Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر April 6, 2023
A A A
غسل الارجل… متى غسل القلوب؟
الكاتب: حسناء سعادة - موقع المرده

اليوم تحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي بخميس الأسرار او خميس غسل الارجل اذ يتم احياء ذكرى اجتماع السيد المسيح مع تلاميذه لتناول العشاء الأخير، حيث قام عن المائدة وغسل لهم أرجلهم بمن فيهم «يهوذا» الذى سلمه لليهود تمهيدًا لصلبه.
يسوع السيد والمعلم أخذ دور الخادم ليخدم تلاميذه بغسل ارجلهم حيث كانت هذه العادة رائحة يومها انما يقوم بها الخدم وليس اصحاب المنزل ما اعطانا على مدى الدهر دراساً لا ينتسى بالتواضع وخدمة الاخرين والصفح والمسامحة اذ لم يستثني المسيح حتى يهوذا الذي باعه بثلاثين من الفضة.
نحن اليوم في بلدنا نحتاج اكثر ما نحتاج الى غسل القلوب من الكبرياء والتعنت وتغليب المصالح الخاصة على مصلحة البلد والا لكان عندنا الان رئيس جمهورية وحكومة فاعلة تسير ببلدنا، الذي كان سويسرا الشرق مع انتخاب الرئيس الراحل سليمان فرنجيه لسدة الرئاسة بفارق صوت واحد سمي صوت الشعب، نحو الاستقرار ومنه الى الازدهار فالعودة الى احتلال المراكز المتقدمة على كل الاصعدة سواء الطبية او المصرفية او التربوية او السياحية.
نحن اليوم نحتاج الى غسل القلوب من الحقد والإنانية وحب الذات والتمثل بتواضع السيد المسيح الذي اكد لنا ان كبير القوم خادمهم وليس المستبد بهم او الظالم لهم.
في خميس الأسرار اليوم لن نفضح سراً اذا قلنا اننا نعاني الأمرين وان الشعب جائع والخوف يسيطر على النفوس من استمرار تدهور الاوضاع، والاهل يصدرون أولادهم الى الخارج خوفاً على مستقبلهم، والمرضى من دون دواء والطوائف وحدتها المأساة لكنها حتى الساعة لم تتوحد على حب الوطن.
في خميس الغسل نتضرع إليك يا وضيعاً متواضع القلب ان تجعل قلوبنا على مثال قلبك النقي وان تغفر خطايانا التي اقترفناها في حق أنفسنا واخوتنا وبلادنا عن معرفة او غير معرفة وان تصب المياه التي غسلت فيها ارجل تلاميذك على سياسيي ومسؤولي بلدنا علهم يصحون ويتعظون ويبادرون الى التعالي عن الصغائر من اجل مصلحة وطن وشعب يتوق الى الحياة.