Beirut weather 13.54 ° C
تاريخ النشر July 4, 2022
A A A
مانشيت “الأنباء”: رسائل عسكرية في مفاوضات الحدود.. والتأليف طبقٌ بارد في اليوميات السياسية
الكاتب: الأنباء الإلكترونية

بالتزامن مع مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، وكذلك الإجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في بيروت، أتى إرسال حزب الله للمسيّرات باتجاه حقل كاريش ليخترق المشهد السياسي ويتقدم في أولويات المتابعة والتحليل. فحزب الله أراد من خلال خطوة المسيرات إيصال رسالة لإسرائيل إعتبرها في بيانه أنها وصلت. بينما ردت تل أبيب بأن ما قام به الحزب يعّرض قدرة لبنان على التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود.

 

القراءة الدقيقة لما جرى بالأمس قد تتضح أكثر عندما ينقل الوسيط الأميركي الردّ الإسرائيلي على المقترحات اللبنانية بشأن ترسيم الحدود البحرية، وبالتالي معرفة ما إذا كانت إسرائيل ستواصل العمل في حفر البئر قبل التوصل إلى اتفاق مع لبنان.

 

وفيما استبعد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إمكانية وقوع حرب تعليقا على موضوع المسيرات، منبّهاً إلى أن العدو الإسرائيلي لا يقصّر في انتهاك الاجواء اللبنانية، أشارت مصادر سياسية متابعة لـ “الأنباء” الإلكترونية إلى ان ما جرى في أجواء كاريش “يمكن وصفه برسالة عسكرية سياسية، فاسرائيل باشرت استخراج الغاز من حقل كاريش، وحزب الله يعرف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أجرى مفاوضات بهذا الشأن امتدت لأكثر من عشر سنوات وقد أعلن عن ذلك مرارا وتكراراً، ومن غير الممكن ألا يكون بري قد وضع حزب الله في أجواء اتصالاته، وهو كان أعلن عن اتفاق الإطار بنفسه”. واعتبرت المصادر أن “إطلاق حزب الله وغيره للمسيرات لن يؤدي الى تطورات عسكرية”.

 

في الوقت نفسه وصف النائب السابق وهبي قاطيشا إرسال المسيرات “بلعبة طيارة من ورق التي لا معنى لها”، ورأى في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية أن “من يريد القيام بعمل جدّي عليه أن يتصرف بجدّية. فهذه المسيّرات يرسلها الحزب لتقوم اسرائيل بتدميرها للقول نحن هنا بهدف الكسب الإعلامي والسياسي على المستوى الشعبي”، مستبعدا حصول عمل عسكري، واعتبر أن “المواقف هي للاستهلاك المحلي كمثل ما بعد بعد النقب” وكل ذلك يعود لمصطلح لو كنت أعلم”.

 

النائب السابق فارس سعيد أشار عبر “الأنباء” الالكترونية إلى أن المسيّرات “جاءت لتؤكد أن موضوع ترسيم الحدود البحرية ليس شأنا لبنانيا واسرائيليا وأميركياً فقط، بل إيران موجودة بقوة في المنطقة وهذا الملف فاصلة من برنامج مفاوضات فيينا”، معتبراً أن “أي ترتيب في المنطقة من دون ايران لن يتم، وحزب الله وإيران موجودان في كل لحظة، وهي تريد أن تقول أنا موجودة على الحدود البرية والبحرية في لبنان وسورية. الآن أرسلنا مسيرات غير مزودة بأسلحة، وغدا سنرسلها مع أسلحة”.

 

سعيد ربط ما يجري بكلام الوزير اليمني الذي اتهم لبنان بالتدخل بشؤون اليمن الداخلية، وأضاف: “إيران موجودة والمنطقة كلها تحت الاحتلال، والهدف ضرب السنة والسيطرة على الأقليات”، كما يرى سعيد.

 

ومع تحول الأنظار جنوبا، تبقى عملية تأليف الحكومة تسير بين الألغام وتبدو كأنها طبقٌ بارد على مائدة الحديث السياسي، والرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي يزور قصر بعبدا مجددا اليوم لاستكمال التشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون ليس مستعدا لفتح معركة مع أي طرف سياسي من أجل تشكيل حكومة لمدة شهرين أو ثلاثة كما قال.

 

النائب السابق علي درويش أكد في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية عقد لقاء جديد في بعبدا اليوم بين ميقاتي وعون “وعلى أساسه قد يتبلور الموقف بما يخص تشكيل الحكومة”، معتبرا أن كلام الرئيس ميقاتي أول من أمس يؤكد وجود عقبات انما هذا الامر لا يجعله ييأس، وهو يسعى جاهدا لتشكيل حكومة لأن ذلك افضل بكثير من بقاء البلد في عهدة حكومة تصريف الاعمال.