Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر April 13, 2022
A A A
مانشيت “الأنباء”: قلق من اختلاق أحداث أمنية لتطيير الانتخابات
الكاتب: الأنباء الإلكترونية

سرق انفجار بنعفول الأضواء من أمام الأحداث الروتينية والأزمات المستمرة والتي تمتد تبعاتها لأيام قبل أن تستجد ‏أزمات أخرى لترخي بظلالها، إذ استفاق اللبنانيون على خبر انفجار هزّ مدينة صيدا، وأودى بحياة الشاب علي الرز، ‏كما أدّى إلى إصابة 7 أشخاص آخرين، ونجم عنه دمار مركز للدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية، ‏كما والطابق المخصص لبلدية بنعفول‎.‎

رواية تحدّثت عن احتكاك كهربائي أدّى إلى انفجار عبوات أوكسيجين كانت مخزّنة في المكان، وتعود لفترة انتشار ‏وباء كورونا. إلّا أنّ حجم الانفجار الضخم، ودمار المبنى بشكل كامل، إضافة إلى الأضرار الكبيرة في المحيط، طرح ‏تساؤلات حول الأسباب الحقيقية للانفجار والرواية المتداولة، علماً أنّه ليس الانفجار الأول الذي يحصل في الجنوب، ‏وتبقى المعلومات طي الكتمان‎.‎

في السياسة، واصل السفير السعودي في بيروت، وليد البخاري، استقبال المهنّئين بعودته وعودة العلاقات الدبلوماسية ‏بين لبنان والمملكة إلى مستواها السابق، وهو باب عودة التوازن إلى الموازين الداخلية، كما والانتعاش إلى الاقتصاد. ‏لكن ذلك لن يكون إلّا بعد التزام لبنان بجملة من الشروط، منها منع تصدير الإرهاب والمخدرات إلى دول الخليج. ومن ‏المرتقب أن يجول البخاري على الرؤساء الثلاثة أيضاً‎.‎

اقتصادياً، توقّف توزيع الخبز على المحلات التجارية بسبب شح مادة الطحين على إثر عدم فتح مصرف لبنان ‏لاعتمادات جديدة من أجل الاستيراد، فواجه اللبنانيون نقصاً. كما شهدت الأفران طوابير من الناس التي تهافتت من ‏أجل الشراء. إلّا أنّ اتفاقاً تمّ مساءً قضى بتأمين مبلغ 15 مليون دولار من حقوق السحب الخاصة بلبنان لدى صندوق ‏النقد الدولي، ومن المفترض أن يحل المبلغ الأزمة مبدئياً، إلّا أن الحل يبقى موضعياً، ومن المرتقب أن تتجدّد الأزمة ‏قريباً مع انتهاء المبلغ المرصود‎.‎

بالعودة إلى انفجار بنعفول، ثمّة تخوّف من أن يبدأ مسلسل من الأحداث الأمنية يكون هدفه تطيير الانتخابات، وهذا ما ‏ألمح إليه رئيس لقاء “سيدة الجبل” فارس سعيد في تغريدة عبر “تويتر”، قال فيها “تكلّم السيد حسن نصرالله عن من ‏يريد “افتعال أحداث” تؤدي إلى تأجيل الانتخابات، وبعد ساعات على كلامه انفجر مبنى قرب صيدا…. شدّوا ‏الأحزمة‎”.‎

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أشار سعيد إلى أنّ “ما لفت الانتباه كان حدوث الانفجار بعد بضع ساعات من ‏حديث نصرالله والتحذير من أحداث تؤدّي إلى تطيير الانتخابات، وهو تزامن مشبوه‎”.‎

ورغم قلقه من الأحداث الأمنية، إلّا أنه شدّد على وجوب إجراء الانتخابات في موعدها، واعتبر أن، “التأجيل لأسباب ‏داخلية غير مقنع، بل الملف مرتبط بمفاوضات فيينا والاتفاق النووي، وفي حال التعثّر، قد تلجأ إيران إلى استغلال ‏غياب الاستقرار لتطيير الانتخابات في لبنان، وتحقيق أهداف سياسية‎”.‎

وختم سعيد حديثه مشيراً إلى أن “ثمّة جهة واحدة قادرة على الإطاحة بالانتخابات أو تثبيت إجرائها، وهي حزب الله. ‏أما الأطراف المتبقية فهي غير قادرة حتى لو أرادت، وحتى الآن، الحزب يريد الاستحقاق، لكن تبدّلاً قد يطراً تماشياً ‏مع المستجدات الخارجية‎”.‎

رئيس تحرير موقع “الأمن والدفاع العربي”، العميد المتقاعد ناجي ملاعب، لفت إلى أنّ “أسباب الانفجار لم تتضح ‏بعد، لكن من المستهجن تصّرف بعض القوى المحلية، وبالذات في مناطق الجنوب، إذ تقوم هذه الجهات بتطويق ‏المكان ومنع الصحافيين والقوى الأمنية، والجيش ضمناً، من الوصول إليه، والهدف محاولة العبث في مسرح ‏الجريمة، وليس بقصد تشويه المسرح، بل للإطمئنان لجهة عدم وجود أي شيء قد يضر بهم، كمستندات أو أسلحة، ‏وهذا ما حصل حينما فرضت العناصر الحزبية طوقاً في المكان بُعيد الانفجار الأخير مباشرةً‎”.‎

وفي هذا السياق، يُذكر أن إشكالاً حصل بين عناصر حزبية في المكان وعناصر من الجيش اللبناني، كما تمّ منع ‏الصحافيين من التصوير لفترة من الوقت تحت طائلة مصادرة الكاميرات‎.‎

وفي حديثٍ لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أشار ملاعب إلى أنّ “مهمة الجيش اليوم لا تتوقف على الكشف على موقع ‏الانفجار، والتحقيق في بقايا المواد المتفجرة لتحديد طبيعتها، بل تتعدى للتحقيق بوجود الشبان الذين أصيبوا في ‏المكان، وعن طبيعة عملهم وسبب تواجدهم في وقت متأخر من الليل في هذا المركز والخلفيات، ويمكن من خلال ذلك ‏التوصل إلى نتائج إضافية‎”.‎

ولفت إلى أنّ، “القوى الموجودة في الجنوب اعتادت على وضع السلاح والصواريخ في المناطق المأهولة، وحصلت ‏انفجارات في وقت سابق أثبتت هذا الأمر. لكن انتشار السلاح بهذا الشكل العبثي خطير، وذلك بغض النظر عن طبيعة ‏المواد الموجودة والتي انفجرت أول أمس”، مشيراً إلى أنّ “العدو الإسرائيلي سيستثمر في هذه الأحداث للادّعاء دولياً ‏بوجود أسلحة في لبنان بين المدنيين”، داعياً لإقرار “استراتيجية وطنية وأمن قومي موحّد ووضع السلاح بيد السلطة ‏والأجهزة الأمنية