Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر December 9, 2021
A A A
هل من رفع تام للدعم على الأدوية قريباً؟ ومتى تتوافر بشكل طبيعي؟
الكاتب: كارين اليان - النهار العربي

على الرغم من الرفع الجزئي لدعم الأدوية المزمنة بشكل خاص، لا تزال معاناة المواطن اللبناني مستمرة. اليوم مر ما يقارب الشهر على الارتفاع الكبير في أسعار الأدوية عموماً والأدوية المزمنة خصوصاً، قد شكل ذلك ضربة قاسية وموجعة للمواطن وإن كان رفع الدعم جزئياً. على الرغم من ذلك لا يزال المواطن يبحث عن أدويته المقطوعة من أدوية ضغط وكوليسترول وسكري وغيرها وكأنه قد كُتب له أن يعيش معاناة مستمرة لا نهاية لها وإن بدا في وقت من الأوقات أن ثمة حلاً قريباً أو انفراجاً. حول هذا الموضوع، يشير نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة في حديثه أنه لا يترتب عن ترشيد الدعم حل تلقائي لتوافر الأدوية بشكل آني فثمة آلية تتطلب وقتاً قبل أن تتوافر بشكل واسع في البلاد.

 

 

رفع جزئي للدعم ولكن…

استمر اليوم دعم الأدوية المزمنة الجزئي بشكل تصاعدي بحيث أن الأدوية الأرخص ثمناً بقيت مدعومة بنسبة 25 في المئة، فيما بقيت هناك أدوية مدعومة بنسبة 45 في المئة. أما الأدوية الأغلى ثمناً فبقيت مدعومة بنسبة 65 في المئة للتخفيف من العبء عن المواطن.

على الرغم من ذلك كانت هذه ضربة موجعة للمواطن اللبناني، والاسوأ أنه إذا كان قد رأى في رفع الدعم عن الدواء نافذة أمل حتى يتأمن الدواء بسهولة ، استمرت معاناته ولا يزال يشكو من صعوبات كثيرة في توافر هذه الأدوية المزمنة تحديداً ما يلزم الأطباء بتبديلها أو وصف أخرى قد تكون متوافرة. في هذا الإطار يوضح جبارة أن الآلية المرتبطة بطلبات الأدوية بعد الحصول على موافقات المصرف المركزي والوزارة، تتطلب وقتاً حتى يتم تأمينها واستيرادها والمسألة لا تقتصر على رفع الدعم ولا حتى على الموافقة على الطلبات حتى تتأمن تلقائياً. هذا ما يفسر أن الناس لم تلمس حتى اللحظة تغييراً ملموساً، لكن هذا لا يعني أنه لم يتم القيام بأي خطوة في هذا الإطار، بل إن المساعي مستمرة والآلية تتطلب وقتاً. مع العلم أن ترشيد الدعم، وإن كان قد شكل ضربة قاسية للمواطن، إلا أنه في الواقع يسمح للوزارة بتأمين كميات كبرى من أدوية بالأموال المتوافرة.

 

تحسن ملموس بعد هذه المدة

يتوقع جبارة أن يشهد المواطن تحسناً أكبر على صعيد وفرة الأدوية في الأسواق بمختلف أنواعها، خلال أسابيع قليلة وتحديداً خلال الشهر المقبل، فيما من الممكن أن يقوم بعض المستوردين بالشحن قبل آخرين.

أما بالنسبة إلى أدوية الأمراض المستعصية، فإن التحسن بدا واضحاً ومن المفترض ألا تحصل أية مشاكل في هذا الإطار لاعتبار أن الأدوية أصبحت متوافرة من شهر أيلول (سبتمبر) وقد لمست المستشفيات تحسناً واضحاً في توافر معظم الأدوية الأساسية المستخدمة للأمراض السرطانية وغيرها من الأمراض المستعصية التي لا تزال مدعومة بنسبة 100 في المئة. لكن السؤال المطروح هو ما إذا كان هذا التحسن طويل الأمد أم أنه على المواطن أن يتحضر لأزمة أخرى في المستقبل القريب.

من المفترض ألا تحصل أية مشاكل إذا ما استمرت موافقات الوزارة والمصرف المركزي بوتيرة منتظمة وشهرية. فبعد هذه الانطلاقة الأولى للآلية ولطلب الشحنة الأولى التي تتطلب بعض الوقت بدءاً من توفير الأدوية من قبل المعامل في الخارج، يؤكد جبارة أن الأمور ستسير بصورة طبيعية تلقائياً وبوتيرة أسرع ولن يعود هناك أي تأخير في تأمين الأدوية. ويوضح جبارة: “صحيح أن ما أنجز حتى الآن لا يعتبر حلاً نهائياً، خصوصاً أن الأموال المتوافرة محدودة، لكننا على الأقل قطعنا شوطاً مهماً ومن المفترض أن تسير آلية طلب الأدوية وشحنها وتأمينها بسرعة كبرى في المرحلة المقبلة بدءاً من الشهر المقبل أو بالنسبة للبعض من نهاية الشهر الحالي”.

 

هل من رفع تام للدعم على الأدوية قريباً؟

ليس هناك أي حديث عن رفع تام للدعم على الأدوية المزمنة، ولا يجري البحث أبداً في هذا الموضوع”، كما يؤكد جبارة. في المقابل يشدد على أن “الأزمة الأساسية في البلاد والتي تعتبر أساس كل الأزمات في مختلف القطاعات والجوانب الحياتية هي في انهيار سعر الصرف وعدم لجم سعر الصرف. فكافة الخطوات التي يمكن القيام بها تبقى ناقصة أو موقتة ما لم يتم لجم سعر الصرف لتسهيل حياة المواطن. فالانهيار الحاصل في البلاد ليس اقتصادياً، بل هو في الواقع مالي بشكل أساسي ولا بد من توفير الأجواء اللازمة والقيام بكافة الخطوات المطلوبة تجنباً لمزيد من الانهيار في كافة المجالات”.