Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 27, 2023
A A A
دبلوم في الصدق والمسامحة… سليمان فرنجيه شهادته وطنية جامعة
الكاتب: حسناء سعادة - موقع المرده

صحيح ان سليمان فرنجيه بعد ان انهى تعليمه الثانوي لم يتمكن من دخول الجامعة لنيل أجازة يعلقها البعض على الجدران تباهياً لكنه بالمقابل حاز أجازة دخول القلوب والعقول بفعل ما علمته أياه الحياة والاوضاع التي عاشها مذ كان لم يكمل الثالثة عشرة من عمره بعد وبفعل اعتماده الشفافية والصدق في كل مراحل حياته السياسية.
لا يحتاج سليمان فرنجيه الى دروس نظرية ومواد تعليمية ليتخرج من الجامعة فهو الحائز على شهادة عالية ميدانياً في السياسة النظيفة تضاهي ما يتعلمه الملايين من الناس في صفوف العلوم السياسية.
لم يتمكن سليمان فرنجيه من دخول الجامعة لكنه هندس وخطط ونفذ بحيرة بنشعي بنفسه فباتت قبلة السواح وموقعاً مميزاً على خارطة الوطن بعكس هندسة السدود التي لا تزال فارغة من المياه حتى الساعة.
لم يحز سليمان فرنجيه على أجازة في الطب لكنه عندما تسلم وزارة الصحة كان الطبيب الشافي لملايين اللبنانيين من خلال فتحه ابواب الوزارة امام الجميع من دون تفرقة او تمييز بشهادة الخصم والحليف.
صحيح ان سليمان فرنجيه لم يتخرج حاملاً أجازة بيئية لكنه حصدها ميدانياً باهتمامه بالطبيعة وما محمية حرج اهدن وملايين الاشجار المزروعة على طول قضاء زغرتا وشق الطرقات الزراعية لاطفاء الحرائق الا الدليل الدامغ على انه البيئي الاول بإمتياز ومن دون شهادة جامعية.
لم يلتحق سليمان فرنجيه بجامعة لاهوتية لكنه يعمل وفق تعاليم السيد المسيح الحقيقية فهو الصادق والمسامح والغافر والمستعد ابداً لاحتضان الابن الشاطر والمتشاطر من المسيحيين الذين لم يفرط بحقوقهم يوماً حتى عندما فرطوا هم بها.
لم يشارك سليمان فرنجيه في اي دورات تعليمية للتعايش بين الاديان لكنه مارس قولاً وفعلاً محبة الاخر واحترام دينه وتعلم منذ نعومة اظافره اسس العيش المشترك وما الإجماع الوطني على إحترامه وتقديره الا الدليل الاكبر على حيازته شهادة الوطنية.
لم يتمكن الحفيد الوحيد لرئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجيه من نجله الشهيد طوني من دخول الجامعة ليس لانه لا يريد بل لان الظروف شاءت ان يكون دائماً في عقر المساحة التي فرضتها مجزرة اهدن حفاظاً على امنه وسلامته وهي مساحة كانت تفتقر للجامعات والمعاهد الكبيرة ورغم ذلك تمكن من ان يغفر ويصفح ويسامح من اوصله الى هذه الحالة ورغم ذلك اصبح على ما هو عليه من نبذ الحقد والكراهية واعتماد الشفافية والصدق ومد اليد للجميع واعتماد مبدأ الحوار من اجل وطن لم يفرط يوماً في الدفاع عنه وعن حريته وسيادته واستقلاله.
ترى بعد كل هذه الشهادات، وهناك اكثر، هل يحتاج سليمان فرنجيه الذي خسر بيوم واحد امه وأبوه وشقيقته الصغيرة و٢٨ شهيداً من اهله وناسه في أفظع مجزرة الى شهادة جامعية رسمية؟؟؟… بربكم افيدونا!.