Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر January 28, 2023
A A A
واقع مرير ومأساوي… شباب لبنان في مهب الريح
الكاتب: اوديت همدر - موقع المرده

ما عسانا نقول عنه.. من كان يتخيل للحظة ان نصل للوضع الذي وصلنا اليه اليوم.
هل نقول خراب ام فوضى، فلتان ام انهيار او انه المجهول او النفق المظلم الذي دخلنا فيه ولم نتمكن حتى الساعة من الخروج منه وقد لا نخرج. لحظات اذا امعنّا التفكير فيها رأيناها مرعبة، لحظات ممزوجة بالخوف والصدمة وتحطم الآمال، آمالنا نحن الشباب، منا من يسعى للهرب من بلد لم يحقق له شيئاً الى بلد يكون فيه بامان اولاً، يستطيع فيه ان يؤمن مستقبله ثانياً ويحقق فيه بعضاً من احلامه ثالثاً، ومنا من يعمل كما يقول المثل من “الفجر للنجر” ليتمكن من تلبية احتياجاته اليومية “كل يوم بيومه” ، ومنا من انتظر طويلاً ليقيم عرساً متواضعاً ويدخل مع شريكة حياته بيتهم الزوجي الا ان الاوضاع الصعبة حالت من دون تحقيق هذا الامر او جعلته صعب المنال.
هذا الوضع شكل هاجساً لدى نسبة كبيرة من الشباب منهم من فضل الانفصال على الاستمرار ومنهم من اصر على الزواج من دون اقامة عرس ومنهم من ترك بلده ليؤمن نفسه في الخارج ثم يعود ليتزوج، طبعا اذا ما استمر الحب والقناعة بعد مرور فترة طويلة.
ليس هذا الكلام تشاؤمياً ولكن هو واقع، هذه الايام من عمرنا التي كان من المفترض ان تكون اجمل الايام قد سُرقت منا، ومن منا لا يتمنى ان يكون متفائلاً بالذي سيأتي، ولكن كل ما يحدث يشير الى ان لبنان اصبح بلداً غير قابل للعيش فيه، هذا البلد الذي اردناه مثالاً لبقية البلدان والشعوب بتنا نرى انفسنا فيه داخل نفق نستفيق كل يوم علّنا نرى النور ولكن عبثاً، يبدو اننا نواجه الكثير والكثير من الازمات التي استفحلت من كل صوب وحدب، والخطوات ان وجدت فهي بطيئة، جمود ولا تقدم يوصلنا الى نهاية نرى فيها ومضة نور تعيد لنا تفاؤلنا واملنا بلبنان افضل.
هذا هو الواقع المرير الذي نحاول كل يوم ان نشيح بنظرنا وتفكيرنا عنه للحظة ولكن كل ما يدور حولنا ان كان امام شاشات التلفزة او الاخبار العاجلة التي تصل الى هواتفنا وكافة مواقع التواصل الاجتماعي جعلتنا في صلب المشكلة دائماً، بحيث اصبحنا بحاجة لمعالج نفسي نتيجة ما ينصب علينا من ضغوطات ومخاوف وهواجس مما نسمعه ونراه يومياً.
وهل يمكننا ان نتفاءل بعد؟
سنتفاءل ونبعد عنا التشاؤم قدر الإمكان لان “التشاؤم يفضي إلى الضعف، بينما التفاؤل يقودك إلى القوة”… كما يقول سيغموند فرويد.