Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر October 10, 2022
A A A
الترسيم امام ساعات حاسمة.. رفض العدو سيعيد الملف الى مربع الخط 29…
الكاتب: غسان ريفي - سفير الشمال

ساعات حاسمة في ملف الترسيم بين لبنان والعدو الاسرائيلي من شأنها ان تضع البلاد امام مفترق طرق، فإما مزيدا من الهدوء والاستقرار على الحدود الجنوبية، والتفتيش عن كيفية الاستفادة من الثروة الغازية او توترات امنية قد تؤدي الى حرب في ظل المعادلة التي ارستها المقاومة الواقفة خلف قرار الدولة اللبنانية والتي تؤكد على أن “لا غاز لاسرائيل ما لم يكن هناك غازا للبنان”.

يمكن القول، إن لبنان يتقدم على اسرائيل في هذا الملف بالنقاط، كونه يتعاطى معه بموقف وطني موحد مقابل انقسام حاد في دولة الكيان عشية الانتخابات، فضلا عن حاجة العدو لاستخراج الغاز، وهذا أمر غير متوفر ما لم يستخرج لبنان، وبالتالي فإن كل البروباغندا العسكرية والتهويلية التي مارستها اسرائيل على لبنان هي لزوم ما لا يلزم انطلاقا من الضغط الاميركي الذي يشدد على ضرورة توقيع الاتفاق، ومن قناعة الجميع بان التصعيد وصولا الى الحرب سيبقي الثروة في اعماق البحار ولن يستطيع اي طرف استخراجها.

وما الكذبة الاسرائيلية حول البدء باستخراج الغاز من حقل كاريش والتي سارع بعض ضعاف النفوس والعقول في لبنان الى تبنيها والبناء عليها، الا محاولة لذر الرماد في العيون والايحاء بالقوة، في حين ان ما تقوم به شركة “انيرجين”من ضخ عكسي، لا يعدو كونه اختبارا للشركة لتقييم جهوزيتها ولا علاقة له بأي استخراج ولا يحمل اي استفادة للعدو الاسرائيلي.

في ظل هذا الواقع، فإن لبنان ينتظر الورقة النهائية التي سيحملها آموس هوكشتاين اليه بعد تبادل الملاحظات ودرسها ونقاشها مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي، وفي حال عدم قبول اسرائيل بالملاحظات اللبنانية واتجاهها نحو مزيد من المماطلة، فإن لبنان المتحصن بورقة لدى الامم المتحدة سيعتبر ان المنطقة الممتدة بين خطيّ 23 و 29 هي منطقة متنازع عليها ولا يجوز العمل فيها بحسب القانون الدولي، ما سيحول دون تمكن اسرائيل من استخراج الغاز من حقل كاريش المتواجد في قسم منه ضمن هذه المنطقة، وفي حال اصر العدو على العمل فيه والاستخراج فإن الدولة اللبنانية ومن خلفها المقاومة ستكون بالمرصاد دبلوماسيا وعسكريا، ويدرك الاميركي ومعه الاسرائيلي خطورة ذلك خصوصا ان المقاومة لا تمزح والامثلة على ذلك كثيرة.

أما في حال وافقت اسرائيل على الملاحظات اللبنانية وتخلت عن المماطلة في انجاز هذا الملف فإن الامور من المفترض ان تسير نحو خواتيمها السعيدة باشراف أميركي سواء قبل أو بعد الانتخابات الاسرائيلية والتي سيكون لملف ترسيم الحدود مع لبنان تأثيرا كبيرا فيها، حيث لا يستبعد مراقبون من ان يكون بنيامين نتنياهو ضحية هذا الملف ويسقط في الانتخابات المقبلة، خصوصا ان الانقسام الاسرائيلي بلغ ذروته وترجمته الوحيدة ستكون في صناديق الاقتراع مطلع الشهر المقبل.