Beirut weather 19.1 ° C
تاريخ النشر October 11, 2016
A A A
توماس مولر.. الماكينة الألمانية التي لن تهدأ
الكاتب: موقع D W

ثنائية توماس مولر أمام التشيك في التصفيات المؤهلة لبطولة العالم 2018، اعتبرها المدرب لوف أنها النقطة التي وضعت حدا للغط الدائر حول “أزمة” المهاجم خاصة وأنها الثنائية الثانية له في أقل من شهر.

في منافسات يورو فرنسا 2016 والتي خرج منها المنتخب الألماني لكرة القدم من الدور نصف النهائي إثر هزيمته أمام أصحاب الأرض بهدفين دون رد، سال مداد كثير على أعمدة الصحافة الألمانية، ترجح أن المهاجم الدولي توماس مولر دخل مرحلة “أزمة” مصيرية جعلته يصوم عن التهديف في فرنسا، وحتى فريقه بايرن ميونيخ الألماني لن يسلم بدوره من تداعياتها.

وأثناء بطولة فرنسا وبعدها تباينت المواقف بين متابعي كرة القدم الألمانية بشأن مولر، وسارع زملاؤه إلى دعمه بقوة على غرار زميله مسعود أوزيل الذي شدد على أن نجم البافاري “بحاجة إلى الهدوء”. أما المهاجم نفسه، فقد ردّ باحتقان شديد على أجوبة الصحفيين قبيل المباراة التي فازت فيها ألمانيا على إيطاليا في ضربات الترجيح ضمن منافسات الدور ربع النهائي بالقول: “أنا لست بحاجة إلى طبيب نفسي!”.

ويذكر أن مولر هو ذاته الذي يفتخر بالمركز الرابع إلى جانب الدولي السابق وأسطورة مونديال 1954 هيلموث ران، على قائمة الترتيب التاريخي لهدافي المنتخب الألماني لكرة القدم. وسبق لمولر أن أحرز 10 أهداف لألمانيا في مونديال جنوب إفريقيا ثم في البرازيل حين فازت ألمانيا باللقب العالمي.

35998049_303

والآن بعد يورو فرنسا،  يسجل نجم بايرن ميونيخ هدفين من مجموع ثلاثة، ضمنت بها ألمانيا الفوز على التشيك في ثاني مباريات التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 يوم السبت الماضي (10 من تشرين الأول 2016) ليكرر ما قام به في الجولة الأولى أمام النرويج في مباراة فازت فيها أيضا ألمانيا بذات النتيجة.

بالنسبة للمدرب يواخيم لوف فإن اللغط حول مولر “وُضع له حد”، كما يقول في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة السبت الماضي، فيما ردّ مولر بطريقته الساخرة المعهودة بالقول “لقد حررت نفسي من المستنقع الذي كنت غارقا فيه”، ليضيف، لكن بنبرة أكثر جدية: “لقد قلت دائما أنني أحاول قدر الإمكان أن لا أجعل الظروف تؤثر عليّ سواء كانت إيجابية أم سلبية”.

وكان مولر يكرر رفضَه فكرة دخوله في “أزمة”، معلّلا أن الأهم من إحراز الأهداف دعم الفريق، وهو الدور الذي لم يتراجع يوما عن القيام به، بشهادة منتقديه أولا قبل معجبيه أو زملائه في صفوف المانشافت.

وحسب المتابعين فإن توماس مولر اجتاز هذه الفترة الصعبة في مسيرته بفضل روح الانضباط، فهو نموذج للماكينة الألمانية التي لا تكد على الملعب من أجل الفوز للجميع، دون الاكتراث بالنجاحات الفردية. شعار مولر الولاء للمنتخب، وهو ما يظهره أيضا على أرض الملعب، وما  يفسر جرعة الحماسة وقدرته الهائلة لقطع المسافات الطويلة.

وبعودة مولر إلى التهديف، يستعيد بطل العالم جانبا من قوته الهجومية التي شهدت في يورو فرنسا تذبذبا ملحوظا، رغم الدور الهام الذي لعبه المهاجم ماريو غوميز. غير أن لاعب  فولفسبورغ الألماني مصاب حاليا، ولا يمكنه الالتحاق بالمنتخب الألماني في الوقت الحالي.

وهو ما زاد من حجم التحديات التي تواجه لوف. وسبق للمدرب أن قالها صراحة قبل يوم من مباراة التشيك وخمسة أيام قبيل المباراة المرتقبة أمام إيرلندا الشمالية إن “ترجمة الفرص (إلى أهداف) تتوقف على التركيز والفنيات في اللمسة الأخيرة. وهذا أمر سيشغلنا بالتأكيد على مدار العامين المقبلين”.

وأقرّ لوف أيضا بأنه “أمر مزعج أن لا نملك  لاعبين آخرين مثل ماريو غوميز”. في إشارة إلى افتقاد المنتخب الألماني إلى مهاجم صريح بصفوف فريقه، باستثناء غوميز المصاب. بيد أن  استرجاع مولر لخطورته يقلل من هذه المخاوف بكل تأكيد، فهو الهداف وكما تقول الصحافة الألمانية “المتربص الذي يستغل جميع أطراف جسمه لإحراز الأهداف حتى وإن تعلق الأمر بأنفه”.