Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 21, 2016
A A A
بوتين يجيد اللعب بالأوراق الخاسرة
الكاتب: روسيا اليوم

استطلعت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” آراء عدد من الخبراء حول الانتقادات الفظة التي كالتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت لروسيا وقيادتها اخترنا مقتطفات منها. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان في مقدمة تعليق توقفت فيه عند هذه التصريحات، أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة لم تأت بجديد في ما قالت، وأنها عادت إلى عقلية مضى عليها عقدان من الزمن.
وذكّرت الصحيفة، بأن أولبرايت ركزت في انتقاداتها على أن روسيا تعكف حسب زعمها على استفزاز الدول الأخرى، ومن ثم التظلّم والشكوى من ردة فعلها، معززة طرحها هذا باعتبار أن روسيا أقدمت على عمليتها في سوريا بهدف ترسيخ وجودها في الشرق الأوسط و”طرد” الناتو منه، فضلا عن شغل أنظار العالم بهذه العملية عمّا يحدث في أوكرانيا.

وزيرة الخارجية الأميركية كذلك، اعتبرت أنه لم يتبق بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكثير من الأوراق الرابحة في اللعبة التي يديرها، فيما هو يتقن بحنكة استخدام الأوراق الخاسرة. وممّا صدر عن أولبرايت تحت تأثرها بمرض ضعف الإدراك الوعائي، حسب
“موسكوفسكي كومسوموليتس”، إيمانها بأن روسيا قد تحولت بعد الأزمة الاقتصادية إلى بلد يعيش في فقر مدقع، فيما السلطات الروسية تسعى إلى إخفاء هذا الواقع، يدأب الرئيس بوتين بهدف التغطية، على تسخين المشاعر القومية، ما يعني أن وروسيا عموما ليست إلا “بنغلادش بقدرات نووية”!

وفي التعليق للصحيفة الروسية على “التحليل” الذي وضعته أولبرايت لواقع الحال في روسيا، قال ليونيد إيفاشوف رئيس المركز الدولي للتحليل الجيوسياسي: “مادلين أولبرايت ليست شخصية فريدة من نوعها في مثل هذا الطرح، حيث لم يبق وصف إلا وألصقوه بنا، فهم كانوا يعتبرون بلادنا قبل الثورة همجية،وفي ستينيات القرن الماضي صارت بالنسبة إليهم “أنغولا بصواريخ نووية”. وأضاف: “وزيرة الخارجية الأميركية السابقة لم تأت بجديد، بل هي مستمرة في تطبيق نهج لن يحيدوا عنه أبدا ما دامت المواجهة مستمرة بين روسيا والغرب. طبيعة عيشنا وثقافتنا ومنهج تفكيرنا تختلف كليا عمّا هو سائد لديهم. الخطر يكمن في أمر آخر، حيث هم يمعنون في معالجة الرأي العام العالمي على خلفية تناقضات عسكرية قائمة بين روسيا والغرب. واستنادا إلى ذلك، فلا أستبعد تحضيرهم لتوجيه ضربة عسكرية لروسيا للتخلص منا بالكامل، أو الهيمنة علينا بالمطلق.

روسيا بنهج سياستها الخارجية في الوقت الراهن، تعبّر عن استقلالها من ناحية، وعن الارتباط الاقتصادي الكبير بالغرب الذي يقوم بكل ما في وسعه من أجل تقطيع أوصالنا. مما لا شك فيه أن أولبرايت تكره بلادنا كره العمى، وهذا ما يقتصر عليه إسهامها في مساعي النيل منّا وتقطيعنا”.

من جهته، وفي هذا السياق، نقلت “موسكوفسكي كومسوموليتس” عن أليكسي موخين المدير العام لمركز الإعلام السياسي قوله بهذا الصدد: “ممثلو النخبة السياسية في الولايات المتحدة يتناقلون ببساطة العبارات بعضهم عن بعض. فالسناتور جون ماكين على سبيل المثال، اعتبر روسيا محطة وقود تقدم نفسها كدولة. تصريحات أولبرايت، ليست إلا شهادة إضافية على نضوب الخيال لدى الأميركيين في محاولاتهم للنيل من القيادة الروسية، وكان من الأجدى بأولبرايت أن تأتي بتخيلات أكثر متعة مما طرحت. هذه المساعي لن تنتهي على خير”.

نيكيتا إيسايف مدير معهد الاقتصاد المعاصر بدوره، اعتبر أن “الحقبة التي جيء منها بعبارات على غرار “بنغلادش بصواريخ”، قد انقضت منذ زمن، منذ أكثر من عقدين، وشهدت روسيا خلال هذه المدة الكثير من التغيرات الجذرية”. وتابع: “لقد تبدّل نظام الحكم في بلادنا بشكل جذري، وانتهت مرحلة إملاءات الرأسمالية المتوحشة، كما انقضت حقبة ضبابية الأهداف الروسية. محاولات تصوير روسيا بلدا استفزازيا وعدوانيا، محاولات خاطئة على أدنى وصف. بودّي أن أعيد لأذهان أولبرايت حقيقة أن الولايات المتحدة هي التي كانت على الدوام وراء النزاعات في الشرق الأوسط لا روسيا.

بلادنا، وعلى العكس من ذلك تعمل باستمرار على تحقيق التسوية بالسبل الدبلوماسية والوسائل السلمية. تصريحات أولبرايت حول ممارسة روسيا الضغوط على الاتحاد الأوروبي، ووصفها بالبلد المستفز، ترسيخ واضح لنهج ازدواجية المعايير المتبع في الولايات المتحدة، وتعبير عن الرغبة الأمريكية في الهيمنة على العالم. آمل في أن تتحلى حكومة بلادنا بالقدر المطلوب من ضبط النفس، وألا تنجر وراء استفزازات كهذه، وتستمر في العمل على تطبيع العلاقات الدولية”.