Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر February 26, 2023
A A A
“هزة… حسيتوا”؟ رعب وهلع وبيئة محفزة
الكاتب: أوديت همدر - موقع المرده

هزة… حسيتوا..
كلمات اصبحت في روتين المواطن اللبناني وتعبر عن حالته غير المستقرة منذ الزلزال المدمر والعنيف الذي ضرب تركيا وسوريا والذي اودى بحياة اكثر من ٤٤ الف شخص وترك اثراً نفسياً كبيراً على اللبنانيين الذين شعروا ان بيوتهم كادت تقع على رؤوسهم.
الهزات الارضية التي جاءت ارتداداً للزلزال الكبير والتي استمرت لثوان منها قصيرة ومنها طويلة زرعت الرعب والخوف والقلق في نفوس الكثيرين.
وكأن المواطن اللبناني لم يكن ينقصه سوى العيش في حال من الهلع والخوف، خصوصاً بعد كمية الاخبار التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، منها ما كان لا يمت الى الحقيقة بصلة ومنها ما كان مبالغاً فيه بشكل كبير. وهنا لا بد ان نتساءل حول الهدف من بث اخبار مزيفة ترعب الناس والاطفال الذين اصبحوا في زمن لا يخفى عنهم شيء.
كذلك، لا يغيب عن بالنا منذ وقوع الزلزال ظهور الكثير من تحليلات علماء وخبراء الجيولوجيا الذين تضاربت معلوماتهم، حيث اصبح القسم المتفائل من المواطنين يصدق التحليلات الايجابية التي تطمئن، فيما القسم المتشائم يصدق التحليلات السلبية والتي تنذر بالاسوأ. ولكن في كلتا الحالتين “مش مخلصين”.
موقع المرده الذي حرص على مراعاة شعور المواطنين قبل نشر اي خبر غير مؤكد استطلع بعض الآراء التي عبرت بالفعل عن حالة الناس بعد الزلزال العنيف.

ز.د التي تعيش مع والدتها ووالدها تقول: ان الاحداث الاخيرة جعلتنا لا نعرف ما هو النوم، “الشنطة حاضرة” ونبقى متيقظين طوال الليل لربما يحدث شيء، وخصوصاً ان الاخبار التي تنتشر تجعلنا نرتجف من كثرة الخوف لدرجة نشعر اننا نهتز من دون حصول اي هزة ارضية فعلياً.

ويقول ا.ن وهو رب عائلة: كنت اظن انني لا اخاف ولكن خوفي على اولادي جعلني اشعر بالرعب من حدوث هزة كبيرة خصوصاً ان التحذيرات واثارة الرعب مستمرين، وعند الحديث عن هزات كبيرة محتملة كنت احمل اولادي انا وزوجتي وننزل ليلاً في البرد والصقيع الى الشارع خوفاً من سقوط المبنى في حال حصول هزة ولكن في النهاية نقول “على الله”.

اما ج.س التي تعيش هي وابنها لوحدهما فتؤكد: طبعاً مسؤوليتي كبيرة بغياب زوجي الذي يعيش في بلاد الاغتراب وخوفي اكبر لانني وحدي واسكن في الطابق الخامس من مبنى مكون من ٦ طوابق، نحن نعيش بخوف كبير واحاول ابعاد ابني عن هذا الشعور ولكن بوجود الهواتف اصبح الاولاد يعرفون “بالشاردة والواردة” وهذا ما له تأثير كبير على نفسياتهم من خلال مشاهدتهم للكوارث او سماع اخبار غير صحيحة، وهذا ما جعل ابني يستيقظ طيلة الليل وهو يسأل: بدو يصير زلزال.. بدنا نموت؟

ازاء كل ذلك لا يسعنا الا ان نتمنى الرحمة لكل الضحايا الذين سقطوا راجين من الله ان لا يتكرر ما حدث، وهنا لا بد من التاكيد على ضرورة نشر الوعي والارشادات الضرورية لمواجهة الكوارث بدل نشر الشائعات والاخبار الكاذبة التي تضر بالناس وتجعلهم مقيدين وبحالة نفسية لا يحسدون عليها.