<

►

>

مفجوعة طرابلس، كان ليلها امس اشبه بكابوس، على ارصفة مرفئها اصطفت عشرات السيارات التابعة للصليب الاحمر اللبناني وفرق الاسعاف لنقل الناجين من حادثة غرق الزورق الذي انطلق من بلدة القلمون باتجاه قبرص وعلى متنه عشرات المهاجرين معظمهم من ابناء المدينة.
ليست المرة الاولى التي تفجع فيها طرابلس بحادثة مماثلة ومن المؤكد لن تكون الاخيرة في ظل الفقر المدقع الذي يطال شريحة واسعة من اهلها وفي ظل الاوضاع الضاغطة على اكثر من صعيد.
بالامس ركب زورق الموت اناس اعتقدوا ان رحلتهم ستقودهم الى واقع افضل من الإحباط الذي يعيشون فيه ومن العوز المرافق ليومياتهم الا ان الرحلة جاءت عكست توقعاتهم وما ان انطلق الزورق حتى غرق بمن فيه وارتفعت صرخات الاستغاثة التي لبتها فرق الاغاثة وتمكنت من نقل خمسين ناجياً الى مستشفيات طرابلس وضحية واحدة هي طفلة لم تتجاوز عامها الثاني فيما عمليات البحث مستمرة حتى الساعة للعثور على مفقودين.
مفجوعة طرابلس، فالفقر والعوز والحرمان والقلق والبطالة خبز اهلها اليومي الذين يفضلون ركوب المغامرة عسى ان تكون ايامهم افضل
فيمخرون عباب البحر فارين من واقع صعب على متن قوارب صغيرة او كما يسمونها اهل البحر “فلوغا” قد تصل بهم الى بر آمن وقد تكون أيضا حصيلة جديدة لضحايا تبتلعهم الأمواج بعد ان كان ابتلعهم الفقر ودفعهم الى ركوب هكذا مخاطرة.
وفي تفاصيل رحلة الموت امس ان الزورق انطلق عند السابعة مساء من منطقة القلمون بطريقة غير شرعية الا انه سرعان ما غرق قرب جزيرة الارانب مقابل شاطىء الميناء فتحول مرفأ طرابلس الى ما يشبه مركزا ميدانيا لاسعاف الناجين والبحث عن المفقودين وسط غضب الاهالي الذين توافدوا لمعرفة مصير اولادهم واقاربهم حيث اكد بعضهم في دردشة لموقع المرده ان ابناءهم يخاطرون بسبب القلة والعوز فمنهم من لا يتمكن من تأمين الدواء والطعام لأطفاله ومنهم من يعيش بطالة منذ اكثر من سنتين، متسائلين اين المعنيين مما يجري في طرابلس واين الدولة التي من واجبها تأمين ابسط مقومات العيش لابنائها؟.
بالمقابل ارتفعت سلسلة صرخات في طرابلس تطالب الدولة بوضع حد للتهريب والمهربين الذين يتاجرون بأرواح الناس من دون شفقة او رحمة ويوهمونهم بجنة موعودة خارج البلاد ليجدوا انفسهم اما غرقى او يلقى القبض عليهم وتتم اعادتهم من حيث جاءوا بعد ان يكونوا دفعوا ثمن ترحيلهم كل ما يملكون من مال.
وسط الانهيار الاقتصادي غير المسبوق والمرحلة الصعبة التي يمر بها البلد تصبح الهجرة حلم يسعى كثيرون الى تحقيقه بشتى الوسائل الشرعية وغير الشرعية وان كانت لا توجد احصاءات رسمية شاملة لعدد الاشخاص الذين غادروا لبنان عن طريق الهجرة غير الشرعية فان الواقع يشير الى نشاط مكثف لشبكات التهريب والمهربين الذين يتقاضون الاف الدولارات ويخدعون الناس بتوفير شروط الامان في الرحلة ليجدوا انفسهم في الحقيقة وسط قوارب موت تغيب عنها ابسط شروط السلامة العامة.

وفي وقت لاحق ‏صدر عن قيادة الجيش– مديرية التوجيه البيان الآتي:‏
بتاريخ 23 / 4 / 2022 تمكنت القوات البحرية التابعة للجيش حتى الساعة من إنقاذ ٤٨ شخصاً بينهم طفلة متوفية كانوا على متن مركب تعرّض للغرق أثناء محاولة تهريبهم بطريقة غير شرعية، قبالة شاطئ القلمون – الشمال، نتيجة تسرّب المياه بسبب ارتفاع الموج وحمولة المركب ‏الزائدة. وقد عملت القوات البحرية بمؤازرة مروحيات تابعة للقوات الجوية وطائرة “سيسنا” على سحب ‏المركب وإنقاذ معظم من كان على متنه حيث قُدمت لهم الإسعافات الأولية ونُقل المصابون منهم إلى مستشفيات المنطقة، فيما تواصل القوى عملياتها براً وبحراً وجواً لإنقاذ آخرين ما زالوا في عداد المفقودين. وقد تمَّ توقيف المواطن (ر.م.أ) للاشتباه بتورطه في عملية التهريب .
بوشرت التحقيقات باشراف القضاء المختص.