Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر March 11, 2022
A A A
افتتاحية “الديار”: رئيس الوفد اللبناني يشكك في ادارة بعبدا لتفاوض «الترسيم»: تنازلات مجانية للعدو؟
الكاتب: الديار

فكك «لغم» «الميغاسنتر» باقل الاضرار الممكنة بعدما اقتنع رئيس الجمهورية ميشال عون بان رمي «الكرة» الى المجلس النيابي لاحراج الرئيس نبيه بري سيسبب «صداعا» في غير وقته على ابواب الاستحقاق الانتخابي حيث العلاقة على «صوص ونقطة» مع حركة امل في الدوائر المختلطة التي نجح حزب الله في تامين زواج بالاكراه بين حليفيه، ولهذا تم ترحيل الفكرة الى الانتخابات المقبلة «بالتوافق» بين رئيسي الجمهورية والحكومة اللذين تجنبا عرض الفكرة على التصويت داخل مجلس الوزراء خوفا من «هزة» حكومية في غير مكانها،»فطار» الميغاسنتر بينما سلكت التعيينات طريقها بالتفاهم المسبق بين مكونات الحكومة التي بقيت عاجزة عن ايجاد المخارج المالية المناسبة لعملية الاستيراد الطارىء للمواد الغذائية والمحروقات في ظل شح الدولارات في مصرف لبنان وعدم وجود خطة تعاف جاهزة توحي بامكان التوصل الى اتفاق قريب مع صندوق النقد الدولي، ما يفتح الباب امام فوضى نقدية ومالية واجتماعية غير محدودة العواقب، فيما بات التوجه الحكومي اكثر وضوحا لتحميل المودعين 75 في المئة من مجمل الخسائر المالية المقدرة ب75 مليار دولار! في هذه الاثناء عادت المحكمة الدولية الى الواجهة من جديد من «بوابة» الاستثمار السياسي الداخلي، واصدرت قرارا مشبوها في توقيته بالعودة عن تبرئة اثنين من المتهمين المنتمين الى حزب الله بالجريمة، وفيما خرجت من «اسرائيل» خلاصات مبكرة للحرب الدائرة في اوكرانيا، بينت ان عيوبا كبيرة تعتري الجيش الاسرائيلي غير القادر على حماية مراكز تخزين «المواد الخطرة» في اي حرب مقبلة على الحدود الشمالية في مواجهة حزب الله الذي يشكل «وجع راس» مزمنا لاسرائيل. هذا وعاد ملف «الترسيم» الى الواجهة من جديد عشية اجتماع اللجنة التقنية الاسبوع المقبل، مع اصدار رئيس الوفد اللبناني العميد الركن المتقاعد بسام ياسين منشورا «شكك» فيه في صحة ادارة عملية التفاوض من الجانب اللبناني؟

«طار الميغاسنتر»
فبعد ايام من «السجالات» الشعبوية التي عززت المخاوف من خلفيات طرح رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر «المغاسنتير» قبل شهرين من موعد الاستحقاق الانتخابي، «طار» الاقتراح بتوافق ضمني في مجلس الوزراء الذي فضل عدم التصويت على الاقتراح كيلا تهتز الحكومة، ووفقا لمصادر مطلعة، تم تاجيل تطبيق الميغاسنتر» الى العام 2026 بعد عرض قانوني من وزراء التربية والثقافة، والداخلية، والعدل، وبعدما تبين ان الانقسامات لا تزال على حالها حيال الحاجة الى قانون من مجلس النواب، تم تظهير الاتفاق بين رئيس الجمهورية والحكومة قبيل الجلسة على الاكتفاء بهذا القدر من «السجالات» دون التصويت على الاقتراح، وكذلك عدم «رمي الكرة» في ملعب المجلس النيابي لتجنب اي مواجهة مع الرئيس بري عشية الانتخابات، خشية انفراط التفاهمات الهشة بين التيار الوطني الحر وحركة امل.

«الفراغ» الرئاسي؟

وكان لافتا المرور السلس للتعيينات، كما تم تعيين زياد مكاري وزيرا للاعلام خلفا للوزير جورج قرداحي، بعدما علم برفض وزير الشباب والرياضة جورج كلاس تبديل حقيبته بحقيبة الاعلام، ووفقا لمصادر مطلعة جاء هذا التعيين على خلفية خشية الوزير سليمان فرنجية من فراغ رئاسي مقبل، ولهذا تراجع عن غياب ممثله عن حكومة ستكون هي السلطة التنفيذية الوحيدة في البلاد! وشهدت الجلسة انسحاب وزير المهجرين بسبب رفض مجلس الوزراء مناقشة التقرير الذي أعده حول النازحين.

تحذير من الانهيار
اقتصاديا، علمت «الديار» ان مجلس الوزراء لم يصل الى حل معضلة تأمين الدولارات للاستيراد، وترك الامر بعهدة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمزيد من التشاور مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومع ارتفاع سعر البنزين والمازوت، وربطة الخبز، والزيوت على انواعها فضلا عن بدء فقدان بعض السلع والمواد الأساسية بفعل عمليات التخزين والجشع، والتلاعب بسعر دولار السوق السوداء، تتعاظم المخاوف من خروج الامور عن «السيطرة» في ظل عجز مصرف لبنان عن تأمين الدولارات الكافية لتامين استيراد المواد الاساسية التي تشهد ارتفاعا كبيرا في سعرها على خلفية الحرب في اوكرانيا، وقد ابلغ المصرف المركزي الحكومة ان «الكرة» ليست في «ملعبه» وعلى مجلس الوزراء البحث عن الوسائل اللازمة لتامينها في ظل «شح» العملة الصعبة لديه والتي استخدم منها نحو 600 مليون دولار حتى الان لتهدئة السوق عبر التعميم 161، في المقابل تبدو الحكومة عاجزة عن ايجاد الحلول اللازمة في غياب اي بوادر للاتفاق مع صندوق النقد الدولي قريبا.

الرهان على «الهبات»!
ولهذا تم تكليف وزير الاقتصاد امين سلام لتكثيف اتصالاته الخارجية مع وعد من ميقاتي بمواكبته للحصول على هبات من القمح والزيت من الولايات المتحدة الاميركية على وجه الخصوص بعدما امتنعت دول اخرى عن تقديم اي وعود في هذا الصدد نتيجة حاجة سوقه المحلية لهذه الموارد. وعلم في هذا السياق ان وزير الاقتصاد رفع طلبا خطيا الى السفيرة الاميركية دوروثي شيا التي وعدت بمتابعة الملف دون وعود جازمة في هذا الصدد، بانتظار رد الادارة الاميركية على الطلب اللبناني. واذا لم تحل معضلة تامين الدولارات، او الحصول على هبات، تتوقع مصادر وزراية تراجع القدرة على الاستيراد على نحو مقلق جدا ما قد يؤدي الى فوضى غذائية واجتماعية وانفلات امني في البلاد!

المودع سيدفع الثمن؟
وفي سياق متصل، لا تزال تصريحات نائب رئيس الحكومة ورئيس لجنة التفاوض مع صندوق النقد الدولي سعادة الشامي لتحميل المودعين النصيب الاكبر من سداد الفجوة المالية، تثير الكثير من علامات الاستفهام حيال مقاربة تسديد الخسائر المالية خصوصا انه اوحى بان الامر منسق مع صندوق النقد الدولي، ووفقا لمصادر مالية فان ما لم يقله الشامي علنا قيل في «الغرف المغلقة» لجهة تحميل المودع الحصة الكبرى من الفجوة المالية المقدرة اليوم ب 75 مليار دولار، فيما حصة المصارف لن تتجاوز ال12 مليار دولار، فيما العبء الاقل سيكون على الدولة اللبنانية!

تشكيك في ادارة التفاوض «بالترسيم»؟
وفيما يفترض ان تعقد اللجنة التقنية للبحث في ملف «الترسيم» البحري جنوبا الاسبوع المقبل بعدما تم توزيع نسخة من «الرسالة» الاميركية على اعضاء اللجنة الذين سيحملون معهم ملاحظاتهم على عدة نقاط اهمها اقتطاع اميركي من البلوك رقم 8 لمصلحة اسرائيل، اثار رئيس وفد المفاوضات غير المباشرة مع العدو الاسرائيلي العميد الركن المتقاعد بسام ياسين «الشكوك» مجددا حيال موقف الجانب اللبناني من الطروحات الاميركية المكتوبة حول «الترسيم» والتي يشرف عليها رئيس الجمهورية ميشال عون، وفي هذا السياق نشر منشور على صفحته الخاصة على «فيسبوك» برسم اللجنة الفنية لدراسة خطة هوكشتاين والمقدمة للبنان وللرؤساء الثلاثة الذين سيقبلون او سيرفضون او سيطالبون بتعديلات عليها، طارحا العديد من التساؤلات المثيرة للشكوك، ومنها، هل الخط المعروض ينطلق من نقطة راس الناقورة والمحددة من قبل الفريق المفاوض لان التخلي عن هذه النقطة دونه محاذير كونه نقطة بدء تثبيت الحدود البرية. هل العرض المقدم يلحظ كامل الخط ٢٣ الاسرائيلي كما بينا سابقا او هناك تعرجات تفقدنا مساحات يطالب بها العدو سيكون لها تأثير في ثروة لبنان النفطية والغازية. هل تم حفظ كامل حقل قانا من حصة لبنان او سيشارك العدو فيه ودرس حقل افروديت القبرصي ومنع القبارصة من استثماره ل ١٠ سنوات، مع العلم ان حصة إسرائيل منه ٧%. هل ارتاح العدو للعمل بحرية في كامل المنطقة جنوب الخط ٢٣ وحقل كاريش والبلوك ٧٢ اصبحا محررين؟ هل هناك استراتيجية واضحة لاعادة العدو ومعه الوسيط للتفاوض وفق الشروط اللبنانية؟ وبعد ان جدد العميد ياسين التشديد على أن الخط ٢٩ هو خط لبنان التفاوضي ويؤمن إمكان تحصيل اكبر مساحة ممكنة تحفظ الحقوق اللبنانية باعتباره الخيار الوحيد قبل فوات الأوان، اكد ان تعديل المرسوم ٦٤٣٣ هو الخيار الوحيد المتاح لحفظ ما تبقى من سيادة وكرامة وطنية، وتساءل هل صدقا يكترث العدو ومعه الوسيط لاي جواب تعطونه كون ما يريده من المفاوضات قد حصل عليه وبالمجان؟

هل يحضر بري؟
ووفقا للمعلومات، سيدعو رئيس الجمهورية ميشال عون الى اجتماع ثلاثي في بعبدا مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي بعد انتهاء اللجنة من اعداد تقريرها، ولم يعرف حتى الان ما اذا كان رئيس مجلس النواب سيحضر اجتماعا مماثلا، خصوصا انه يصر امام زواره على التاكيد انه «غير معني» بما يحصل في اللجنة التي رفض مع حزب الله ان يكون لهما ممثلون فيها!

معركة السنيورة «مش محرزة»؟
انتخابيا، لا يزل حراك الرئيس فؤاد السنيورة على الساحة السنية يثير الكثير من التساؤلات حول قدرته على «ملء فراغ» غياب الرئيس سعد الحريري عن المشهد السياسي، خصوصا انه لم ينجح حتى الان في كسب ود «الشارع الازرق» الذي بدا يتهمه بالتعاون مع من خانوا الحريري، وذلك على خلفية مروحة اتصالاته التي شملت القوات اللبنانية، وذلك بعد عودته من زيارته الباريسية، فيما تتضارب المعلومات حول لقاءات قيل انه عقدها مع مسؤولين سعوديين، مع ترجيح عدم حصولها، بحسب مصادر دبلوماسية اكدت ان الرياض لا تزال عند موقفها الحاسم بعدم «الاكتراث» لما يجري على الساحة اللبنانية، وقد جاء اعلان نواف سلام عزوفه عن خوض غمار الاستحقاق الانتخابي، ليؤكد ان «المظلة» السعودية لن تمنح لاحد في هذه المرحلة، ولهذا اختار البقاء بعيدا عن معركة «مش محرزة» في ظل هذه الظروف، وهو امر سبق وابلغه للرئيس السنيورة الذي التقاه في بيروت مؤخرا، وبعد اجراء جوجلة لكافة نواحي المعركة المفترضة خلص الرجلان الى ان التنافس سيكون محصورا على مقعدين في بيروت الثانية، لا اكثر ولا اقل، بعدما تبين صعوبة خوض مواجهة مفتوحة اقله في 11 دائرة حيث للصوت السني ثقل فيها، فلا التمويل متوافر، ولا الماكينة الانتخابية موجودة، ولا حتى الدعم الخارجي قائم، ومن هنا كان سلام صريحا مع السنيورة بالقول «مش محرزة» نخوض معركة على مقعدين في بيروت، مقابل اتهامنا بوراثة سعد الحريري، فيما الفوز اذا ما تحقق لن يضيف اي ثقل في المجلس النيابي الجديد. ووفقا لمصادر مطلعة، لم يحسم السنيورة موقفه النهائي لجهة دعم لائحة في بيروت او الترشح شخصيا، والقرار رهن مشاورات الساعات المقبلة، مع العلم ان 4 ايام تفصلنا عن موعد اقفال باب الترشيح، وعلى الرغم من حصوله على موافقة «ضمنية» من دار الفتوى الا انه متردد بعض الشيء للاسباب السابقة، وكذلك لتبلغه من احد كبار مسؤولي «الماكينة» الانتخابية في تيار المستقبل عدم دعمه في خطوة ترشيحه من «تحت الطاولة»، مع نصيحة تفيد بان نجاحه في بيروت لن يكون مضمونا، خصوصا اذا ما قرر الشارع السني معاقبته على مخالفة قرار الحريري!

هزة مصرفية!
في هذا الوقت، اثار قرار النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون بمنع سفر رؤساء مجالس إدارة 5 مصارف لبنانية، هزة في القطاع المصرفي حيث ستعقد جمعية المصارف اجتماعا طارئا في الساعات القليلة المقبلة لاتخاذ «القرارات المناسبة». وبحسب مصادر مصرفية اكدت ان القاضية عون لا تملك الصلاحية القانونية لاتخاذ قرارات مماثلة. ووفقا للمعلومات، فان القرار القضائي احترازي» ريثما تنتهي التحقيقات الاولية في شكاوى الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال وتهريبها وحجز أموال المودعين والتحويلات المالية إلى الخارج. وتتهم القاضية عون هذه البنوك بالحصول على 6 مليارات دولار من مصرف لبنان على شكل قروض قبل وخلال الأزمة المالية التي ترافقت مع انتفاضة 17 تشرين.
حزب الله وجع «راس»
وفي سياق التصعيد الممنهج ضد حزب الله، اقر قائد الجبهة الداخلية في كيان العدو الجنرال اوري غوردون في مقابلةٍ مع القناة الـ12 بالتلفزيون الاسرائيلي، أن وجع الرأس الأكبر هو حزب الله… وقال انّ الجمهور الإسرائيليّ ليس مستعدًا بشكلٍ كافٍ لسيناريو تندلع فيه معركة في الجبهة الشمالية مع الحزب ف2500 صاروخ في اليوم، جزء منها دقيق، ستسقط داخل المناطق السكنية في الجبهة الداخلية، هذا سيكون هجومًا كبيرًا جدًا في غياب النقص في «التحصينات».

« غيبوبة الموتى»
وفي السياق نفسه، رأى المؤرخ العسكريّ الإسرائيليّ، يوسي بلوم هاليفي، في مقالٍ نشرته صحيفة معاريف الاسرائيلية، أنّ العبرة الأهّم من مجريات الحرب الدائرة في أوكرانيا تكشف خطيئة تقليص الجيش الاسرائيلي قوته البرية، ووصل الأمر ذروته في عام 2020 مع حلّ الفرقة المدرعة 22، إضافة إلى عشرة مقار وألوية عسكرية أخرى، ما بات يتطلب، ضرورة أنْ يقوم أحد ما في الجيش الإسرائيلي لإيقاظ القيادة العسكرية من «غيبوبة الموتى». فالجيش الإسرائيليّ يحتاج للمزيد من تجهيز وإعداد قواته الاحتياطية البرية، بدلاً من عدم تدربها منذ سنوات عديدة، فالاسلحة الموجودة لا تكفي لحماية المستوطنات الحدودية الشمالية، في حين يتبنّى الجيش الإسرائيلي مفهوم إخلاء المستوطنات كجزءٍ من مفهومه الأمني الفاشل، للفرار منها، لا الدفاع عنها!

المواقع الخطرة غير محصنة
من جهته، كشف تقرير مراقب الدولة في اسرائيل، متنياهو انغلمان، عن أنّ طريقة التعامل وحماية المواقع التي يتم الاحتفاظ فيها بمواد خطرة في إسرائيل فيها عيوب، ووجد أنّ برامج الحماية لهذه المنشآت غير سليمة، وأنّه في حال وقوع حرب من الممكن أنْ تجد إسرائيل نفسها في مواجهة حدث كبير من الممكن أنْ يؤدي إلى وفاة آلاف المواطنين.