Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر October 14, 2016
A A A
زيت زيتون الكورة: أمراض ومنافسة
الكاتب: فاديا دعبول - السفير

تتواصل معاناة مزارعي الزيتون في الكورة، في ظل اجتياح مرض عين الطاووس لكروم الزيتون، وغياب الدعم المطلوب من الدولة وإغراق الأسواق المحلية بالزيت المستورد.
أكثر من مليوني شجرة معمرة تقريبا معرضة للمرض، الأمر الذي دفع اتحاد بلديات الكورة إلى دعوة رؤساء البلديات لاجتماع «بهدف تنظيم عملية القطاف وتحديد بدلات العمال بالساعات، وتشجيع بيع الانتاج المحلي دعما للمزارع».
كما عقدت «لجنة الطوارئ في تجمع الهيئات الممثلة لقطاع الزيتون في لبنان» اجتماعاً في كفرحزير ناقشت فيه موضوع الزيت المستورد، معتبرة انه المشكلة الاساسية التي تهدد قطاع الزيتون، ودعت المزارعين «إلى التحرك في حال استمرار إغراق الاسواق بالزيت المستورد»، برغم ان وزارة الزراعة اللبنانية منعت منذ أسابيع استيراد زيت الزيتون، وتعهد وزير الزراعة بعدم إعطاء أي إجازات استيراد لزيت الزيتون.
وإذ يشير جوزيف منصور (احد اصحاب المعاصر الكورانية) الى ان ما يقارب ربع الزيت الكوراني من النخب الممتاز لا يزال منذ العام الفائت في الخوابي، يرى رئيس مجلس إنماء الكورة جورج جحى ان سهول الكورة الوسطى في اميون وبشمزين وبطرام وكفرحزير يتراجع إنتاجها سنويا، وتكاد مواسم اشجارها التي تقدر بـ400 الف شجرة تقريبا تشح، بسبب رفع الاتربة في الستينيات من وسط السهل، وتكوين حفر عميقة تتجاوز 25 مترا، ما أدى الى جرف الاتربة المجاورة جراء الامطار الى الحفر القاحلة، وافتقاد الاشجار المجاورة للتغذية واجتياحها بمرض عين الطاووس.
واعتبر ممثل برنامج « USAID – LIVCD» رولون عنداري ان مشكلة الزيت والزيتون في الكورة، وتحديدا مكافحة مرض عين الطاووس، يحتاج الى تضافر ثلاثة عناصر: تعاون الوزارة مع المزارعين، التعاون مع البلديات، التعاون مع التعاونيات الزراعية.
ويقول أحد التجار إن المزارع الكوراني يتعرض لخسائر كبيرة جراء بيعه زيته البكر الممتاز بسعر يقارب سعر المستورد، أي بـ60 دولارا تقريبا للتنكة الواحدة، مقابل ارتفاع تكاليف المزارع في عملية القطاف، إذ إنها تقارب الـ30 الفا للعامل بدل كل ساعة، وهو ما يدفع للتشجيع على استعمال الآلات في القطاف لما يساهم ذلك في توفير نصف التكاليف، بحيث إن مصاريف تنكة الزيت تنخفض من 40 دولارا تقريبا الى 25 دولارا تقريبا.
في المقابل، يركز سيزار جبور (أحد كبار الملاكين) على الحاجة الى خطة متكاملة تقوم بها الدولة «من خلال شرائها المحاصيل وتصريف الإنتاج».
ويطالب رئيس الفرع الزراعي في «الاتحاد الوطني العام للجمعيات التعاونية» في لبنان جورج قسطنطين العيناتي الحكومة بتكليف «الهيئة العليا للإغاثة» بشراء خمسمئة ألف تنكة زيت من المزارعين بسعر تشجيعي تعويضاً عن الضرر اللاحق بهم، على أن توزع هذه الكمية على الجيش والمؤسسات الأمنية والصحية والاجتماعية، وضرورة الانتهاء من تسديد مستحقات المزارعين الذين لم يستوفوا حتى تاريخه، مستحقاتهم عن الزيت الذي سلّموه في العام 2013.
***
a6d6d87c-72ec-4558-8d52-743a38120570
انطلاق موسم قطاف الزيتون في الكورة