Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر February 12, 2022
A A A
كيف يحتفل اللبنانيون بعيد الحب هذا العام؟
الكاتب: سمار الترك - اللواء

يأتي عيد الحب هذا العام وسط ظروف قاسية وصعبة جدا، نتيجة الأوضاع المعيشية المأساوية التي نتخبط بها على مختلف المستويات. وكأنما اللبناني ممنوع عليه أن يفرح ويحتفل بعيد الحب شأنه شأن كافة الناس في أجمع البلدان.

كيف يمكن للبناني أن يحتفل بعيد الحب في الـ14 من شباط؟ وهو يلهث وراء لقمة عيش من هنا وغالون بنزين من هناك وفاتورة مولد كهرباء بملايين الليرات والدولارات… وهو الذي لا يتعدى راتبه الـ800 ألف ل.ل أو مليون ل.ل أو مليون ونصف مليون ل.ل كحد أقصى.

وطبعا هنا نتحدث عن أصحاب الطبقة الوسطى الذين باتوا بدورهم من الطبقة الفقيرة، نظرا لما يتكبدونه من صعوبات مادية في المدة الأخيرة نتيجة لكثرة المدفوعات والأعباء المعيشية.

عيد الحب هذا العام نكهته مختلفة وطابعه خاص، والهدايا التي كانت تعتمد بات من الصعب تقديمها.

محلات بيع الذهب والورود التي كانت تعج بالزبائن في مثل هذه المناسبة تشكو قلة الزبائن، كيف لا؟ و«العين بصيرة واليد قصيرة».

 

هدية للحبيب؟
والسؤال الذي يطرح: كيف سيحتفل اللبناني بهذا العيد، وهل سيتمكن من تقديم هدية للحبيب؟

للإجابة على هذا السؤال قامت «اللواء» بجولة ميدانية وعادت باللقاءات التالية:

 

عيد الحب انتهى…
{ حسن دوغان يعتبر أن عيد الحب انتهى الإحتفال به منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، يقول: منذ ذلك التاريخ لم أحتفل بهذه المناسبة لأنني شعرت يومها أن البلد يتجه إلى الهاوية وما نحن فيه اليوم سوى نتيجة لاستشهاد الرئيس الحريري.

في عهده انتعش البلد وازدهرت الأعمال ووجدنا نحن كشباب فرص عمل، لم نكن نخاف من الغد لأننا كنا نعلم أن هناك من يخطط لمستقبل الشباب في هذا الوطن.

كنا نعمل ونشتري كل ما نريد ونسافر… كل ذلك كان متوفرا لنا، لكن منذ لحظة الإغتيال في الـ14 من شباط 2005 اغتالوا لبنان وشعب لبنان بأكمله.

لذلك، أقول لك لا معنى للإحتفال بعيد الحب بعد استشهاد الرئيس الحريري، ولا سيما أننا دخلنا في نفق مظلم من الصعب أن نخرج منه في كنف هكذا حكام وسياسيين».

 

لنترجم فعليا معنى الحب
{ ليلى جبارة تتفاجأ بسؤالنا عن عيد الحب، تقول: «عن أي عيد حب تتساءلين»؟

– هل ترين أن وضع البلد يسمح الإحتفال بهذه المناسبة؟

على فكرة أنا على مدى سنوات كنت أحتفل بـ«الفالنتين» لكنني منذ السنة الماضية، قررت التوقف عن الإحتفال به لأنني شعرت أنه من التفاهة أن أشتري هدية أو وردة… وسط كل الأزمات التي نتخبط بها سواء الإقتصادية أو الإجتماعية.

كثير من العائلات اللبنانية تنام بدون عشاء وتسير حافية القدمين في عز الشتاء.

بدلا من الإحتفال بهذا اليوم وتقديم الهدايا الباهظة الثمن قررت مع عدد من الأصدقاء أن نجمع ما أمكننا من ثياب واحذية لنقدمها لبعض المحتاجين بمناسبة عيد الحب، لنترجم فعليا معنى الحب».

 

صفيحتا بنزين
{ جورج بولس يبادرنا قائلا أن هدية هذا العام مميزة، يقول: «كما تعلمين أن الأوضاع الإقتصادية صعبة وليس بالإمكان شراء قطعة ذهب أو تلفون خليوي كما كنت أفعل في السابق، لذلك قررت هذا العام أن تكون هديتي مميزة فاتفقت مع إحدى محطات البنزين أن أشتري بون بقيمة صفيحتي بنزين لأقدمهما لحبيبتي في عيد الحب».

لا أعلم كيف ستكون ردة فعلها لكنني شعرت أنها الهدية الأمثل لهذا العام وسط الغلاء المستشري».

 

قارورة غاز
{ نورما بيطار متزوجة منذ سنة، تقول: إحساسا مني بالمسؤولية قررت في عيد الحب أن أقدم لزوجي قارورة غاز لأوفر عليه ثمنها ولأشعره أنني أشاركه همومه المعيشية اليومية.

– فكرت بهدية معينة فوجدت انه من المعيب أن أشتري وردة خصوصا أن سعرها في هذا اليوم يصل إلى 50 ألف ل.ل، لذلك قررت أن أحضر عشاء مناسبا وسأقدم له قارورة الغاز لكنني لن أنسى أن أضع لها شريطة حمراء من وحي المناسبة، هكذا نحتفل بطابع مميز ونضحك في آن معا وأوفر عليه سعر القارورة.