Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر May 6, 2022
A A A
ماذا دوّنت “الديار” في سطور افتتاحيتها؟
الكاتب: الديار

 

 

على وقع «الصمت» الانتخابي في الداخل، يتوجه اللبنانيون في الدول العربية اليوم، باستثناء الامارات التي يقترع لبنانيوها الاحد كما في سائر الدول الغربية، الى مراكز الاقتراع و «العين» على حجم الاقبال على صناديق الاقتراع في ظل رهانات قد تكون مبالغ فيها من قبل بعض الاطراف السياسية على «قلب الطاولة» بأصوات هؤلاء خصوصا اذا ما اقترع كل المسجلين او معظمهم، في بعض الدوائر المفصلية وفي مقدمها دائرة بشري- الكورة – زغرتا – البترون المصنفة بدائرة السباق نحو بعبدا وليس «ساحة النجمة» حيث تجاوز عدد المسجلين الـ 26 الف ناخب بينما يبلغ الحاصل الانتخابي المفترض نحو 12 الفا، وهذا يعني ان التاثير سيكون حاسما في حال ارتفعت نسبة الاقتراع.

 

 

توقيت الحملة ؟

ووفقا لمصادر مطلعة، يبدو الهجوم السعودي على الحريري مستغربا في توقيته، وكأن السعودية اكتشفت فجاة ان خروجه من الحلبة السياسية سيكون له تداعيات خطيرة في صناديق الاقتراع، مع العلم ان الفرنسيين ومعهم الاماراتيين سبق وحذروا الرياض من مغبة الاستمرار في سياسة «عزل» الحريري واضعافه، وجرت محاولات كثيرة قبل اعلان عزوفه لتامين عودته الى «الحضن» السعودي، لكن المملكة اصرت على رفض اي مبادرة في هذا السياق، والان توجه اللوم لرئيس تيار المستقبل وتحمله مسؤولية قرار لم يكن لديه خيار في عدم اتخاذه بعدما اقفلت في وجهه كل «الابواب» في المملكة وجرّد من اي دعم سياسي او مالي يساعده بالاستمرار في العمل السياسي، واذا كانت الرياض تريد الان مراجعة سياستها، فانها مرة جديدة ترتكب المزيد من الاخطاء عبر استفزاز «الشارع» السني الذي لم يعد «يطيق» كل المظالم المرتكبة بحق الحريري الذي تحوله الرياض الى «شهيد حيّ».

 

«تسويات مذلّة»

وفي سياق الحملة نفسها، قالت صحيفة الشرق الاوسط السعودية ان الحريري صاحب القرارات الخاطئة، و «التسويات» المذلة مع حزب الله كانتخاب ميشال عون رئيساً، إلى دوره في تغطية تغول الدويلة تحت يافطة «ربط نزاع»، ودوره في تلزيم حقيبة المالية للثنائي المذهبي؛ ما أفقد رئاسة الحكومة الكثير من صلاحياتها مع منح هذا الفريق حق الفيتو، ليتقدم مشروع «المثالثة» خطوة كبيرة مع التوقيع الثالث! إلى دوره في حماية المدعى عليهم في جريمة تفجير المرفأ، فبدت الدعوة للمقاطعة تسديد فواتير لاحقة لـحزب الله تمكنه من حجز مقاعد سنية مستفيداً من بلوكاته الانتخابية مقابل التراجع في نسبة التصويت.! ووصفت الدعوات للمقاطعة بانها وجه آخر من الممارسة العبثية لمن علّق عمله السياسي وشعاره «من بعدي الطوفان»(؟!)

وفي سياق التماهي مع الحملة السعودية اكد وزير الداخلية بسام مولوي زيارة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان في دار الفتوى أنّ التخلّف عن الانتخابات لا يفيد أحداً ولا يفيد البلد، ودعا اللبنانيين إلى الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع، معتبراً أنّ هذه فرصتهم للتّغيير، ومُشكّكاً في أن يؤدّي الامتناع إلى الغاية المرجوّة. وفي السياق نفسه، شدد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى اثر زيارة من دار الفتوى على ان «المشاركة في الانتخابات واجب وطني من أجل المساهمة في إنقاذ البلد»…

 

ازمة «برودة»

في هذ الوقت، لا تبدو مشكلة العزوف عن الاقتراع مشكلة سنية فقط، فثمة برود غير اعتيادي من قبل الناخبين، واذا كان نصف اللبنانيين لم يقترعوا في العام 2018 فان الاحصاءات الراهنة تشير الى ان نصف الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد، وبحسب ماكينات غالبية الاحزاب، لا تبدو الانتخابات أولوية حتى الان الا للحزبيين الملتزمين وبعض المنتفعين، وتبين ايضا ان غالبية اللبنانيين غير مهتمين بمتابعة «الكباش» الاعلامي بين المرشحين، على الرغم من الانفاق المالي الكبير على الظهور الاعلامي، وبحسب المستطلعين فان الشعارات المطروحة غير واقعية، ولا احد يقدم حلولا للمشاكل الاقتصادية القائمة في البلاد، وما يحصل مجرد تبادل الاتهامات بالمسؤولية بين مجموعة من «الشركاء» في الانهيار، اما الشعارات الكبرى والاستراتيجية فمثيرة «للسخرية»، لان احدا من «خصوم» حزب الله غير قادر على تنفيذ وعوده بنزع السلاح او «تحرير» لبنان من «الاحتلال» الايراني، بينما يدرك الحزب ان سلاحه ليس في خطر، ولا تحدد مصيره اغلبية نيابية «لا تقدم او تؤخر»، ولهذا يمكن القول ان الاولوية لدى الاحزاب في المسافة الفاصلة عن الاستحقاق الانتخابي في 15 ايار تبقى في اقناع شريحة واسعة من اللبنانيين المحبطين بعدم «المقاطعة» وذلك كي لا تفقد الانتخابات شرعيتها الشعبية. وفي هذا السياق، برزت مجددا عملية»شراء» الاصوات وعلى سبيل المثال لا الحصر، تحدث بعض المواطنين في دائرة «بيروت الثانية» عن وصول «سعر» الصوت الى 300 دولار… !

 

ميقاتي يحذر من «الفراغ»

في هذا الوقت، تفقد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي غرفة العمليات الخاصة بإدارة ومراقبة الانتخابات النيابية في الخارج التي أنشأتها وزارة الخارجية والمغتربين. وفي جلسة مجلس الوزراء تخوف رئيس الحكومة من الفراغ بعد الانتخابات وقال «نحن وضعنا القطار على السكة الصحيحة. يبقى أن يقود هذا القطار إلى محطات آمنة، وأن نكون مستعدين وجاهزين عندما يحين أوان الحلول الإقليمية المنتظرة. وطالب الجميع بعد طيّ صفحة الإنتخابات النيابية «العمل لتجنب الوقوع في مطبات الفراغ القاتل على مستوى السلطة التنفيذية، التي ستلقى على عاتقها مسؤولية البدء بمسيرة إنهاض لبنان من كبوته».

 

تخبط لبناني في ملف «الترسيم»

في غضون ذلك، لا يزال «الارباك» الرسمي سيد الموقف ازاء ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية جنوبا، وقد انعكس ذلك «صمتا» مريبا فيما انطلقت باخرة «انرجين باور» من سنغافورة في طريقها الى حقل «كاريش» للبدء بالتنقيب عن الغاز في غضون 35 يوماً على أن تبدأ بالإنتاج في الربع الثالث من العام الجاري التزاماً بالعقود الموقَّعة مع شركة الكهرباء الاسرائيلية.

وقد اكدت اوساط مطلعة انه بعدما تنازلت السلطة اللبنانية عن الخط 29 الذي رسمه الوفد التقني العسكري السابق المفاوض حول الحدود البحرية مع إسرائيل والقبول بالخط 23، باتت الدولة اللبنانية في موقف ضعيف، ما سمح للاميركيين والاسرائيليين برفع سقف الضغوط العملية بمنح الجانب اللبناني نحو شهر لتقديم التنازلات المطلوبة او فرض امر واقع دون حصول تفاهمات ثنائية.

 

ووفقا لتلك الاوساط، المطلوب من الجانب اللبناني تحرك رسمي علني بالعودة عن تنازل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن الخط 29 وتبني الخط 23 لان هذا الاجراء كفيل وحده بمنع إسرائيل من البدء بالتنقيب عن النفط والغاز في حقل «كاريش» فالشركة اليونانية لن تخاطر بالعمل في منطقة متنازع عليها، لكن على لبنان اثبات هذا الامر بوثيقة رسمية في الامم المتحدة، فهل ثمة من سيتخذ قرار يتحدى فيه الولايات المتحدة على ابواب استحقاقات داهمة ومصيرية بعد الانتخابات؟ سؤال برسم المسؤولين عن الملف، تقول تلك الاوساط التي تشير الى ان مسار وتطورات الموقف اللبناني سيكشف ما اذا كان قد حصلت تنازلات معينة في مقابل مصالح ضيقة.

 

خطر انهيار الجيش الاسرائيلي؟!

وفيما لبنان يفرط بثروته النفطية، نصف الإسرائيليين متشائمون مما ينتظرهم في العقد المقبل أمنياً واقتصادياً، وعلى وقع تقارير رسمية من خطر انهيار الجيش النظامي، يبرز التشاؤم الأمني بتخوف الإسرائيليين من الحرب في المدى القريب…

في غضون ذلك، أوضح عضو الكنيست السابق، عوفر شيلح، أن «13% من الجنود يتسرّبون من الخدمة انطلاقاً من عوامل نفسية، ومثل هذه النسبة أيضاً لدى الحريديم (المتشدّدون اليهود) الذين لا يخدمون في الجيش من أجل التفرغ لدراسة التوراة». ولفت شيلح إلى أن هناك أزمة شاملة في القوى البشرية تتمثل في «عدم الرغبة في الاستعداد للخدمة النظامية والتوجه إلى رتبة ضابط، أو التوقيع على الخدمة الدائمة، وصولاً إلى خدمة الاحتياط. وفي السياق نفسه، وجّه شيلح انتقاداً إلى الجيش الاسرائيلي، على خلفية عدم جهوزيته لمواجهة تحدي أزمة القوى البشرية الماثلة أمامه، خصوصاً أن الجيش لا ينجح في إقناع القوى البشرية الممتازة بالبقاء في صفوفه. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يُدرك انهيار النوعية في الخدمة الدائمة الأولى، للضباط الشبان، وفي الخدمة الدائمة عموماً، لكنه لا ينجح حتى الآن في وضع سياسة لمواجهة هذه الأزمة، معتبراً أن الجيش يحيا في حالة من الإنكار حيال الانهيار المحتمل في الجيش النظامي، ووصف شيلح الأزمة القائمة في القوى البشرية، بأن الجيش يسير بأعين مفتوحة في اتجاه الهاوية؛ حيث سيحصل الانهيار في غضون سنوات قليلة»…