Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر October 12, 2022
A A A
الإستحقاق الرئاسي أولويّة كولونا والجامعة العربيّة
الكاتب: فادي عيد - الديار

دخلت مرحلة الإستحقاق الرئاسي لحظات الحسم في ظل تقاطع المواقف الداخلية والدولية، بحيث تشير المعلومات المتأتية من جهات مواكبة لما يجري حول هذا الإستحقاق، بأن لقاءات جرت في العاصمة الباريسية مؤخراً بين مسؤولين فرنسيين وخليجيين معنيين بالشأن اللبناني، لا سيما سفري المملكة العربية السعودية وليد البخاري، وبمواكبة ومتابعة أميركية، بحيث تفوّض واشنطن فرنسا كل ما يمكن أن تقدم عليه حول الملف اللبناني. ومن هنا، جاء البيان الأخير المشترك بين الأميركيين والفرنسيين والسعوديين، وثمة معطيات أخرى تؤشِّر إلى أن زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى بيروت، تحمل رسائل مشتركة غربية وخليجية حول الإستحقاق الرئاسي بكل مندرجاته، من المواصفات إلى ما بعد الإستحقاق، ومن ثم أن تُشكَّل حكومة العهد الأولى، أي أن تكون إصلاحية، في حين أن أهداف الزيارة الأساسية تتمحور حول حضّ المسؤولين اللبنانيين على ضرورة إجراء الإستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري المحدّد، وما صدر من تسريبات أمس الأول عن الخارجية الفرنسية وأوساط مواكبة للملف اللبناني في باريس حول عقوبات قد تُفرَض على كل من يعطّل الإنتخابات الرئاسية، ما هو إلا دليل على هذا المعطى، وقبل وصول كولونا إلى بيروت.

ويُنقل في هذا الإطار، بأن حراك الجامعة العربية حول لبنان، والذي انطلق من زيارة مساعد الأمين العام حسام زكي، يتماهى مع الدورين الفرنسي والأميركي والخليجي، بحيث أن زيارة موفد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى بيروت، تمثّلت بعناوين ثلاثة وفق الذين واكبوها:

 

 

ـ القلق والمخاوف من أن يذهب لبنان إلى منزلقات خطيرة ودخوله في نفق مظلم، في حال لم يتم انتخاب الرئيس العتيد في الموعد الدستوري المحدّد، لا سيما وأن العالم يشهد حرباً إقتصادية عالمية على خلفية الحرب الروسية ـ الأوكرانية، والتي بدأت تأخذ أشكالاً دراماتيكية ميدانياً واقتصادياً، وبالتالي وبناء على هذه المخاوف، حذّر زكي المسؤولين اللبنانيين من عدم أخذ هذه الأوضاع بعين الإعتبار، والإسراع في انتخاب الرئيس الجديد.

ـ عرض التحضيرات الجارية لمؤتمر وزراء الخارجية العرب إستعداداً للقمة العربية التي ستعقد في الجزائر، إذ أن لبنان سيكون على جدول أعمال هذا المؤتمر، وحيث سترفع التوصيات إلى القمة العربية من خلال التوصيات المدرجة في جدول أعمالها. ومن هنا، يجب أن يكون لبنان في طليعة المشاركين في أعمال مؤتمر وزراء الخارجية العرب، وصولاً إلى قمة الجزائر، بعد تنقية الأجواء العربية ـ اللبنانية بعد الخلافات الأخيرة التي حصلت مع دول مجلس التعاون الخليجي، إذ كان للجامعة العربية دور أساسي في إعادة الأمور إلى نصابها، وثمة متابعة في هذا الإطار للمساعي التي بُذلت لهذه الغاية.

ـ عرض للأوضاع الإقتصادية المتدهورة في لبنان، والتي بدأت تنذر بمخاوف كثيرة جراء انهيار مؤسّسات الدولة ومرافقها، ومن الطبيعي، فإن الجامعة العربية ضنينة وحريصة على مساعدة لبنان ودعمه، وهذا ما سيكون أيضاً من العناوين التي سيتم بحثها وعرضها في مؤتمر وزارء الخارجية المقبل، بهدف إيجاد السبل الآيلة لمساعدة الشعب اللبناني وخروجه من أزماته الإقتصادية والمالية والحياتية.

ويبقى، أنه، وفي موازاة هذه الأجواء، فالساحة اللبنانية مقبلة على استقبال موفدين عرب وغربيين، إلى ما يجري في باريس وعواصم أخرى من لقاءات ومشاورات، وحيث يبقى الإستحقاق الرئاسي موضع اهتمام هذه الدول، على أن تتبلور المساعي الجارية في وقت ليس ببعيد مع بداية العدّ العكسي لانتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون.