Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر September 12, 2023
A A A
بعد مرحلة الغليان…”الإنهيار المناخي” بدأ… فماذا ينتظر كوكب الأرض؟
الكاتب: شانتال عاصي - الديار

 

مما لا شك فيه أن صيف عام 2023 كان استثنائياً، نظراً لدرجات الحرارة المرتفعة التي شهدتها معظم البلدان والحرائق الكبرى الناتجة عنها. فبعد أن وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الطقس الحار المتطرف الذي يشهده العالم والارتفاع القياسي في درجات الحرارة العالمية، بـ “الغليان العالمي”، أعلن في الآونة الأخيرة أن الأرض تشهد “انهيارا مناخيا” بعدما أظهرت البيانات أن الأشهر الثلاثة الماضية كانت الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات في العام 1940.

ما هو الإنهيار المناخي؟
الانهيار المناخي هو عبارة عن تغييرات خطيرة وضارة للغاية في طقس العالم، الذي أصبح أكثر دفئا بسبب النشاط البشري والذي يؤدي إلى زيادة مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. فأكّد غوتيرش أن المناخ ينفجر بوتيرة أسرع من قدرتنا على المواجهة، مع ظواهر جوية قصوى تضرب كل أصقاع الأرض.

فيما تعتبر الأمم المتحدة أن التغييرات التي وصلت لمرحلة “الانهيار المناخي” هي الأزمة الحاسمة في عصرنا الحالي، وهي تحدث بسرعة أكبر مما كنا نخشاه.

أما بالنسبة لآثار الإنهيار المناخي، فشرح الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل أبرزها:

– ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم التدهور البيئي: فمع ارتفاع درجات الحرارة، يتبخر المزيد من النداوة، مما يؤدي إلى تفاقم هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، ويتسبب بالتالي في المزيد من العواصف المدمرة.

– ارتفاع مستويات سطح البحر وذوبان القطب الشمالي وموت الشعاب المرجانية: يتعرّض القطبان لظاهرة تسمى “التضخيم القطبي” لتغيُّر المناخ بفعل ذوبان الجليد، فعندما يذوب الجليد بسبب ارتفاع درجات حرارة الغلاف الجوي والمحيطات، تزداد قتامة المياه أو الأرض الموجودة تحته، لتمتص المنطقة المكشوفة مزيداً من حرارة الشمس التي كان يعكسها الجليد الناصع البياض، ويؤدي ذلك إلى تسريع ذوبان الجليد.

– الظواهر الجوية المتطرفة والكوارث الطبيعية واحتراق الغابات: يعتبر الجفاف من أبرز مظاهر تطرف الطقس، حيث يمكن للجفاف أن يؤدي إلى تغييرات ضارة كبيرة في البيئة بينما يهدد ارتفاع مستويات مياه البحار منازل الملايين من البشر في المناطق المنخفضة في كافة أرجاء العالم.

– انعدام الأمن الغذائي والمائي: يعتبر الجفاف هو السبب الأكثر شيوعًا لنقص الغذاء والماء، الذي يتفاقم بسبب التدهور البيئي وتغيّر المناخ. أحد الشواغل الرئيسية فيما يتعلق بانعدام الأمن الغذائي هو تناول كمية غير كافية من المغذّيات وما ينتج عنه من سوء التغذية.

– الاضطراب الاقتصادي والصراعات والإرهاب.

 

 

سرعة التغيير!
واشار كامل الى إن درجات الحرارة المسجّلة في شهر تموز كانت “استثنائية” إلى حد أن العلماء “واثقون بأن الأرقام القياسية قد تم تجاوزها حتى قبل نهاية الشهر”، فهذه الدرجات قد تكون قياسية حتى منذ نحو مئة ألف عام وذلك بناء على بيانات مناخية غير مباشرة مثل حلقات الأشجار وما يحفظه الجليد.

صحيح أن ظاهرة التغير المناخي ليست بالجديدة، لكن اللافت في الأمر “سرعة التغير”، فتغير المناخ السريع حطّ رحاله وهذه مجرد البداية”، لذا، شدد الخبير البيئي على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وقوية لوضع حد للانبعاثات المسببة لارتفاع حرارة الأرض. ففصل الصيف الحالي كارثة على الكوكب بأسره، حيث سيكون “قاسياً” بالنسبة لأجزاء شاسعة من أميركا الشمالية وأفريقيا وأوروبا.

وبحسب كامل إنّ الوصول إلى هذه المرحلة كان أمراً متوقعاً ومحسوباً منذ تسعينيات القرن الماضي، مشيراً إلى النداءات المتكررة التي تم إطلاقها حينها لضرورة تبريد الكتل الجوية التي ستبقى ساخنة وترفع من حرارة الكوكب.

تهديد وجودي
سبق أن أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن عواقب هذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة “واضحة ومأساوية” حيث تجرف الأمطار الموسمية الأطفال وتهرب العائلات من لهيب النيران وينهار العمال بسبب الحر الشديد. ووصف فيها التغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة بأنه “تهديد وجودي”، مؤكداً أن الحر هو القاتل الرقم واحد المرتبط بالطقس.

من جهته، أثنى كامل على كلام “غوتيريش” لافتاً إلى أن الاحترار العالمي يتجه ليشكل خطراً أكبر في السنوات المقبلة، قائلاً: “هناك مناطق عديدة ستكون غير مأهولة بسبب الجفاف التام وتمدد التصحر والحرارة العالية”.