركية “ليبرتي” في العام 1967 لتنفيذ مخططاتها، فإن هناك قوى في هذا الشرق لن تستكين للتهديدات الأميركية مهما بلغت من صوت مرتفع.
والأجدى لواشنطن أن تعمل على احتواء نكسة السابع من تشرين الأول عام 2023، والسعي لمفاوضات تصب في خانة قيام الدولتين، بدل تأجيج الحروب التي ستؤدي إلى المزيد والمزيد من الأبرياء. والقوى في الشرق الأوسط التي استطاعت عرقلة تحقيق “الشرق الأوسط الجديد”، لن تألو جهداً في منع تهجير فلسطينيي غزة إلى صحراء سيناء!