Beirut weather 9.1 ° C
تاريخ النشر September 17, 2023
A A A
عناصر إقليميّة وغربيّة وفلسطينيّة على خطّ التوتّر في عين الحلوة
الكاتب: هيام عيد - الديار

 

مع تراجع التوتر الأمني وصمود اتفاق وقف النار الأخير باستثناء بعض الخروقات المحدودة في مخيم عين الحلوة، يبدو جلياً أن العودة إلى مرحلة ما قبل اغتيال مسؤول “فتح” أبو أشرف العرموشي، لن تكون سهلة، بعدما رسمت جولتا القتال في الأسابيع الماضية، خارطة صراع ونفوذ مختلفة في أجزاء المخيم الذي يستعيد ببطء حركته الإعتيادية. وفي قراءة لمسار الوضع الأمني في عين الحلوة، يشير الخبير الإستراتيجي والعميد المتقاعد ناجي بو ملاعب، إلى خلاصات عدة ظهرت مع عودة الهدوء الحذر، ويؤكد لـ “الديار” أن “ما اتضح من خلال جولة القتال الأخيرة في مخيم عين الحلوة ، هو وجود قرارٍ للإمساك بالقرار الوطني الفلسطيني سواء في الداخل أو في الخارج، لأنه في الداخل الفلسطيني حصلت مواجهات بين قوى فلسطينية في جنين ولم تشارك فيها السلطة، بل على العكس كانت متهمة بالتعاون مع العدو الإسرائيلي”.

وفي مخيم عين الحلوة تبرز خلاصة وحيدة، كما يكشف ملاعب، وهي أن “من بدأ هذه الأحداث لم يحقق هدفه، بمعنى أن اغتيال مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم وأربعة من مرافقيه لم يكن بإطلاق قذيفة أو بانفجار سيارة، بل بالعكس هو معروف وقد تم تحديد أسماء المنفذين، وهم 4 لبنانيين و4 فلسطينيين، وأعطيت مهلة لتسليمهم للقضاء اللبناني، مقابل تسليم أحد عناصر فتح المتهم بقتل أحد الإسلاميين”.

 

 

ومن ضمن هذا السياق يسأل بو ملاعب عن الجهة التي “تستثمر في الخلافات بين الفلسطينيين، ويوظف الفلسطينيين الذين أتوا من مخيم اليرموك في سوريا أو الفلسطينيين في مخيم الطوارىء حيث فتح الإسلام وعصبة الأنصار والشباب المسلم، لأن كل ذلك يعني أن هناك من يسعى للإستثمار بالدم الفلسطيني من أجل الإمساك بالقرار الوطني في مخيم عين الحلوة”.

ورداً على سؤال حول هذه الأطراف، يعتبر ملاعب، أنها “إقليمية أو ربما غربية، وتعمل على خط الصراعات الفلسطينية الداخلية، اليوم هناك مفاوضات مع السعودية وهناك توجه فلسطيني نحو المملكة لفهم ما يجري وما هي الورقة الفلسطينية المعتمدة، وهل هناك من يخربط على السعودية، الإتفاق المحتمل مع الأميركيين وصولاً إلى التطبيع مع إسرائيل”.

كذلك يطرح ملاعب علامات استفهام حول علاقة أحداث عين الحلوة وما يجري في سوريا، من “إعادة تفعيل القبائل مقابل الأكراد لضربهم ببعضهم البعض، وهل من تنسيق تركي – أميركي من أجل سحب اليد الداعمة للأكراد وإعادة القرار بالحدود السورية – التركية إلى تركيا، مقابل موقف تركي هام في أوكرانيا، خصوصاً وأن تركيا تقدم أسلحة لأوكرانيا كالقنابل العنقودية وطائرة البرقدار وحق تصنيع محرك هذه الطائرة، وبالتالي فإن هذا الأمر ينعكس على المنطقة، ولذلك ما يجري في المخيم، مرتبط بكل هذه الأحداث”.

ومن هنا يشدد ملاعب على أن “من قام بالحادث الأمني الخطير في مخيم عين الحلوة، والذي أدى إلى تفجير الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، ما زال مصمماً على تحقيق أهدافه”، معتبراً أن “جولةً من القتال انتهت ولكنها ليست الأخيرة، والخشية تبقى قائمة من تجدد الإشتباكات، وذلك حتى لو حضر رجال الإطفاء الفلسطينيين إلى بيروت وإلى عين الحلوة، والقيادات من المستوى العالي في حركتي فتح وحماس، فذلك لن يمنع اندلاع المواجهات مجدداً في المخيم”.