Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر November 10, 2021
A A A
بالصور: حمص القديمة تستعيد مكانتها كعاصمة روحية في سوريا
الكاتب: سبوتنيك
33c51752-a4bb-488a-a3f9-c1bc2915153b bcf9ffc7-043c-4c87-b57f-c3657c0c0750
<
>

في حمص، تتكئ المساجد والكنائس في المدينة القديمة، أحدهما إلى كتف الآخر في عناق سرمدي جاوز الآلف عام.
زوار الأحياء القديمة في مدينة حمص وسط سوريا، ما أن يدلفوا إلى شوارعها المترعة بالتراث، حتى يشدهم ذلك المشهد الفريد من تجاور مساجدها وكنائسها حتى ليخيل لهم بأن مآذنها تمد يديها لتصافح أبراج الأجراس.
تزخر حمص القديمة بعدد كبير من الكنائس والمساجد الأثرية ذات القيمة الاستثنائية التي شكلت مقصداً للسياح من كل أرجاء العالم، وهي بذلك تعكس مكانتها كمدينة روحية بامتياز ترتقي إلى مصاف العاصمة الدينية لسوريا.
هذه البيئة الحمصية المشبعة بالتاريخ الروحي، بقوامها الذي يزيد عن 21 كنيسة ومسجد تاريخيين، تعني الكثير لأبناء هذه المحافظة وتعكس البيئة الاجتماعية التي يعيشها عموم السوريين منذ آلاف السنين.
خلال الحرب، وعلى ما جرى في مختلف أنحاء سوريا، امتدت يد التنظيمات الإرهابية المتشددة إلى دور العبادة الأثرية في المناطق التي سيطرت عليها داخل المدينة القديمة، وعاثت فيها فساداً وتدميرا، كما اتخذت من بعضها مقرات لشن هجماتها على بقي الأحياء السكنية للمدينة، وقبل اندحارها عام 2014، أوغلت في تحويلها إلى أطلال بكل ما للكلمة من معنى.
بعد تحرير مدينة حمص القديمة وبدء عودة المهجرين إلى منازلهم، عملت مديرية الآثار، بالتعاون مع مديرية الأوقاف والجهات المعنية الأخرى، على توثيق دور العبادة وترميمها ودراسة الأضرار التي لحقت بها، مع الحفاظ على طابعها الأثري.
معاون مدير الآثار والمتاحف في حمص، المهندسة لمى السمان، قالت لـ”سبوتنيك” إن: “دور العبادة الأثرية وذات القيمة الروحية في مدينة حمص القديمة، تعرضت لأعمال تخريب ممنهجة على أيدي العصابات الإرهابية، وبعد تحرير المدينة، قامت دائرة آثار حمص بالتنسيق مع مديرية الأوقاف، بترميم عدد من هده الدور، مثل جامع خالد بن الوليد وجامع الأربعين، وكنيسة أم الزنار وكنيسة مار اليان”، وهي من أقدم كنائس العالم.
وأوضحت المهندسة السمان أن “معظم الجوامع الأثرية في حمص تعود للفترتين المملوكية والأيوبية، وتتميز بعناصر معمارية زخرفية مثل المقرنصات وطاسات المحاريب المفصصة، وتعدد المحاريب في الجامع الواحد، فهناك محراب رئيسي وآخرين فرعيين على جانبيه، إضافة الى باحة الجامع (صحن) مع حرم جامعي وأروقة محيطة من ثلاث جهات”.
وأضافت: “أما الكنائس تعود إلى الفترة البيزنطية مثل أم الزنار وماراليان وهي بذات الأسلوب العمراني المعروف للكنائس “البازيليك”، وفيها عدد من الإيقونات الأثرية التي تزينها، لافتةً إلى أنه تم توثيق كل الأيقونات وتحديد أماكن الضرر فيها وإرجاعها إلى الكنائس”.
وبينت المهندسة السمان أن حمص تعد مدينة روحية لغناها الثقافي الروحي، بوجود عدد من الجوامع مجاورة للكنائس، حيث شكلت مسارا سياحيا روحيا للمهتمين والمتخصصين والزوار، مشيرةً إلى أن المديرية تقوم بتوثيق جميع الجوامع والكنائس الأثرية المتضررة ليصار إلى ترميمها فيما بعد.