Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر September 23, 2023
A A A
الأقليات في عين عاصفة النزوح السوري والتحوّلات في المنطقة
الكاتب: ابتسام شديد - الديار

لم يعد التململ المسيحي من الحالة العامة التي وصل إليها المسيحيون في لبنان مخفيا على أحد فمواقف الأقطاب المسيحية كافة من قيادات الصف الأول الى رأس الكنيسة جاهرت جميعها بالتعبير عن استيائها من الوضع الراهن والتلكؤ في انتخاب رئيس للجمهورية والتطبيع الطويل جدا مع الشغور في الموقع الماروني الأول والذي ينهي عامه الأول بعد أسابيع، فالاستياء المسيحي “عام” لدى كل القوى المسيحية ويمكن الجزم أنها المرة الأولى من فترة طويلة التي يظهر فيها إجماع لدى المسيحيين وتحديدا بين التيار الوطني الحر وحزب القوات حول ملفات من ملف الرئاسة والتقاطع مع المعارضة حول المرشح للرئاسة ومسألة رفض الذهاب الى طاولة الحوار والتشريع في غياب رئيس للجمهورية، فالانهيار المسيحي جمع الأحزاب المسيحية من الصف الأول وان كان التقارب على “القطعة “، فالنائب جبران باسيل يخوض مواجهات مستمرة مع رئيس حكومة تصريف الاعمال ويتحدث دائما عن ضرب التوازنات الوطنية وترفض الكتائب كما القوات المشاركة في أي حوار يسبق انتخاب رئيس للجمهورية.

الهواجس المسيحية لم تعد وهما او مجرد أخبار بل باتت حقيقة وواقعا يتعايش معه المسيحيون وزادت وتيرته مع تفاقم أزمة النزوح السوري وتداعياتها على المجتمع اللبناني بأكمله والمسيحي بصورة خاصة لأنه سيكون على حساب الأقليات المسيحية والدرزية الأكثر تضررا في التغيير الديموغرافي الجديد، فأخطر الكلام المتداول اليوم ان ينسحب واقع مسيحيي المشرق العربي وما أصابهم من هجرة واضطهاد على واقع المسيحيين في لبنان ربطا بالمشاريع الدولية للمنطقة التي تتضمن توطين النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين.

موجات النزوح السوري مؤخرا فاقمت المخاوف المسيحية الموجودة أصلا من انفجار ٤ أب حول مستقبلهم فالهجرة المسيحية تزايدت الى الدول الأوروبية والخليج والولايات المتحدة الأميركية بحثا عن استقرار وبلد آمن وظروف عمل بعد ان أيقظ انفجار مرفأ بيروت الذي كان ضرره في المناطق المسيحية الهواجس المسيحية النائمة.

وتتوقع مصادر سياسية ان يكون الوضع المسيحي نهاية العام ٢٠٢٣ مرشحا للمزيد من التدهور وأكثر سوداوية مع تراجع الحضور المسيحي وهجرة الشباب مقابل تقدم حركة النازحين الجدد الى لبنان في قوافل النزوح التي تطرح علامات استفهام حول اندفاعتها الكبيرة في الأشهر الأخيرة وما إذا كان ذلك مقدمة لفرض واقع لبناني جديد على حساب المسيحيين والدروز كونهم أقليات كما تخوف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط من تحولهم يوما الى هنود حمر بين المواطنين وفق ما كتب جنبلاط قبل فترة على وسائل التواصل الاجتماعي، فالسنوات الماضية أظهرت ان المسيحيين كانوا الفئة الأكثر تشظيا بالأحداث السلبية التي عصفت بلبنان فهم دفعوا فواتير الحرب والسلم وثمن التسويات والتفاهمات التي لم تكن مردوداتها إيجابية على الوضع المسيحي وبالعكس فانها وضعت المسيحيين في عين العواصف القاسية.