Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر August 13, 2022
A A A
الحلبي: لن نستسلم للأزمات

أقامت المدارس الرسمية في الشوف الاحتفال التكريمي السنوي الأول للتلامذة الناجحين في الشهادة المتوسطة للعام الدراسي 2021-2022، وذلك في دار آل البعيني في مزرعة الشوف، برعاية رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط ممثلا بالنائب أكرم شهيب، وبحضور وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال القاضي عباس الحلبي وشخصيات وفاعليات.

قال شهيب: “تحية للمدرسة الرسمية التي أثبتت، على رغم الصعاب أنها الأمينة على الرسالة، وأنها إذا وفرت الدولة لها مستلزمات العمل، قادرة أن تكون دائما في المقدمة، وتحية إلى معالي الوزير الصديق القاضي عباس الحلبي الذي تمكن مع أركان الوزارة، وبتجاوب الهيئات التعليمية معه من إجراء الإمتحانات الرسمية هذا العام بنجاح، وفي ظروف في غاية الصعوبة”.

وتابع: “إن الأزمة الخانقة التي تمر بها مدارسنا حاليا، تهدد بانهيار القطاع التعليمي إذا لم يتم تدارك ذلك بتأمين مقومات الصمود للأساتذة والمعلمين، فالاستثمار الأساسي ليس في البناء، ولا في الكهرباء، ولا في الإنترنت، بل هو في المدراء والمعلمين، إنهم مستقبل التربية والتعليم في هذا البلد، ومعالي وزير التربية لم يقصر سعيا في هذا المجال، لا من خلال ما تبقى من دولة، ومع الأسف، ولا من خلال الجهات المانحة، ويبقى الأمل في أن يتمكن من زيادة الحوافز، ومضاعفة الرواتب، وزيادة بدلات النقل، وحل مشكلات المتعاقدين والمستعان بهم”.

ورأى أن “تأمين لقمة العيش، والمدرسة والجامعة، والمستشفى والكهرباء والمحروقات، والاتصالات للمواطن أهم من أي إصطفاف سياسي، أو أي إستحقاق مهما كان نوعه، والمختارة التي وقفت وتقف إلى جانب الناس، لن تألو جهدا في البحث عن الحلول التي تنفذ المواطن من هذه الكارثة التي أوصلونا إليها، وما الحوار إلا الطريق الأقصر لخلق مساحة مشتركة للخروج من هذا النفق المظلم. لن نفقد الأمل، وستعود الحياة إلى لبنان، وإلى المدارس، وإلى كل المؤسسات في هذا البلد”.

وختم مباركا للتلامذة نجاحهم، وللأهالي والمعلمات والمعلمين وإدارات المدارس جهودهم في سبيل تحقيق هذا النجاح.

بدوره تحدث الحلبي، فقال: “لن نستسلم للأزمات طالما يوجد في البلاد وفي الدول الشقيقة والصديقة من يقف إلى جانب التربية في لبنان وينجيها من عاتيات الظروف. وان المدارس الرسمية وإداراتها، وأساتذتها وتلامذتها وأهاليهم، قد عانوا من انعكاس الأزمات، وتأثرت المدارس بالإضرابات والتعطيل، كما عانت من النقص الكبير في المحروقات والكهرباء والنقل المدرسي ولوازم التشغيل، غير أننا نجحنا في تأمين بعض الحوافز من الجهات المانحة والدول الصديقة، فأنهينا عاما دراسيا في فترة استثنائية وظروف غير مسبوقة، وأنجزنا الامتحانات الرسمية وأصدرنا نتائجها”.

وتوجه بالتحية إلى المعلمين بجميع مسمياتهم “على التضحية التي قدموها، وعلى المعاناة التي تكبدوها في تأمين عام دراسي إلى حد مكننا من إجراء الامتحانات الرسمية وإعادة الاعتبار إلى الشهادة الرسمية”، كما بارك للتلامذة الناجحين وشكر الأهالي الذين صبروا حتى بلوغ هذه الغاية.

وتابع: “عدت بالأمس مع رئيس الجامعة اللبنانية من زيارة إلى دولة قطر الشقيقة، ونأمل أن لا تبخل علينا، هذه الدولة الصديقة، وهي وعدتنا بالدعم لكي نتابع العام الدراسي والجامعي، وهي صاحبة الأيادي البيضاء في الوقوف إلى جانب لبنان في أحلك الظروف، ونحن ننتظر الاستجابة إلى طلبنا ونتطلع بأمل كبير لتحقيق هذه الغاية”.

وأوضح الحلبي أن “خشيتنا على العام الدراسي وعلى المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية لا تنحصر فقط بالتعليم الرسمي والجامعة الوطنية، بل تتعداها إلى التعليم المهني والتقني الرسمي والخاص والى المدارس والجامعات الخاصة، فالجميع في أزمة، والكل يحتاج إلى العناية والدعم لتقطيع المرحلة، لكن كل ما يحدث يثبت لنا أن لا بديل عن الدولة المنيعة المتماسكة، الراعية لمواطنيها ومؤسساتها، وعن المرحلة التي نمر بها، وهي مرحلة الخراب الكامل والتعطيل الشامل والغياب التام للدولة، فإننا من موقعنا وحرصنا مع المخلصين نبذل كل ما في وسعنا للمحافظة على التعليم والتربية وفاعلية النظام التربوي، كما نجتهد لتطوير المناهج من خلال إنجاز الإطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي، وتحديث آلية التقييم والإمتحانات الرسمية، بالتعاون مع الجميع”.