Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر June 6, 2023
A A A
دوري الأبطال: تعديلات على النظام وتحدّيات متوقعة
الكاتب: شربل البيسري - الجمهورية

نُسخةٌ جديدة من دوري أبطال أوروبا مرتقبة بعد إدخال تعديلات جذرية على نظام المسابقة ورفع عدد الأندية المشاركة فيه، فيَعِد النظام المُوسَّع الجديد بمزيد من المباريات، الفرق، البلدان، وأملاً بدراما أكثر من أي وقتٍ مضى. لكن مع دراما ومباريات أكثر ألا يأتي النمو؟ كيف سيتعامل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) مع التحدّيات اللوجستية لمزيد من المباريات والفرق المنتشرة في القارة؟ هل ستكون المنافسة مُقنّعة مع بعض الأندية الأقل شهرةً في هذا المزيج؟

مع توسّع دوري الأبطال من 32 إلى 36 فريقاً بدءاً من الموسم المقبل، هناك بعض التحدّيات التي يجب مراعاتها، إذ سترتفع أعداد المباريات بـ100 مباراة، لتصل إلى إجمالي 225 تراكمية في كل الأدوار. وسيؤدّي هذا الكَمّ الهائل من المباريات إلى ازدحام جدول مباريات أندية الدوريات الـ5 الكبرى التي يلعب كلٌّ منها 38 مباراة في الموسم (في إنكلترا، إسبانيا وإيطاليا) أو 34 (في ألمانيا وفرنسا)، بالإضافة إلى معدّل 4 أو 8 مباريات، مباريات كأس وكأس سوبر محلية، ممّا سيتسبّب بإرهاق اللاعبين وزيادة خطر الإصابات، حتى من دون زيادة أعداد مباريات المنتخبات وسفرهم لخوض تصفيات البطولات القارية. وستُقسّم الأندية إلى 4 مجموعات، كلّ منها تضمّ 9 فرق بدلاً من 8 مجموعات تضمّ 4 فرق.

بحسب التعديل الجديد، سيخوض كل نادٍ 10 مباريات في دور المجموعات، أي في النصف الأول من الموسم، بدلاً من 6 في النظام السابق. كما لن يتأهّل بطل ووصيف كل مجموعة، بل سترتقي إلى الأدوار الإقصائية أفضل 8 أندية حصدت نقاطاً، ممّا يُعرِّض أنديةً كبرى إلى الخروج المُبكر من البطولة القارية في حال تعثّرها في بداية الموسم.

سيتعيّن على المدربين تَدوير فرقهم بعناية للحفاظ على لياقة لاعبي الصف الأول، فيما سيُكافح المشجّعون لمواكبة العديد من الألعاب في فترة زمنية قصيرة، خصوصاً إذا أُقيمت مباريات متعدّدة في وقتٍ واحد.

بكلامٍ آخر، يُمكن للنظام الجديد رفع مستوى تنافسية البطولة، زيادة المفاجآت والضغط على الأندية لتعزيز الاستمرارية وبناء فِرَقها على المدى الطويل تفادياً للمفاجآت المبكرة، كل هذه العوامل تضفي عاملاً حماسياً للبطولة مع تقليل القدرة على التنبّؤ بهوية المتأهّلين، وآخر مفيداً لأندية الصف الثاني.

 

تحدّيات السفر وجودة الفرق وسدّ الفجوات
ستتطلّب المنافسة الأكبر المزيد من السفر إلى مسافات طويلة عبر القارة للأندية، ممّا يؤثّر سلباً على الثبات والمستوى في الأداء والتعافي الأسرع من التعب والإرهاق وحتى من الإصابات بدرجة أدنى. علماً أنّ اقتراحاً لإضفاء «طابع إقليمي على المراحل المبكرة لتقليل أعباء السفر» كان يُدرَس، بيد أنّه أُسقِط سريعاً لأنّه يقلّل من هيبة المنافسة نظراً إلى الفروقات في الإمكانات بين أندية مناطق الشرق والوسط والشمال مقارنةً بأندية جنوب وغرب «القارة العجوز».

لذلك، قد تضطرّ بعض الفرق إلى السفر أكثر من 10 ساعات لخوض مباريات، ممّا يتركها مرهقةً قبل التدريب أو اللعب نتيجة قلّة الوقت لديها بعد وصولها إلى المدينة المضيفة، فتضطرّ إلى إلغاء الحصّة التدريبية الرسمية أو التدرّب في الصباح الباكر.

كما يمنح النظام الجديد مزيداً من النقاط إلى بطولات الدوري متوسّطة التصنيف، في حال تفوّق فِرقها على أندية القمة وتقدّمها إلى أدوار إقصائية، خلافاً للنظام القديم، ممّا يُقلِّل من عدد المباريات الرتيبة أو شبه المحسومة على الورق أو غير المؤثّرة على الترتيب.

بشكل عام، يهدف شكل دوري الأبطال الجديد إلى شمولية أوسع لأندية إضافية من دوريات الصف الثاني، مع الحفاظ على المكانة الرفيعة والتنافسية والإثارة، في ظلّ مخاوف من نشوء «دوري السوبر ليغ» على يَد أندية النُخبة قارياً من خارج نطاق هيمنة «ويفا» الذي يَعمَد، على الرغم من التحدّيات، أن تكون المنافسة مستدامة وعادلة، إلى جعل بطولاته الثلاث (دوري الأبطال، الدوري الأوروبي ودوري المؤتمر) أكثر استناداً إلى الجدارة ونشر إثارتها إلى المزيد من المشجّعين، خصوصاً بالنسبة إلى جيل الألفية الجديدة حيث يصعب الاستقطاب في ظلّ تنامي ألعاب الفيديو.

هناك أيضاً مخاوف بشأن كيفية تخصيص نقاط جديدة وتأثير جداول المباريات على الدوريات المحلية. فإذا ذهب عدد كبير جداً من النقاط إلى الدوريات الـ5 الكبرى، قد يؤدّي ذلك إلى زيادة الفَجوة بَين أندية الصف الأول والثاني، المالكة للموارد المالية والبشرية الأكبر وأندية القاع ودوريات وسط وشرق وشمال القارة المحدودة الإمكانات. بالإضافة إلى أنّ الدوريات الأصغر إذا حصلت على المزيد من النقاط، فإنّ ذلك سيُضعف منافساتها المحلية، نتيجة تمكين الأندية المشاركة في البطولات القارية الثلاث، مقابل ضآلة المداخيل المادية للأندية التي تحتل المراكز دون الثالث أو الرابع.