Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر August 15, 2021
A A A
في لبنان.. المرض ممنوع والوضع الصحي نحو الكارثة
الكاتب: عزام غ. ريفي - سفير الشمال

بات لبنان بلدا خطرا، وكأنه منتهي الصلاحية، لا يمكن العيش فيه، خصوصا مع انعدام أدنى مقومات العيش الكريم..

من يتمتع بصحة جيدة من اللبنانيين عليه أن يحمد الله ألف مرة، لأن في لبنان ممنوع المرض، والا فالمصير هو الهلاك.

نعم، لا مجال للمرض في لبنان، وذلك اما بسبب فقدان الأدوية المتعلقة بأكثرية الأمراض والناتج عن إحتكارها من قبل تجار يقومون باستغلال الأزمة شأنهم شأن تجار سائر القطاعات، من دون رادع من أخلاق أو وازع من ضمير، بهدف جني أموالا طائلة على حساب آلام المواطنين.

أو بسبب ارتفاع أسعار الأدوية بشكل جنوني، خصوصاً بعد قرار وزير الصحة حمد حسن رفع سعر صرف الدولار للأدوية غير المدعومة بنسبة 65 بالمئة، لتصبح أسعار تلك الأدوية وفق تسعيرة 13650 ليرة، وذلك استنادًا إلى إعلان المصرف المركزي عدم امكانيته الاستمرار بالدعم على جميع الأدوية. الأمر الذي يهدد حياة أي مواطن مريض، ويتركه مكبل اليدين في مواجهة مصيره، فاما أن يتعافى برحمة الهية، أو يودع هذه الحياة تاركا حسرات في قلوب عائلته.

هذا بالنسبة للدواء، أما في ما يتعلق بالمستشفيات فالمصيبة أكبر، والوضع أخطر بكثير، وذلك بسبب نفاذ مخزون المازوت لبعض المستشفيات، وتعذر حصولها على مخزون اضافي كاف من المازوت لتأمين التيار الكهربائي والأوكسجين وسائر المستلزمات الضرورية، بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي لمدة لا تقل عن 22 ساعة في اليوم.

هذا الواقع ينذر بكارثة صحية خطيرة لم يشهد لبنان مثيلا لها في تاريخه، خصوصاً أن المستشفيات تحتضن داخل جدرانها آلاف المرضى، وقد يكون وضع بعض هؤلاء حساس جداً وبحاجة الى عناية ومراقبة، خصوصا أن منهم من يغسل كلى، ومنهم من يعيش على التنفس الإصطناعي، ومنهم من يشغل مراكز عناية القلب، ومع انعدام التيار الكهربائي، وعدم قدرة المستشفيات على تأمين مادة المازوت سيكون مصير هؤلاء المرضى على حافة الموت إذا لم تؤمن الحلول السريعة.

وما يزيد الطين بلة، عودة تفشي وباء كورونا ووصوله لمعدلات مرتفعة نحو 1500 حالة في اليوم، وهذا ينذر بمضاعفة الأخطار الصحية، في ظل إنعدام العلاجات وعدم قدرة المستشفيات على إستقبال المصابين فضلا عن عدم الالتزام بالتدابير الوقائية وبالتباعد الاجتماعي..

كل هذه الأسباب وغيرها ستؤدي الى ما يشبه “تسونامي” مرضي قد يجتاح المناطق اللبنانية من دون أن يكون لأي أحد القدرة على مواجهته، خصوصا أن الوضع الاستشفائي الكارثي جعل اللبنانيين كالجنود في ميدان المعركة لكن من دون أسلحة.