Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر March 28, 2023
A A A
علاقة وثيقة بين الكوارث الطبيعيّة وتغيّر المناخ… ولبنان أمام أزمة شحّ في المياه!
الكاتب: شانتال عاصي - الديار

يعيش العالم على وقع التحذيرات البيئية منذ أعوام طويلة، فشهد العام الماضي على كوارث طبيعية في جميع أنحاء العالم بسبب الاحتباس الحراري، والواضح أن عام 2023 ليس أفضل حالا، لأن الوضع يتفاقم ويزداد سوءا.

كان للفيضانات البرية والزلازل والبراكين والجفاف الشديد وجفاف الأنهار والبحيرات وحرائق الغابات تأثير هائل في الطبيعة. تسببت هذه الكوارث بتدمير المحاصيل والبنية التحتية، مما أدى إلى خسارة كبيرة على مستويات المعيشة لملايين الناس. كما تسبب الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة بمزيد من الدمار، مما أدى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وتصحر الأرض. كما أدت كل هذه العوامل إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي والفقر والنزوح والتدهور البيئي.

 

تغيّر المناخ وآثاره السلبية

بحسب الخبير البيئي البروفيسور «ضومط كامل»، يشكّل تغير المناخ حاليًا تهديدًا كبيرًا لكوكبنا. فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، تتزايد الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير. وهذا يؤدي إلى تدمير المحاصيل والبنية التحتية، وتشريد السكان، وخسائر في الأرواح. بالإضافة إلى هذه الآثار المباشرة، يشكّل تغير المناخ مزيدًا من المخاطر على صحة الإنسان والبيئة الطبيعية، مثل تلوّث الهواء ونقص المياه وتدهور الأراضي وانقراض الأنواع. فلتقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، يجب أن نعمل معًا لإيجاد حلول مستدامة تخفف من الآثار السلبية لتغير المناخ.

في ضوء الكوارث الطبيعية الأخيرة والأحداث المتطرفة، أثيرت أسئلة حول الدور الذي يؤديه تغير المناخ. وأظهرت الدراسات أن تغير المناخ كان مسؤولاً عن العديد من الكوارث الطبيعية حول العالم ومن المتوقع أن يكون له تأثير أكبر في السنوات المقبلة.

وبالنسبة لإحتمالية حدوث زلزال، فأنّ فكرة تغير المناخ يمكن أن تؤثر في كوارث طبيعية شديدة كالزلازل، التي تستمد قوتها من تحرك الصفائح التكتونية تحت أعماق سطح الأرض، ويمكن لهذه الصفائح أن تتأثر بما يحدث على السطح، مثال على ذلك ما حدث فى الهند، وهو التآكل السريع للمعالم الطبيعية بسب الأمطار الموسمية ما أدى إلى تحرك الصفائح التكتونية عبر ملايين السنين الماضية.

 

 

لبنان… الجفاف سيد الموقف؟

كشف الخبير البيئي أننا سنشهد هذا الصيف انخفاضاً مائياً أو حتّى شحّا كبيرا في المياه نظراً الى قلّة كمية الأمطار الهاطلة هذا العام، فالثلوج والأمطار التي تساقطت لم تكن كافية. مما سيؤثّر سلباً في الينابيع والأنهار والأمن المائي في لبنان، مشيراً إلى أن المياه الجوفية والأنهار في لبنان باتت ملوّثة ومختلطة بمياه الصرف الصحي.

هذا ولفت «كامل» إلى أننا سنشهد هطلاً للأمطار في الأيام المقبلة ولكنها بالطبع لن تكون كافية لتعويض النقص الحاصل هذه السنة، داعياً الجهات المعنية لوضع الإستراتيجيات المائية المطلوبة لإنقاذ الأمن المائي في لبنان الذي بات فعلاً بخطر.

 

 

نصف سكان العالم معرّضون لأمواج تسونامي بحلول عام 2030

وفي هذا الصدد، كشفت الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2030، سيعيش ما يقدر بنحو 50 في المائة من سكان العالم في المناطق الساحلية المنخفضة والدول الجزرية الصغيرة النامية المهددة بكوارث قاسية في مستوى سطح البحر بما في ذلك تسونامي.

فأمواج تسونامي نادرة الحدوث، ولكن يمكن أن تكون قاتلة الى حد كبير. ففي السنوات ال 100 الماضية، أدى حدوث 58 كارثة للتسونامي إلى وفاة أكثر من 260 ألف شخص، أو ما معدله 4600 شخص لكل كارثة، وهذا يتجاوز المخاطر الطبيعية الأخرى.

وأدى التسونامي في المحيط الهندي في كانون الأول 2004 إلى أكبر عدد من الوفيات في تلك الفترة وتسبب بما يقدر بـ 227 ألف حالة وفاة في 14 بلدا، حيث كانت إندونيسيا وسريلانكا والهند وتايلند الأكثر تضررا.