Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر September 17, 2022
A A A
السيد نصرالله لقادة العدو: كلّ التهديدات لا تؤثّر فينا وعيننا وصواريخنا على كاريش

أمل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تشكيل الحكومة اللبنانية من أجل عدم الدخول في الفوضى داعياً الجميع الى التنازل والعمل بصدق لتشكيلها في الأيام القليلة المقبلة، مشدداً على أهمية إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوريّ.
واعتبر السيد نصرالله أن لبنان أمام فرصة ذهبية وتاريخية قد لا تتكرر في ملف الترسيم.
كلام السيد نصرالله جاء خلال مسيرة إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين في مقام السيدة خولة في بعلبك حيث أكد أن “العدو الإسرائيلي رعى مجزرة صبرا وشاتيلا لكن المنفذين الرئيسيين كانوا من الجهات اللبنانية المعروفة وهي كانت متحالفة معه عسكريًا في اجتياح 1982”.
وأضاف أن “نحو 1900 شهيد لبناني سقط في المجزرة المذكورة وما يقارب 3000 شهيد فلسطيني”، مشيرا إلى أن “المجزرة قد تكون أكبر وأبشع وأعظم مجزرة ارتكبت في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي”.
كما أكد السيد نصر الله أن المجزرة هي أعظم مجزرة ارتكبتها جهات لبنانية تعاملت مع العدو ولم يحاسبها أحد عليها، وقال: “هذا بعضٌ من لبنانكم وممّا اقترفته أيديكم وصورتكم الحقيقية، فثقافة الموت روّجها من ارتكب مجزرة صبرا وشاتيلا أما ثقافة الحياة فهي لمن حرروا الجنوب ولم يقتلوا دجاجة”.
وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى ذكرى مجزرة جسر المطار، وقال: “ما هي جريمة من تظاهر في 13 أيلول وهم الذين نددوا باتفاقية أوسلو؟”.
وذكر أن “أغلبية الشعب الفلسطيني وصلت الى قناعة أن طريق المفاوضات لم يؤدِ الى نتيجة والخيار الوحيد أمامهم هو المقاومة”، مشيرًا إلى أن “الضمانات الأميركية لم تحمِ الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا وحتى في اتفاقية أوسلو، وخيار غزة كان ولا زال الصمود والمقاومة”.
وقال السيد نصر الله “إننا نرى اليوم العدو يرتعب من الضفة لأنه يقاتل جيلًا من الشباب، ويوم الأربعين هو يوم المقاومة والثبات والبطولة وهيهات منّا الذلة”.
وعبر عن تقديره واحترامه “للشباب الفلسطيني في الضفة ولإبائهم وحضورهم في الميدان”، وقال إن “كلّ الشرفاء في العالم يتطلعون إليكم ويعلّقون عليكم الآمال”.
واعتبر أن “البيان الأخير الذي أصدره الإخوة في حركة “حماس” حول إعادة العلاقات مع سوريا موقف متقدّم جدًا”، مضيفًا أن “سوريا التي يجب أن تُعزّز العلاقات معها من قبل الجميع هي التي كانت دائما السند الحقيقي لفلسطين والقدس، لأن ما نحتاجه اليوم أن تتوحّد كلّ قوى المقاومة، كون هذا المحور هو الأمل الوحيد الذي يستطيع السوريون واللبنانيون والفلسطينيون حفظ حقوقهم”.
وحول ملف ترسيم الحدود البحرية، أكد السيد نصر الله أن “لبنان أمام فرصة ذهبية وتاريخية قد لا تتكرر وفرصتنا الوحيدة أن يتمكن لبنان من استخراج النفط والغاز. بالنسبة لنا المهم ألّا يحصل استخراج من حقل كاريش قبل حصول لبنان على مطالبه المحقة”، مشددًا على أن “الخطّ الأحمر بالنسبة إلينا هو بدء استخراج الغاز من كاريش”.
وكشف السيد نصر الله “أننا أرسلنا رسالة بعيدًا عن الإعلام أننا أمام مشكل اذا بدأ الاستخراج، إذ لا يمكن أن نسمح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش قبل حصول لبنان على حقوقه وهذا شأن الدولة اللبنانية”، مؤكدا أن “هدفنا أن يتمكّن لبنان من استخراج النفط والغاز، وهذا الملفّ لا يتصل بأيّ ملف آخر”.
وتوجه نصرالله إلى قادة العدو بالقول إن “كلّ التهديدات لا تؤثّر فينا ولا تهزّ شعرة من لحيتنا، وعيننا وصواريخنا على كاريش، وإذا فُرضت المواجهة فلا مفرّ منها على الإطلاق”.
وعن القرار المتعلق بقوات “اليونيفل”، قال السيد نصر الله إن “من فعل ذلك من اللبنانيين إمّا جاهل أو متآمر، لأن هذا القرار يفتح الباب أمام مخاطر كبيرة في منطقة جنوب الليطاني”، مضيفًا: “إذا أرادوا أن يتصرفوا بعيدًا عن الدولة والجيش اللبناني فإنهم يدفعون الأمور الى ما ليس في مصلحتهم”.
وفيما يتعلق بأزمة تشكيل الحكومة، أكد أنه “يجب حكمًا أن تتشكل حكومة” مضيفاً: “لا يجب أن نصل الى فراغ رئاسي في ظلّ حكومة تصريف أعمال، فندخل في حالة من الفوضى آملاً أن يتمكن الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي تشكيل الحكومة ولدينا آمال كبيرة في هذا المجال لافتاً الى أن المسؤولية تتطلب التنازل والعمل بجهد لتشكيل الحكومة بأسرع وقت”.
مؤكدًا “أهمية إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، خصوصًا أن التهديد والوعيد لا طائل منه”.
السيد نصر الله لفت إلى أن حزب الله “يؤيّد الدعوات إلى الاتفاق حول الرئيس وأن تكون هناك لقاءات بعيدًا عن التحدي والفيتوات”، مضيفا أنه “يجب أن يحظى رئيس البلاد المقبل بأوسع قاعدة شعبية للقيام بدوره القانوني والدستوري”.
وتحدث عن أحداث اقتحام المصارف، قائلا إن “المعالجة الأمنية لا تكفي، ويجب على المسؤولين تأليف خلية أزمة وخلية طوارئ لإيجاد حلول حقيقية”.
كما تطرق لموضوع الفيول الإيراني، مذكراً بأن “‏خلال أيامٍ سيتوجه وفد من لبنان إلى إيران لبحث ملف الفيول وطهران أبدت منذ البداية استعدادها لتقديم العون والمساعدة للشعب اللبناني”.
وختم السيد نصرالله بالقول: “أياً تكن الصعوبات التي تحيط بنا في لبنان والمنطقة لن يكون أمامنا إلا النصر ويمكن لشعوبنا أن تفرض ارادتها”.